منى محمد
منى محمد تاريخ النشر: الخميس، 7 سبتمبر، 2017 | آخر تحديث: الخميس، 7 سبتمبر، 2017
Ammore e malavita

يبدو أن موجة الأفلام الموسيقية بدأت تغزو السينما العالمية من جديد فبعد النجاح الضخم الذى حققه الفيلم الأمريكي La La Land للمخرج داميان شازل، وحصده لعدد من جوائز الأوسكار منذ أشهر قليلة، يشارك الأخوان مانييتى "ماركو وانطونيو" فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي هذا العام بفيلم "Ammore e malavita" أو "الحب والرصاص" الذى يعيد الأفلام الغنائية للسينما الإيطالية مرة أخرى.

الفيلم بطولة جيمباولو موريلى فى دور (تشيرو)، وسيرينا روزى فى دور (فاطيما) و كارلو بوتشيروسو (دون فينسيزيو)، وكلاوديا جيرينى (دونا ماريا)، ورايز فى دور (روزاريو)، تأليف وإخراج انطونيو وماركو مانييتي، ويتضمن الفيلم ما يقرب من 30 أغنية يؤديها أبطال العمل، رغم أنه ليس من بينهم سوى مغنى واحد فقط وهو "رايز" بينما تدرب باقى الممثلين على أداء الأغانى وظهرت فى الفيلم على درجة عالية من الجودة.

تدور أحداث الفيلم فى مدينة نابولى الإيطالية فى عالم الجريمة والعصابات ويبدأ بمحاولة منافسى دون فينشيزو قتله وانقاذ رجليه المفضلين روزاريو وتشيرو له، واللذان يطلق عليهما النمور ويخشاهما الجميع، وتقرر (دونا ماريا) حماية زوجها بإطلاق شائعة وفاته وقتل شخصا يشبهه ووضع جثته بدلا من زوجها حتى تستطيع إقامة جنازة حقيقية تقنع الجميع، ويساعدها فى ذلك رجال زوجها، ولكن يحدث ما لم يكن متوقعا عندما يطلب الدون من تشيرو قتل ممرضة رأته فى المستشفى حتى لا تكشف سرهم، وعندما يبحث تشيرو عنها لينفذ الأمر يكتشف أنها فاطيما حبه الأول التى تركها بعد مقتل أبيه عندما دخل عالم الجريمة.

ويقرر تشيرو حماية حبه الحقيقى حتى لو كان هذا يعنى اتهامه بالخيانة، فيهرب مع فاطيما ويخفيها فى مكان أمن تحت حماية عمه ليبدأ حربه مع باقى أفراد العصابة بما فيهم روزاريز الذى يعتبره مثل أخيه وتحول لعدو بعد أن تلقى الأخير أمرا من دون فينشيزو بقتل تشيرو الخائن، وترفض فاطيما حياة الجريمة التى يحياها تشيرو واستسهاله للقتل وتصر على مرافقته لتجبره على التوقف عن القتل، وتدبر له خطة فى النهاية تنقذه من كل المشاكل وتقضى على العصابة وتنقذ ابنة عمه المهددة بالقتل اذا لم يقتل تشيرو، بكشف قصة وفاة فينشيزو الكاذبة وتسليمه هو وزوجته للشرطة بلعبة صغيرة تجبر فينشيزو على الخروج من مخبأة خوفا من حضور تشيرو لقتله، بينما تطلب فاطيما الشرطة للحضور للمنزل وكشفه ويتم القبض عليه وعلى زوجته، وتبقى العقبة الوحيدة فى روزاريو حيث يحاول تشيرو اقناعه بالتخلى عن حياة الجريمة والسفر معه لكنه يرفض فيضطر تشيرو لقتله وعن طريق بعض الادوات السينمائية يمثل تشيرو أمام الشرطة أن عمه قتله بالرصاص وجثته التى كانت على شاطىء البحر انجرفت مع التيار وبذلك ينقذ ابنة عمه من القتل بادعاء مقتله، ثم ينتهى الفيلم بسفر تشيرو مع فاطيما والعم خارج نابولى ويتزوج البطل من حبيبته.

