في السنوات الأخيرة، أصبح الممثل الأمريكي جيم كاري، مقلا في أعماله السينمائية، حتى لم يعد يعمل على الإطلاق. صحيح أن هذا الغياب عوضه بالتواجد بشكل منتظم على موقع Twitter، الذي استغله في نشر رسوماته ذات الطابع السياسي، إلا أن الجمهور كان متشوقا لمشاهدة نجمه المفضل على الشاشة مرة ثانية.

عاد جيم كاري من جديد، بمسلسل يحمل اسم Kidding، يشهد تعاونه الثاني مع المخرج ميشيل جوندي بعد فيلمها ذائع الصيت Eternal Sunshine of the Spotless Mind.

ينتمي المسلسل إلى نوعية الكوميديا السوداء، ويجسد كاري دور رجل تنقسم حياته إلى نصفين؛ النصف الأول متعلق بحياته العملية التي يعرف خلالها باسم "السيد بيكلز" الرجل المبهج الإيجابي الذي يعتبر بمثابة أيقونة تليفزيونية للأطفال، أما النصف الثاني مرتبط بحياته الشخصية التي يدعى فيها باسم "جيف"، الأب الحزين على موت نجله، والمنفصل عن زوجته، الذي لا يقوى على تخطى أزمة الفقد وحده.

نالت أولى حلقات المسلسل الذي يعرض على شبكة Showtime، تقييمات عالية من قبل النقاد. وقد وصفه البعض بأنه أفضل أدوار كاري في آخر 10 سنوات، خاصة وأنه يعيد تذكر الجمهور بالمذيع التلفزيوني الشهير "السيد روجرز"، لكن في نفس الوقت، يعبر بحساسية شديدة عن قسوة العالم وحقيقته المؤلمة.

وفي التقرير التالي، نستعرض أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الفنية المتخصصة عن مسلسل Kidding:

The Hollywood Reporter

في البداية، أشاد الناقد تيم جودمان، بسيناريو المسلسل الجديد وأداء فريق التمثيل وعلى رأسهم جيم كاري الذي يعود إلى شاشة التليفزيون بعد مرور حوالي عقدين على مسلسله الشهير In Living Color، مؤكدا أنه أفضل عمل تليفزيوني يعرض على شبكة Showtime منذ وقت طويل.

وأشار إلى إنه عمل فذ يمزج بين الفكاهة والحزن، والتفاؤل وقسوة الواقع، بطريقة تجعله أصليا في طريقته وتنفيذه. فقد تمتع صناعه بالجرأة الشديدة لدرجة دفعتهم تقديم شخصية مثل "السيد روجرز" في سياق حزين ومظلم للغاية مرتبط بمأساة يوضح الضغوط التي يتعرض لها مشاهير هذه النوعية من البرامج.

وأوضح أن فكرة المسلسل تتضح في جملة حوارية على لسان أحد الشخصيات، يقول فيها: "العالم لن يرى (جيف) مطلقا، سيعرف فقط (السيد بيكلز)".

ونوه جودمان إلى أن أحداث الحلقات تمهد إلى فكرة تحول البطل من حالة اللطافة التي يتمتع بها (السيد بيكلز) إلى التعبير عن الغضب المدفون داخل "جيف". ومن هنا تأتي عظمة أداء جيم كاري، الذي لا يلهث وراء الكشف عن هذا التحول سريعا، وإنما يتصاعد غضبه تدريجيا حتى يصل إلى الطفو على السطح والانفجار.

Rolling Stone

اختار الناقد ألان سيبينوال أن يبدأ مقاله بجملة: "في عالم المهرجين التعساء، هناك من يكتمون أحزانهم، لأنهم يريدون أن يعطوا للناس ما يتوقعونه منهم، وهناك من يكشفون عن أحزانهم الداخلية مبكرا قدر استطاعتهم". لفت الناقد إلى أن جيم كاري ينتمي إلى النوع الثاني، وقد شهدت مسيرته الفنية على مدار السنوات الماضية بعض الاختيارات البعيدة تماما عن الكوميديا، التي تكشف عن آلامه ورفضه لزيف العالم المحيط به.

وأوضح أن موافقة كاري على العودة إلى التليفزيون بمسلسل Kidding ليست غريبة على الإطلاق، بل متماشية مع نهجه السابق، إلى جانب أن براعته في هذا الدور ليست محل نقاش أيضًا.

ولفت إلى أن المسلسلات التي تتناول مآسي البشر وأحزانهم تواجه بعض الصعوبات في تحقيق قاعدة جماهيرية، لكن أداء كاري ينجح دائما في الموازنة بين "جيف" و"السيد بيكلز" معبرا بمهارة شديدة عن الصراع الذي بينهما. وقد ساعد على ذلك الإضاءة والتكوينات البصرية التي صنعها ميشيل جوندي.

IndieWire

وصف الناقد بين ترافرز، مسلسل kidding في عنوان مقاله، بأنه عمل مبدع، وذكي، ومهووس بفكرة الموت. وأشار إلى أن المسلسل يركز بقوة على قسوة الموت لدرجة تجعل المشاهد لا يشعر بالراحة، لكن في نفس الوقت يقدم لمحات من البهجة والتفاؤل خلال حلقاته لا يمكن مقاومتها.

وذكر إنه في إطار سعي المسلسل إلى الموازنة بين الحالتين، يضع بطله في نوع من التحدي، ويدفعك إلى التساؤل حول كيفية الاستمرار في النهج الإيجابي بعد وقوع الأسوأ؟ وماذا لو لم يستطع شخص مثل "جيف" تخطي هذه الأزمة حقا، فما هو الأمل الذي لدينا؟

اقرأ أيضًا:
صورة - جيم كاري يسخر من علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ممثلة اباحية

بالفيديو- جيم كاري يقتحم برنامج على الهواء ليفاجئ شريكه في Dumb & Dumber