دينا دهب
دينا دهب تاريخ النشر: الاثنين، 10 أبريل، 2017 | آخر تحديث:
عمر الشريف

"كانت أمنيتي الكبرى وحلم حياتي كله، أن أصبح ممثلاً".

يقدم لكم موقع FilFan.com سلسلة "حياة العالمي عمر" على مدار اليوم الاثنين 10 أبريل والموافق الذكرى الـ 85 على ميلاد الممثل الراحل عمر الشريف.

ملحوظة المحرر:كل ما يلي على لسان عمر الشريف من الصحيفة الفرنسية "ماري تيريز جينشار" منتصف عام 1975، وترجمها ونقلها الكاتب محمود قاسم في كتابه "عمر الشريف وجوه" والذي صدر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لدورته الـ 37.

تفوقت دراسياً وعيني على التمثيل

أكثر من مدرس نصحني عن معرفة بي بأن أتجه إلى الرياضيات لأني موهوب في مجالها وماهر للغاية في الحساب، إلا إني لم أخذ بمشورتهم، والكل كان يعرف أن قبلة عمري هي التمثيل، عدا أسرتي التي تجاهلت الأمر، وإن عُرفت به جيداً وتابعت دراستي، ورغم الفكرة المتسلطة عليِ، تقدمت إلى امتحان الجزء الأول من شهادة البكالوريا، ثم الجزء الثاني من بعده، وكان على أوراق الامتحان أن تطير إلى انجلترا ليتم تصحيحها هناك ولتعتمد في النهاية من جامعة أوكسفورد حتى أستطيع أن أكمل دراستي في الجامعات الإنجليزية، وحصلت في النهاية على درجات تفوق تؤهلني لمتابعة الدراسة في إحدى جامعات انجلترا فعلاً، ولكن كان هناك شيء ما شد خطاى بعيداً عن تلك المعاهد، هو شعوري بعدم الرغبة في تكملة التعليم بصرف النظر عن تزكية أساتذتي وحثهم لي على المتابعة.

أولى تجاربي في التمثيل "جهد ذاتي"

كونت أول فريق مسرحي برئاستي، فريق كل أعضاؤه من الهواة واخترت رواية للمؤلف الفرنسي الكبير جان أنوى لتكون أول ما نقدمه، وسبب اختياري أنوي هو قلة المال، ضعف رصيد الفريق المادي، لذا كان علينا أن نستبعد الكلاسيكيات لأنها تتطلب من المال الكثير لإعداد الديكورات والملابس.

أذكر أن والدي في عيدي ميلادي السادس عشر، أهداني سيارة جديدة خاصة ودار على المشارب والمقاهي التي اعتدت التردد عليها أو السهر فيها ودفع جميع ديوني وطلب مني أن أخرج مع أصدقائي وأتمتع على حسابه، فعل كل هذا عن طيب خاطر لكني لو طلبت منه مبلغاً صغيراً لدعم فرقتي المسرحية لما استجاب، ذلك لأنه كان يرى في الفن يد مارد غريب سوف يختطف منه ابنه الوحيد، عماده مستقبلاً في تجارة الخشب، ولهذا اكتفيت من الروايات بأبسطها كلفة ولجأت إلى الهواة من تلاميذ مدارس الفرير والجيزويت لأكون من أبرعهم، وكنت أدير الإنتاج وأخرج الروايات، وأيضا كنت البطل.

وسامتي سبب انطلاقتي

يبدو أن شكلي ومظهري أو ما يصفونه اختصاراً بوسامتي كان له الفضل في انطلاقتي الأولى فقد بدأت ألاحظ اهتمام البنات بي، وأيضا إعجاب الزملاء بأدائي، فالناس دائماً على استعداد لأن تتقبل شخصاً وسيماً أكثر من أخر حرمته الأقدار من عطايا الجمال.

الجمهور سبب فشل عروضنا المسرحية لهذا السبب

كنت وأفراد فريقي نتدرب في الغرف الخالية من بيوت الأصدقاء، أما البروفات النهائية فكانت تتم في إحدى قاعات المسرح الجامعية التي كنا نستأجرها أيضا لتقديم الرواية، ولم تكن أي رواياتنا لتعرض أكثر من ثلاث حفلات، ليس العيب فيها أو فشل منا وإنما لأن عدد الجماهير المتذوقة للفن الفرنسي في القاهرة كان قليلاً.

دعوت سفير فرنسا لمشاهدة مسرحية لي في البداية

أذكر ذات مرة وبعد أن توفرت لنا الخبرة بممارسة العمل عاماً ونصف العام أني دعوت سفير فرنسا في مصر، وكان في ذلك الوقت مسيو كوف دي مورفيل، إلى حفل افتتاح مسرحيتنا "أوربيديس"، وقد هنأني السفير في فترة الاستراحة بجدارة وشعر والدي الذي كان بين الحاضرين بالزهو فكاد يوافقني على اتجاهي، ولكنه تذكر تجارة الأخشاب فجأة فسحب اعترافه، قبل أن يخرج من شفتيه، ويُسجل عليه.

اقرأ أيضا

حياة العالمي عمر (1)- يكشف ذكاء والده في كسب الأموال وتبديد والدته لها في القمار وسبب كرهه لشقيقته