شارك في الدورة الـ41 من مهرجان "القاهرة السينمائي" ضمن مسابقة "أفاق سينما عربية" الفيلم السعودي "سيدة البحر" والذي أخرجته شهد أمين في أول تجربة روائية طويلة لها.
فيلم "سيدة البحر" لاقى إشادات كبيرة من النقاد والسينمائيين بعد عرضه في الكثير من الفعاليات السينمائية الكبرى وأهمها مشاركته في مهرجان "فينسيا" في دورته الـ76 وحصوله على جائزة "فيرونا" للفيلم الأكثر إبداعاً، كما فاز "بالتانيت البرونزي" خلال منافسته في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بـأيام "قرطاج السينمائية"، وأخيراً حصوله على 3 جوائز خلال منافسته فى المسابقة الرسمية للأفلام الروائية فى "مهرجان الرباط الدولى لسينما المؤلف"، وهم جائزة لجنة التحكيم أفضل فيلم وجائزة أفضل مخرج، وجائزة لجنة تحكيم النقاد.
فيلم "سيدة البحر" ييرز أسطورة تمرد فتاة تعيش في زمان ومكان مجهولان على عادات وتقاليد بيئتها، وطريقة سرد المخرجة والكاتبة شهد أمين لإظهار هذا التمرد على الشاشة بشكل مختلف هو ماجعل للفيلم طابع خاص وجعله ينال كل هذه الإشادات.
وكان لموقع FilFan.com حوار خاص للمخرجة شهد أمين روت فيه كواليس تجربتها "سيدة البحر" وكشفت عن الكثير من الأسرار المتعلقة بالعمل وارتباطها به.
كيف بدأ حبك للسينما وماهي خلفيتك الدراسية؟
أحببت السينما منذ أن كان عمري 10 سنوات بعد دراستي الثانوية درست إخراج وكتابة سيناريو في جامعة "ويست" لندن ثم عدت إلى السعودية وأخرجت أول أفلامي القصيرة في جدة عام 2012 بعنوان "نافذة ليلى"، ثم أخرجت فيلم "حورية وعين" وهو فيلم قصير أيضا تدور أحداثه في نفس عالم "سيدة البحر" وذلك عام 2013.
لماذا استغرق فيلم "سيدة البحر" وقت طويل لخروجه إلى النور؟
بدأت الفكرة والكتابة المتقطعة بعد انتهائي من فيلمي القصير "حورية وعين" أي بين عامي 2012و 2013 وكان المشروع يتوقف كل فترة لدراسته ولأسباب إنتاجه حتى بدأت في تصويره عام2017 وانتهيت في نفس العام.
ثم جاء تأجيل طرحه لـ2019 بسبب المونتاج فهناك عدة مشاهد كانت تتطلب مونتاج دقيق وخاصة أن معظمه في البحر ومونتاج المياة المتحركة من أصعب الأشياء.
ما هي الفكرة أو الهدف الرئيسي التي كانت تود شهد أمين طرحه ومناقشته من خلال الفيلم؟
عند كتابتي للفيلم كانت الفكرة الرئيسية لدي هي تقبل نفسي كامرأة، وأردت أن أشارك الناس بتجربة تقبل المرء لنفسه سواء كان رجلاً أو سيدة وإيجاد هويته حتى أن لم يتقبلها المجتمع وهو ما أردت إيصاله من خلال رحلة جسد حياة الذي يراه المجتمع مرفوضا وحراما، وبدأت رحلتها مع حب جسدها وتعلم تقبل الواقع والتمرد عليه في الوقت نفسه.
لماذا لجأتي للخيال أو العالم "الفنتازي" في تجربتك الروائية الطويلة الأولى؟
لأنني أرى أن الأفلام التي تعمل على تغذية عقل المشاهد وخروجه وهو يفكر فيما رأه هي الأمتع من الأعمال المباشرة، كما أن هدفي هو اللغة البصرية والرحلة الداخلية للفتاة كانت هي ما تعنيني.
هل بطلة العمل تشبه شهد أمين وتمثل جزء من معاناة مرت بها؟.
بالطبع فهي قريبة جدا مني شخصيا وتشبهني، فشغلني منذ سن البلوغ التعرف على جسدي مثل بطلة الفيلم، وفهم هذا العالم الذي حولي، وليست بطلة العمل فقط ففي كل شخصية من شخصيات "سيدة البحر" جزء من مني حتى الرجال فأحياناً نضطر نحن النساء أن نكون أٌقوياء ونستخدم عضلاتنا لمواجهة خطر أو خوف.
لماذا اخترت أن يكون الفيلم بالأبيض والأسود؟
فالبداية لم تكن فكرة الأبيض والأسود مطروحة لكنها فرضت نفسها أثناء عملية المونتتج كنت أريد أقصي تعبير عن المعاناة والظلام بالإضافة الي أنها أكدت على الفترة الافتراضية الغير محددة التي كانت في الفيلم.
رأي الكثير أن إيقاع الفيلم كان بطئ بشكل ما فما ردك؟
كان يتملكني هاجس متعلق بالهدوء والتأمل وقلة الحوار في الفيلم حتى يتسنى لنا التأمل والتفكير فاتجهت أكثر نحو بناء الصورة، وهذا النسق البطيء هو خيار فني متعمد لنجعل من الفيلم يعبر عن هويتنا العربية وعن إيقاع الشعب العربي، الذي يتسم بالهدوء والبطء في حياته.
لماذا لم يتم اللجوء لاستخدام أي موسيقى تصويرية بالفيلم؟
كان هناك موسيقى مستخدمة، لكنني أصريت على حذفها وقت المونتاج، واستبدالها بصوت الطبيعة، فكنت أريد أن أصل للجمهور من خلال الهدوء وأصوات الطبيعة.
ما رأيك في فكرة أن الفيلم أنثوي يتحيز للمرأة؟
هذا طبيعي فأنا أمرأة فأول ما يشغل بالي هي المواضيع المتعلقة بالنساء ومشاكلهن وتوصيل افكارهن، فعندما كنت طفلة كنت اشبه الصبيان ولم أكن أتقبل فكرة وضع مساحيق التجميل وارتداء الفساتين وشعري كان قصير، ثم بدأت باكتشاف جسدي وهويتي واصبحت متحيزة لكوني امرأة لذلك فليس من العيب أن أطرح أفكار نسوية.
كيف تشاهدي الساحة السينمائية في السعودية بالمستقبل بعد الانفتاح الفني الذي يحدث حالياً؟
السينما السعودية فى طريقها للصعود، الأهم أن يكون لدينا خطة استثمار، خاصة أن السعودية بها مخرجات لديهن فكر جديد يعتمد على الرؤية البصرية، ويحاولن خلق هوية لذواتهن بأن يتحدثن بأصواتهن ويحكين عن قصصهن دون الشعور بأى مخاوف.
كما أتمنى أن يكون هناك عدد كبير من الأفلام الواقعية لخلق هوية خاصة بنا، فنحن أمام فرصة تاريخية ولا بد أن تكون أفلامنا خاصة بنا ومرتبطة بمشاكلنا وبالمجتمع السعودي.
قرأ أيضاً
فاطمة الطائي بطلة فيلم "سيدة البحر": استعنت بالجيل القديم من النساء و"عمر المختار" سبب حبي للسينما
يعقوب الفرحان بطل فيلم "سيدة البحر": الفيلم مناصر للمرآة والانفتاح صنع فرصة ذهبية لصناعة هوية سعودية