خالد طه
خالد طه تاريخ النشر: الاثنين، 7 أغسطس، 2017 | آخر تحديث:
ملصق "صعيدي في الجامعة الأمريكية"

أوفى نجم الكوميديا محمد هنيدي بوعده لجمهوره ومحبيه، عندما أعلن عن تقديمه لجزء ثاني من الفيلم الذي صنع شهرته وشهرة جيله بالكامل "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، بعد أن بلغ عدد مرات إعادة نشر إحدى التغريدات إلى 100 ألف "Retweet".

وبينما نثر خبر الاستعداد لتقديم "صعيدي في الجامعة الأمريكية 2" السرور والبهجة في قلوب الجميع، بما في ذلك كاتب هذه السطور إلا أنه في نفس الوقت مخاطرة كبيرة لابد ألا يُستهان بها، ووجب التحضير لها جيدا.

وأثبتت السينما العالمية على مدار تاريخها الطويل، أن فكرة "الأجزاء" ليست هي ورقة الربح المضمونة طوال الوقت لحصد إيرادات شباك التذاكر، على أساس لعب صناعها على جماهيرية ونجاح الجزء الأول "الأصل"، لأنه هناك اعتبارات كثيرة لابد من الأخذ في اعتبارها عند الإقدام على هذه الخطوة، والتي نعتبرها بمثابة "حقل ألغام"، وفي مقدمتها التمسك بنفس فريق العمل، وبالنسبة لطاقم الممثلين، فإن هذا يتفاوت من فيلم لآخر، ولكن على الأقل لابد من الإبقاء على البطل الرئيسي، أما بالنسبة للمخرج والمؤلف فهذا أمر حتمي لا نقاش فيه، وذلك للحفاظ على الروح الأصلية للعمل، دون إحداث تدخّل من أطراف جديدة.

ولا ننكر أن هناك الكثير من الأفلام العالمية التي حققت نجاحات بأجزائها، ولكن يغلب عليها أنها أعمال فانتازيا وخيال علمي، بطلها الأساسي هو المؤثرات البصرية المبهرة، وهي اللعبة التي تتقنها هوليوود تماما، وتعمل على تطوير نفسها فيها عاما وراء العام، وأوضح مثال على هذا أفلام الأبطال الخارقين المستوحاة من المجلات الهزلية، والجزء الثاني من فيلم Terminator من إنتاج 1991، بالإضافة إلى بعض أفلام الرعب، مثل Jaws "الفك المفترس"، وI Know what you did Last Summer، وThe Conjuring.

أما إذا نظرنا وعلى النقيض إلى فيلم ناجح آخر، وهو كوميديا أعياد الكريسماس في التسعينيات Home Alone، فسنجد أنه ظلّ محتفظا بنجاحه حتى الجزء الثاني، حيث كان مازال نفس أبطاله مشاركين فيه، بداية من البطل الرئيسي ماكولي مالكن، وجو بيشي، ودانييل سترن، والمخرج كريس كولومبوس، والمؤلف جون هيوز، ولكن عندما تم الاستغناء عن واحد من هؤلاء في الأجزاء التالية، وفي مقدمتهم كالكن، فقدت السلسلة بريقها تماما، ولا يخلد في ذاكرة المشاهد حتى الآن سوى أول جزئين منها، على الرغم من تقديم ثلاثة أجزاء أخرى من بعدهما.

وبالنسبة للسينما المصرية فالوضع مختلف؛ لأن الخيال العلمي والرعب ليستا هما المضامين المحبّذ عرضها بغزارة على المشاهد العربي، لاعتبارات دينية وأخلاقية، وبسبب اعتياده منذ عصر الأبيض والأسود على "توليفة" مرضية له، وهي قصة حب رومانسية، يتخللها بعض الأغاني ورقصة شرقية، وكوميديا، ونهاية سعيدة، وهي الحبكة التي يرغب في مشاهدة نفسه فيها على أرض الواقع، وسط مشاغله والمصاعب التي يواجهها في يومياته.

وإذا راجعنا تجربة السينما المصرية مع فكرة "الأجزاء" أو التتمّات، فسنجد أنها ليست أفضل وسيلة على الإطلاق لجذب الإيرادات، وكان مصير غالبيتها الفشل، وعدم مجاراتها لنجاح الجزء الأول:

* "جحيم 2: حورجادا" (1990)

هو الجزء الثاني من فيلم "الأكشن" في أواخر الثمانينيات "جحيم تحت الماء" (1989)، والذي يعد الأول في تاريخ السينما المصرية من حيث تصويره تحت الماء، بفضل مهارة وبراعة مدير التصوير سعيد الشيمي، ولكنه لم يحقق نجاحا يوازي نجاح "الأصل"، ربما بسبب صدمة الجمهور في الدقائق الأولى منه، بمقتل زوجة البطل "سمير صبري"، والتي ظل يحارب للفوز بها في الجزء الأول، فضلا عن رتابة سير الأحداث، وغرق البطل في بركة من الخمر والثمالة حزنا على فقدان زوجته، حتى استعاد وعيه من جديد.

