هل يعيد كأس العالم 2018 الحياة للتليفزيون المصري؟

تاريخ النشر: الأربعاء، 28 مارس، 2018 | آخر تحديث:
منتخب مصر لكرة القدم

التليفزيون المصري من أعرق وأهم التليفزيونات بالمنطقة العربية، استطاع لفترة طويلة أن يكون نقطة التقاء الشعوب العربية، والملجأ الوحيد لها بما يقدمه من أعمال، عاشت في الذاكرة، وكانت أشبه بالعالم السحري الذي يعيش من خلاله المواطن العربي في حياة موازية تحقق له كل ما يتمناه ويحلم به، ويوفر له كل متطلباته بحرفية ومهنية.

ولكن مع التطور الكبير في مجال الإعلام، والمنافسة مع العديد من القنوات الخاصة التي سعت لتقديم كل ما هو جديد من تقنيات حديثة، في الوقت الذي استمر التليفزيون المصري يعمل بإمكانياته التي أصبحت بدائية، حدث التراجع وابتعد المشاهد عنه، ولجأ المشاهد إلى القنوات الجديدة التي استطاعت أن تسحب البساط من البيت الكبير، وتكون هي الملجأ الجديد والمنافس القوي الذي يتوافر له كل الدعم.

وخلال السنوات الأخيرة تراجع التليفزيون المصري، وتراجعت الدولة عن مساندته أو تطويره لأسباب كثيرة، إلى أن تم الإعلان مؤخرا عن خطة تطويره ودعمه، وإعادة استقطاب العديد من الرموز الإعلامية لتقديم أعمال من خلاله، مع توفير الإمكانيات المتطورة لذلك، في شكل من أشكال الحفاظ على هذا الكيان العريق.

وفي هذا الإطار، تم الكشف عن مفاوضات التليفزيون المصري الرسمي، لعرض 24 مباراة من مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018، التي يشارك فيها المنتخب المصري، لتكون متاحة للمشاهدين بدون مقابل، وهو ما يعد فرصة عظيمة تعيده للحياة من جديد، وتعيد المشاهد العربي للالتفاف حوله من جديد، ليضع نفسه في قائمة التليفزيونات التي يسعى المشاهد العربي لمتابعتها.

ولكن يجب على المسئولين أن يعملوا من الآن على توفير محتوى آخر موازي لبطولة كأس العالم ومبارياته للمشاهدين، ويكون على مستوى عال، وبه كل ما يحتاجه المشاهد ويتابعه في القنوات الخاصة، لكي يضمنوا عدم التراجع مرة أخرى، وبقاء المشاهد متابعا للتليفزيون المصري لكونه لا يختلف عن المحطات الخاصة.

ومن الآن يجب دراسة المشاهد ومعرفة كل ما يتابعه ويسعى لمشاهدته في الفضائيات الأخرى، والبدء على توفيره ليعرض جانبا إلى جنب مع مباريات كرة القدم وكل ما هو متعلق بها، لضمان بقاء المشاهد لفترة اطول.

وبالتجربة لم يستطع التليفزيون المصري أن يستمر في منافسة القنوات الخاصة في إنتاج الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة، وتراجع الإنتاج تدريجيا إلى أن توقف تمام، وحتى محاولات عرض بعض المسلسلات لم تجد نجاحا، لكون المشاهد تراجع بالفعل عن متابعة هذه القنوات، وهو ما دفع المعلنون للهروب أيضا.

ولمن يهمه الأمر، اعتقد أن فرصة عرض المباريات على التليفزيون المصري فرصة عظيمة لعودته للحياة من جديد، ويجب على كل مسئول أن يوفر كل المكانيات لذلك، والتخلي عن العقبات التي كانت سببا في تراجعه وابتعاده عن المنافسة والدور الأساسي الذي أنشأ من أجله.

أما في حالة عدم استغلال هذه الفرصة، فمن الآن ابحثوا عن طريقة أخرى يتم استغلال هذا المبنى فيها وتحويله إلى مزار او فندق سياحي، ونسيان فكرة الريادة والمنافسة الإعلامية إلى الأبد.

اقرأ أيضًا:
قبل مشاهدة Ready Player One.. دليلك لفهم مصطلحات ألعاب الواقع الافتراضي

الحب غيّر أصالة.. 3 نقاط تغيرت في حياتها منذ زواجها من العريان