ويقدم الأخوان مانييتى فى نهاية الفيلم أغنية عن جمال نابولى وأن سعادة أهالى نابولى لا تكتمل وهم خارجها، لأن أي مكان في العالم مهما كان جميلا فهو ليس مثل نابولى، ويحمل الفيلم الكثير من روح المدينة النابوليتانية الثقافية والاجتماعية والفنية من خلال طبيعة الشخصيات واللغة المستخدمة والأغاني وغيرها.

وقال انطونيو مانيتى خلال المؤتمر الصحفي الذى أعقب عرض الفيلم في فينسيا أن الكثيرين يعتبرون نابولى مدينة العصابات والجريمة لهذا يسخر الفيلم من هذه الفكرة ويقدم هذا العالم بشكل ساخر يعبر عن جمال هذه المدينة التى تمتلك واحد من أجمل شواطىء العالم ولها تراثا فنيا وثقافيا واجتماعيا يميزها عن باقى المدن الايطالية والعالم أيضا.

وأشار الأخوان مانييتى إلى أن نابولى معروفة بموسيقى البوب لكنهما قررا تقديم أنواع أخرى من الموسيقى وألا تقتصر الأغانى على موسيقى البوب فقط، وتأثرا فى الفيلم بواحد من أهم الأفلام الموسيقية الغنائية فى تاريخ السينما وهو الفيلم الأمريكى الشهير "جريس"، حيث تعبر الشخصيات عن مشاعرها فى الفيلم بالغناء وتختصر الاغانى الكثير من الحوارات وتحرك الدراما للأمام، لكنهما نفيا وجود اية علاقة بين فيلمهما وفيلم "لا لا لاند" مؤكدان أنهما لم يتأثرا به لأنهما لم يشاهداه حتى الآن.

ولا يخلو الفيلم من حس الكوميديا الساخر حيث كانت صالة السينما فى مهرجان فينسيا تمتلىء بضحكات الحضور فى مشاهد الفيلم المختلفة خاصة المشاهد التى تحاكى أفلام الأكشن والاثارة العالمية و"الأبطال السوبر" ومنها سلسلة أفلام جيمس بوند التى تعشقها شخصية دونا ماريا وتخطط لكل شىء عن طريق التفكير فى مواقف مشابهة من الأفلام السينمائية المعروفة وتطبيقها.

وساهمت بعض مشاهد الأغانى أيضا فى الإضافة لعامل الكوميديا والسخرية، فقد كانت فى أغلبها أشبه بالفيديو كليب المصور داخل أحداث الفيلم، وأحيانا كانت تثير الضحك عندما تظهر فى مشهد مثير مثل غناء جينيرو الذراع الأيمن لفينشيزو وهو فى طريقة لقتل شبيه رئيسه ويقول عن نفسه فى الأغنية أنه الرجل الثانى الذى يتلقى الأوامر وينفذها، وغناء فاطيما أثناء وقوعها هى وتشيرو فى فخ نصبه لهما أفراد العصابة حيث كانت تغنى عن حبها وتفهمها لأسباب تحول تشيرو لهذا لقاتل فى نفس الوقت الذى كانت البنادق والمسدسات موجهه إليهما وتشيرو يقتل أفراد العصابة واحدا تلو الأخر واستكمل الأغنية معها جينيرو وهو يحاول قتلهما قبل أن يبادره تشيرو بضربة ويقتله.

بينما يعتبر مشهد المواجهة النهائية بين روزاريو وتشيرو على شاطىء البحر أسفل فيلا دون فينشيزو أهم مشهد من مشاهد الفيلم والذى عبر عنه الأخوان مانييتى أيضا بأغنية يطلب فيها تشيرو من صديقه المقرب أن يترك عالم الجريمة ويرحل معه لأن رئيسه لا يهتم بهما فهم مجرد ادوات بالنسبة له وعبيد لأوامره بينما يصر روزاريو على عناده حتى النهاية ويضطر تشيرو لقتله.

ويرى الأخوان مانييتى أن الاقبال على الأفلام الغنائية سواء "لا لا لاند" أو فيلمهما الأخير "الحب والرصاص" وحب الجمهور لهما، يبشر بعودة هذه الأفلام للسينما العالمية بقوة.


اقرأ أيضا

(خاص)- رسالة الدورة الـ74 لمهرجان فينسيا (2) - ياسمين رئيس تبحث عن أم كلثوم فى فينسيا

(خاص)- رسالة الدورة الـ74 لمهرجان فينسيا (3)- مايكل جاكسون يعود للحياة بعد تحويل Thriller لفيلم "3D"