خاص - رسالة كان (2): تصريح ألمودوفار يثير الجدل.. وافتتاح مقبول لنظرة ما

تاريخ النشر: الجمعة، 19 مايو، 2017 | آخر تحديث: الجمعة، 19 مايو، 2017
ويل سميث والمودوفار

في الوقت الذي اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي العربية بموضوعين رئيسيين هما قبلة مونيكا بيلوتشي لأليكس لوتز، والفستان الذي ارتدته وزيرة الثقافة الاسرائيلية ميري ريجيف، وكلاهما وقع خلال حفل الافتتاح، شهدت أروقة المهرجان نفسه أحاديث تبدو أكثر قيمة من الناحية السينمائية، لاسيما وفيها ما يتعلق بمستقبل المهرجان والصناعة بشكل عام.

على رأس الموضوعات يأتي التصريح المثير للجدل الذي أطلقه رئيس لجنة التحكيم المخرج الإسباني بيدور ألمودوفار خلال المؤتمر الصحفي للجنة. ألمودوفار رد على سؤال بخصوص أزمة فيلمي نتفلكس بإنه "لا يري أن السعفة الذهبية أو أي جائزة أخرى يجب أن تذهب إلى فيلم لن يجد بعد المهرجان طريقه للعرض على شاشات السينما".

رأي ألمودوفار قد يتفق معه الكثيرون، لكن عندما يأتي من رئيس لجنة تحكيم بصدد تقييم مسابقة تضم فيلمين لن يُعرضا في القاعات، وكأنه قرار مسبق باستبعاد عملين لمخرجين كبار من التنافس ("أوكجا" لبونج جون هو و"حكايات مايروفيتس" لنواه بامباك).

والغريب أن كل هذه الآراء ومن قبلها بيان المهرجان وقراره بصدد شروط التقدم المستقبلية كلها أمور لم تأت إلا بعد إثارة القضية والاعتراض عليها في الصحافة الفرنسية. البعض يفسر الاعتراض إنه لا يرتبط فقط بحق المواطن الفرنسي في مشاهدة أي فيلم يتم الترويج له من خلال مهرجان بلده، ولكنه يمتد لسياسة نتفلكس التي تستفيد من الوجود في كان بينما لا تقوم بضخ أي دولار في الصناعة بشكلها الكلاسيكي.

النجم ويل سميث عضو لجنة التحكيم رد فوراً على ألمودوفار خلال المؤتمر الصحفي بأنه من مشتركي نتفلكس، وأن أبنائه يشاهدون أفلام الشبكة دون أن يؤثر ذلك على ذهابهم لقاعات العرض لمشاهدة الأفلام بشكل تقليدي. وإن كان رأي ويل سميث ليس خال من المصلحة، حيث يترقب عرض فيلمه الجديد "لامع Bright" الممول من قبل نتفلكس في شهر ديسمبر المقبل.

من المبكر جداً تخيل ما الذي سيفسر عنه هذا التنافس، وإن كان من السهل توقع استكمال فصوله خلال فترة التحضيرات لدورة 2018 وقبل الإعلان عن الأفلام المشاركة، والذي سيتزامن مع إطلاق الدورة الأولى من مهرجان كان للمسلسلات التلفزيونية، والذي تم الإعلان رسمياً عن إقامته خلال شهر أبريل المقبل. في شكل آخر لتفاعل المهرجان الأبرز مع المتغيرات المستمرة في الصناعة.

افتتاح نظرة ما.. وجه آخر للعملة

على صعيد آخر شهد اليوم الثاني افتتاح مسابقة نظرة ما بعرض فيلم "باربرا" من إخراج وبطولة الممثل الفرنسي ماتيو أمالريك الذي كان أيضاً بطل فيلم افتتاح المهرجان

المثير للدهشة ليس فقط أن فيلمي افتتاح المهرجان ونظرة ما يمتلكان البطل نفسه، وإنما أنهما يتشابهان في أوجه تكاد تجعلهما وجهين لعملة واحدة. كلاهما فيلم فرنسي، بطلهما مخرج سينمائي لا يمكنه استكمال فيلمه، في "أشباح اسماعيل" بسبب معاناته من الكوابيس ثم ظهور زوجته التي اختفت قبل 21 عاماً، وفي "باربرا" بسبب صعوبة وصوله صياغة مناسبة لفيلم يروي سيرة حياة المغنية الفرنسية بابرا (1930-1997).