والجزء الأول من إخراج رائد أفلام الحركة نادر جلال، والقصة لصلاح فؤاد، أما الجزء الثاني فهو من إخراج محمد صلاح أبو سيف، والتاليف لفيصل ندا الذي برع أكثر في اللون الكوميدي على خشبة المسرح.

* "الجزيرة 2" (2014)

تتمّة الفيلم الذي عُرض في 2007، ويستكمل مصير "الجزيرة" التي في صعيد مصر تحت قيادة الخارج عن القانون "منصور الحفني"، إلا أنه فشل في إرضاء نسبة كبيرة من محبي الفيلم الأصلي، بسبب زخم أحداثه بالعديد من التفاصيل الفرعية التي أضاعت حبكته الرئيسية، والتي كان من الممكن توظيفها بشكل أفضل، ولكن تم عرضها بإهمال، لتصبح وكأنها دخيلة.

وعلى الرغم من الإبقاء على نفس أبطال الفيلم الأصلي: أحمد السقا، وهند صبري، وخالد الصاوي، ونضال الشافعي، والمؤلف خالد دياب والمخرج شريف عرفة، إلا أن ما أخذ عليه هو أحداثه، ونهايته الأشبه بنهاية "مهروسة" في العديد من الأفلام الأجنبية التجارية، وهي صحوة "السقا" و"الصاوي" و"خالد صالح" بشكل مفاجئ، بعد انهيار جبل عليهم، وذلك للإنذار بوجود جزء ثالث وجديد!

* "سمك لبن تمر هندي" (1988)

يعتبر استكمالا لفيلم "الأفوكاتو" من بطولة عادل إمام (1983)، والرابط الوحيد بينهما هو أن بطل الفيلم "أحمد سبانخ" (محمود عبد العزيز) هو شقيق المحامي "حسن سبانخ" (إمام).

ولم يحقق الفيلم نجاحا موازيا لنجاح الفيلم الأصلي "الأفوكاتو"، بسبب فانتازيا المخرج رأفت الميهي المعقدة بالنسبة لعدد كبير من المشاهدين، وتطرقها للعديد من القضايا في المجتمع بشكل مرهق وفلسفي.

* "بخيت وعديلة" (1995)

حقق الفنان عادل إمام نجاحا مدوّيا عقب عرض الجزء الأول من "بخيت وعديلة"، والذي شهد على تشكيله مع الممثلة شيرين لواحد من أشهر "الثنائيات" في السينما المصرية، ولكن مع تكرار المؤلف يوسف معاطي للمواقف المعتادة بينهما من "ضرب وتلطيش" في الجزء الثاني "الجردل والكنكة" والثالث "هاللو أمريكا"، مع إضفاء حبكة هزيلة في كل جزء، بدأ الجمهور في الانصراف عن السلسلة بشكل تدريجي.

* "عمر وسلمى" (2007)

يعتبر من أكثر الأفلام التي حافظت على نجاحها في شباك التذاكر على مدار أجزائها الثلاثة، وربما يعود هذا إلى جماهيرية تامر حسني ومي عز الدين الكبيرة بين المشاهدين، ولإرضائه لفضول المشاهدين في معرفة تطوّر العلاقة بين شخصياتهما، منذ أن كانا حبيبين في الأول (2007)، وزوجين ووالدين في الثاني (2009) والثالث (2012)، وعلاقتهما ببناتهما.

وكان محمد هنيدي أكد لكل المتوجسين من عدم نجاح "صعيدي في الجامعة الأمريكية 2" أنهم سيشاهدون "مفاجأة" بحسب تعبيره، ونأمل أن يصدق في وعده هذا أيضا، خصوصا وسط صمت باقي زملائه، وعدم تحديد موقفهم من المشاركة فيه من عدمه حتى الآن، باستثناء هاني رمزي، والذي صرح أخيرا بأنه مستعد للمشاركة فيه حتى لمجرد تحقيق "لمّ شمل" بينه وبين زملائه، واشتراط المؤلف مدحت العدل أنه لن يقوم بكتابته إلا إذا كان هناك قضية جديدة لتقديمها فيه.

طالع أيضا
محمد هنيدي يطمئن المتوجسين من "صعيدي في الجامعة الأمريكية 2": سنفاجئكم

تغريدة- كيف استقبل مستخدمو Twitter محمد هنيدي الجزء الثاني من صعيدي في الجامعة الأمريكية؟