عندما تسمع اسم "إبراهيم سعفان، سريعا تتذكر بعض المشاهد المحفوظة في السينما المصرية، هو المدير المتشدد بطريقته المرحة في "تجيبها كده تجيلها كده هي كده" والشاب السكير الذي يذهب مع إيرما لادوس إلى منزلها ويصدم بوجود زوجها في "عفريت مراتي" أو حتى "عم مبلولي" الذي يحاول مساعدة "زيزو" في "أونكل زيزو حبيبي".
كلها أدوار كوميدية برع فيها سعفان، بطريقة التمثيل السهل الممتنع، لا تجد عناء لخروج الإيفية، قصر قامته وشكله ونجاحه في إضحاك الجمهور حصره في الأدوار الكوميدية، لكن ما لا يعرفة الكثيرون عن إبراهيم سعفان أن دراسته وتخصصه كان بعيدا كل البعد عن الكوميديا، في عيد ميلاده نستعرض بعض المواقف من حياة إبراهيم سعفان.
درس إبراهيم سعفان في كلية الشريعة بجامعة الأزهر، تنفيذا لرغبة والده وحصل على وظيفة مدرس لغة عربية، لكن حبه للتمثيل جعله يقدم بعض العروض المسرحية في جامعته، مما تسبب في غضب بعض من زملائه، إلى أن أقنعهم بأن للفن رسالة سامية، ثم بعد ذلك التحق بمعهد الفنون المسرحية ليتخرج منه وينضم لفرقة نجيب الريحاني ويبدأ مسيرته المهنية.
ولسعفان قصة لطيفة مع الفنانة سعاد حسني، بعيدا عن التمثيل عاد سعفان مع سعاد حسني إلى مهنته الأصلية "معلم لغة عربية"، إذ كانت السندريلا لا تجيب القراءة والكتابة، فبعد انفصال والدها عن والدتها لم تذهب إلى المدرسة.
لكن عبد الرحمن الخميسي مكتشفها، طلب من سعفان أن يٌعلم سعاد حسني القراءة والكتابة ومساعدتها، وهو ما حدث.
من الم اقف التي تعرض لها الفنان القدير ما حكاه عنه الفنان الراحل محمود الجندي، إذ تعرض سعفان لموقف صعب خلال تواجده في اليونان لتصوير عمل ما.
حكى الجندي في برنامج "بيومي أفندي" أن سعفان كان يريد الذهاب إلى فندق بعيد عن مقر إقامتهم، لمقابلة صديق، وذهب بمفرده ولأنه لم يكن يجيد اللغة الإنجليزي تاه في طريق عودته، حاول لتواصل مع المحيطين به لكن لم يستطع، ولم يجد أمامه إلا أن وقف وسط الطريق وبدأ يؤذن حتى سمعه شخص سوداني وساعده.
أما أصعب المواقف في حياة إبراهيم سعفان هي فقدانه لـ 4 أبناء في وقت واحد بسبب إصابتهم بالجفاف، وهو ما حكاه نجله عازف القانون محمد سعفان، إذ قال إن والده حزن كثيرا بعد وفاة أشقائه، لكن الله أكرمه بعد ذلك وأنجب مجددا واطلق اسم "رضا" على مولوده.
توفي سعفان عام 1982 عن عمر يناهز الـ58 عاما خلال تواجده في دولة الإمارات العربية المتحدة لتصوير عمل هناك.
اقرأ أيضا:
الفن زمان- عيوب صلاح ذو الفقار بعيون شادية
الفن زمان- قصة تحدي فريد شوقي ليوسف وهبي الذي غير مجرى حياته