نهال ناصر
نهال ناصر تاريخ النشر: الثلاثاء، 27 نوفمبر، 2018 | آخر تحديث:
فيلم "ورد مسموم"

في مصر هناك مهن كثيرة لا يلقى عليها الضوء في الأعمال السينمائية أو التليفزيونية، مع أنها موجودة وواقع صعب يعيشه أصحابها، من هذه المهن العمل في المدابغ، وهو ما رصده الفيلم المصري "ورد مسموم" الذي يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 40 ضمن مسابقة "آفاق السينما العربية".

تدور قصة الفيلم حول الشاب "صقر" الذي يعيش مع شقيقته "تحية" ووالدته، يعمل "صقر" في المدابغ ويسعى للسفر عن طريق الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا لتحسين معيشته، فيما ترفض شقيقته سفره خوفا عليه.

على مدار 93 دقيقة تعيش في عالم "صقر وتحية" وعالم عمال المدابغ وما يعانوه في حياتهم.

الواقع المرير

يرصد الفيلم واقع يعيشه الفقراء المهمشون في مصر ممن يعملون في المدابغ، حياة صعبة مهنة شاقة، يسقط الرجل مغشيا عليه من التعب وما يمر به طوال اليوم، أناس يعيشون في بيئة غير صحية وأماكن غير مؤهلة للعيش بها.

نقل المخرج أحمد فوزي صالح صورة واقعية من خلال فيلمه، وأنت تشاهده تشعر أنك تشم رائحة المكان وصوت المياه المتدفقة، المنازل وساكنيها، معاناة العاملون بالمدابغ مع لقطات حقيقية رصدها الفيلم.

قال مخرج العمل إن التصوير كان صعبا فهو وفريق العمل والمعدات كانوا يتنقلون عبر عربة "كارو" فهناك لن تجد سيارة ولن تجد مكانا لتيسير فيه السيارة.

أخت أم زوجة

إذا ذهبت لتشاهد الفيلم دون أن تعرف عنه أي شيء ستقع في البداية في حيرة إن كانت تحية وتجسدها "كوكي" هي أخت "صقر" ويجسده إبراهيم النجاري أم زوجته.

علاقة الأخ وأخته الوطيده فهي تهتم به وتحبه حبا كبيرا، تنام معه في نفس الغرفة، تذهب يوميا إلى مكان عمله لتطعمه، تشتري له الملابس ولا تشتري لنفسها، تغير عليه ما أن تسمع أنه بدأ يحب فتاة ومنشغل معها، حبها الكبير وارتباطها به فهو مصدر الأمان والثقة، يترجم هذا في رفضها لسفره إلى الخارج خوفا عليه من رحلة الموت عن طريق الهجرة غير الشرعية.

تتحمل معاملته السيئة وضربة لها ما أن يبتسم في وجهها او يعاملها بشكل جيد، هي تحاول أن تراضيه حتى لا يتركها وهو يفكر في السفر وكيف ينجو من الحياة الصعبة التي يعيشها.

نظرة الفتاة

تحية فتاة شابة تعمل في أحد المراكز التجارية في تنظيف المراحيض، فتاة صغيرة بملامح طبيعية ترتدي ملابس تناسب مع طريقة حياتها، الخمار والجلباب، تذهب يوميا في طريق طويل لتقف وتنتظر ما تعطيه لها الفتيات من حسنة.

أدت كوكي الدور ببراعة، نظرة عينها مع كل فتاة تمر أمامها وتشعر بالحسرة والحزن على حالها، نظرة حبها لشقيقها الذي تسعى جاهدة أن يظل إلى جوارها، نظرةخوف وغضب تتحول فجأة لفتاة شرسة ما أن تعرف أنه يفكر في السفر أو أن والدتهما تساعده.

حلم الشباب

كيف تغير الواقع الصعب الذي تعيشه؟ السفر إلى الخارج العمل وكسب المال هو الطريق الذي يبحث عنه الشباب النن والسبيل إلى ذلك الهجرة غير الشرعية.

قد تتحمل الأم فكرة أن تتعرض للسجن بسبب وصل أمانة من أجل أن يسافر ابنها لكي يحقق حلمه ويحسن وضعهم الاجتماعي، يسافر الابن في طريق شاق أملا في حياة أفضل دون التفكير في عواقب سفره والخطر الذي يواجهه.

كلها أمور تراها في فيلم "ورد مسموم" قد ترى أن طريق السفر صعب ولكن في نفس الوقت حياة بطل الفيلم وبيئة عمله صعبة للغاية، تتعاطف للحظة معه فطبيعة عمله الصعبة وهو في سن شاب ويرغب في حياة أفضل، وتتعاطف مع شقيقته التي خاف عليه فوجوده بجانبه اأفضل من أن يسافر ويعرض نفسه للخطر أو الموت.

المرأة هي العائل

في هذا الفيلم تظهر "تحية" البطلة هي العائل لأسرتها هي من تعمل في مهنة ثابتة تذهب يوميا إلى عملها، على عكس شقيقها الذي قد يعمل شهر ويجلس في المنزل لأشهر أو والدتها التي تعمل بشكل متقطع في الخياطة.

وإلى جانب العمل وكسب المال تجد أيضا أنها من تقوم بالواجبات المنزلية تطبخ وتنظف المنزل، تذهب لشقيقها يوميا في مكان عمله لتطعمه، تذهب ورائه عندما يفكر في السفر وتتحمل مشاق الطريق، هي الرجل ولكنها تبحث عن وجود الرجل في المنزل للأمان.

فيلم "ورد مسموم" إنتاج مصري فرنسي مشترك، إذ تشارك في إنتاجه شركات البطريق وريد ستار من مصر و haut les mains productions من فرنسا، وحصل على دعم من عدة جهات سينمائية، وتدور أحداث الفيلم حول (صقر) الذي يريد الفرار من حي المدابغ الذي يعيش ويعمل فيه بمصر، إلا أن أخته تحية تريد منعه من السفر بأي ثمن، وتعمل الأخت كمنظفة مراحيض في مركز تجاري فيما يعمل الأخ في ورشة دباغة .

الفيلم مأخوذ عن رواية أحمد زغلول الشطي بعنوان "ورود سامة لصقر" ويشارك في بطولته كوكي شقيقة الفنانة روبي وإبراهيم النجاري وصفاء الطوخي بجانب ظهور خاص لمحمود حميدة.

اقرأ أيضا:

كوكي: التصوير في "ورد مسموم" كان صعبا

مخرج "ورد مسموم": حاولت إظهار الفقير بصورة مختلفة