في العملين المخرج مهووس بالشخصية التي يقدم عنها فيلمه، وفي كلاهما يبدو أبرز عنصر هو الأداء التمثيلي النسائي للنجمة ماريون كوتيار في دور زوجة اسماعيل العائدة، وجاين باليبار في دور الممثلة التي تلعب دور باربرا وتحاول أن تصل لجوهر شخصية المغنية الغامضة.
غير أن "باربرا" أقل إحباطاً بكثير من فيلم ديبليشان، فبغض النظر عن كونه فيلماً موجهاً بالأساس للمشاهد فرانكوفوني الثقافة وبالتحديد لمحبي بابربرا وأغنياتها، لكن تمكن أمالريك من جعل الفيلم لا يقدم سيرة ذاتية عنها وإنها محاولات فاشلة، ليبلغ في نهايته نقطة ندرك فيها مع الأبطال استحالة الإمساك بما يمكن اعتباره سيرة ذاتية حقيقية عن امرأة موهوبة تمتلك حياة زخمة مثل باربرا.

المسابقة تقلع على استحياء

حتى هذه اللحظة تم عرض ثلاثة أفلام فقط من أصل 19 فيلماً تتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، وبالتأكيد لا يزال الوقت مبكراً أن نقيم أونتوقع أو نفعل ما هو أكثر من الرصد. "بلا حب" للروسي أندريه زيفانيتسيف، "واندرستراك" للأمريكي تود هاينس، و"قمر المشترى" للبلغاري كورنيل موندروكزو هي عناوين الأفلام الثلاثة التي سنتناولها في رسالة الغد بالتحليل مع فيلمين آخرين في رصد لسباق السعفة الذهبية في ربع الطريق.

لكن حتى هذه اللحظة نقول أن هاينس قدم فيلماً محبباً فيه صنعة إخراجية واضحة بين شقين مختلفي الزمان والأسلوب يتنقل الفيلم بينهما (ربما يحتاج أرنو دبليشان لمشاهدته!)، لكنه يقل في زخم محتواه الإنساني كثيراً عن أعماله السابقة وآخرها "كارول"، هو فيلم لطيف مبهج بديع الصنعة، لكنه أبعد ما يكون عن الثقل المتوقع من مخرج بقامة صانعه.

أما زيفانيتسيف فلم يخيب التوقعات وجاء بالعمل الأفضل في المسابقة (وفي المهرجان) حتى لحظتنا، عمل ينتمي لسينما صانعه قدر تماسه مع أفلام كلاسيكية ومع معادلات الموجة الرومانية الجديدة. بينما فاجئنا المخرج بمعالجة فانتازية هي الأغرب لقضية اللاجئين: لاجئ سوري يتعرض لإطلاق نار بدلاً من أن يقتله يجعله قادراً على الطيران. فيلم تم تصويره بشكل مبهر وفيه حكاية تشويقية متماسكة، لكنه يستمر في الغرابة بلا توقف ودون أن نصل من خلالها لشيء يذكر.

في الغد سنتطرق لأفلام المسابقة بالتفصيل، وإن كان الجميع حتى هذه اللحظة بانتظار الفيلم المدهش الذي يحرك المياة الراكدة ويخلق للدورة السبعينية زخمها الفيلمي.

اقرا أيضا


38 صورة - افتتاح مهرجان كان السينمائي .. قبلة مونيكا بيلوتشي ووزيرة اسرائيلية تستفز العرب بهذا الثوب

صورة- وزيرة الثقافة الإسرائيلية تستفز العرب بفستان القدس في افتتاح "كان" 2017

بالصور- بيلا حديد تتعرض لموقف محرج على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي