لكل فنان بصمة خاصة أداء يميزه عن غيره، قد يتفق أو يختلف عليه الجمهور، لكن في حالة الفنان إسماعيل ياسين فقليلا ما تجد شخصا لا يحبه أو لا يضحك على أفلامه.
أداء سلس، لا تشعر بصعوبة أثناء حديثه، لا تشعر أن ما يقال أمامك على الشاشات من إيفيهات متفق عليها، بل هي من وحي خيال اللحظة وما يدور بين الأبطال.
وإذا كان إسماعيل ياسين هو ملك الكوميديا والإيفيهات الأول، فهو أيضا ملك "الألش"، نعم "الألش" بمفهومة الحالي، فلا تعتقد أن هذا المصطلح جديد، فقد كان إسماعيل يس من أوائل مستخدميه حتى وإن كان يطلق وقتها على "ألشاته" أنها لقطات كوميدية.
وبمناسبة عيد ميلاده الذي يوافق اليوم 15 سبتمبر، نستعرض ألشات لإسماعيل ياسين.
كان إسماعيل ياسين يحب الفنان محمد عبد الوهاب كثيرا، وكان يرى في نفسه مطربا بل ويحلم بأن ينافس عبد الوهاب في الغناء، لذا بدأ مشواره الفني كمطرب لكنه لم ينجح فيه، فاتجه إلى المونولوجات ثم فٌتح أمامه باب التمثيل.
لكن حب ياسين الكبير لعبد الوهاب، وقيمة وقامة عبد الوهاب في ذلك الوقت، لم يمنعه من "الألش" عليه في فيلم "إسماعيل يس في متحف الشمع".
في مشهد جمعه بالفنان عبد الفتاح القصري يدخل إسماعيل ياسين إلى المتحف والخوف مرسوم على ملامح وجهه، ويشير إلى تمثال ويقول "راجل محنط... محنط عبد الوهاب".
أهم شيء في إسماعيل ياسين أنه يتحدث بسهوله وهدوء لتخرج الألشة بمعناها المفهوم حاليا في ردوده على زملائه في الأعمال.
مثل ما حدث في واحد من أشهر أفلامه "ابن حميدو" على الرغم من جدية الموقف ومحاولة الضابط حسن "أحمد رمزي" الإمساك بالعصابة ومراقبتها جيدا، يخرج لنا إسماعيل ياسين بألشة جديدة.
في مشهد يسأل أحمد رمزي عن حبيبته "عزيزة" هند رستم، فترد عليه حميدة "زينات صدقي" قائلة إنها غضبت لأنه ذهب وراء الراقصة "لا تانيا" ، ليرد إسماعيل ياسين قائلا إن عزيزة "ورا لا تالتة".
وإذا كان معنى "الألشة" أن يعلق الشخص على أمر ما ليخرجك من موضوع مهم كنت تتحدث فيه، فإسماعيل ياسين متخصص في ذلك.
فرومانسية "أبو سريع" أو "رياض القصبجي" في فيلم "الآنسة حنفي" مع حبيبته "فيفي" لم تمنع إسماعيل من "الألش".
في مشهد يتغزل "أبو سريع" في حبيبته ويدللها ويدلعها بسام "فيفتي" يقطع إسماعيل ياسين كلامه ليعلق قائلا "فيفتي وان".
وفي كل عمل لإسماعيل ياسين تجده في الحوار يقول جمل غير متوقعة، تخرج منها بإيفيهات وألشات وضحك.
مثلا في فيلم "عفريتة إسماعيل يس" يتحدث مع الراقصة "كيتي" التي تسأله "حصلك إيه" ليرد عليها "حصلي ركعتين لله".
أيضا في فيلم "حماتي ملاك" يتعرض إسماعيل ياسين الذي كان يقوم بدور "حانوتي" إلى موقف صعب بعدما يظن أنه نسي جثة في دولاب خشبي، ويبحث عنه في كل مكان ثم يعثر على هذا الدولاب في "فندق" يبيع كل ممتلكاته، فيدخل في المزاد ليشتريه.
في مشهد يطلب صاحب المزايد من إسماعيل ياسين أن يفتتح المزاد بقول سعر، فيقول له "اتفضل افتح" فيرد إسماعيل "يفتح الله" ويصدم صاحب المزاد من رده.
47 عاما مرت على وفاة إسماعيل ياسين، ولا زالت أفلامه تعيش بيننا، نحفظها عن ظهر قلب لكن في كل مرة نجدها على الشاشات نتركها ونشاهدها، والغريب أننا نكتشف جملا وإيفيهات وحتى "ألشات" وكأننا نشاهد هذا الفيلم لأول مرة، ليظل إسماعيل ياسين ملكا للكوميديا وفنانا لا يتكرر.
اقرأ أيضا:
في عيد ميلاده- مواقف من حياة إبراهيم سعفان المُعلم الأول لسعاد حسني
الفن زمان- عيوب صلاح ذو الفقار بعيون شادية