فيلم "حبيبي بيستناني عند البحر".. قصة حب فلسطينية لم يتقابل طرفيها

تاريخ النشر: الخميس، 8 سبتمبر، 2016 | آخر تحديث:
الملصق الدعائي لفيلم حبيبي بيستناني عند البحر


"كان دائمًا يغلق عينيه، لا لينام، بل ليرى، كان المسافر يغلق عينيه وقت السفر، لأنه يرى كل ما يحب بالقلب"

بهذه الكلمات تبدأ رحلة المخرجة الفلسطينية ميس دروزة مع فيلمها التسجيلي "حبيبي بيستناني عند البحر"، فنرى قدم ميس وهي تخطو على حبات رمل البحر ونسمع صوت أمها في الخلفية، تحاول أن تصف ما يتركه منظر البحر في نفسها، فترد "بحس أني حرة جدًا".

"اسمه حسن، وعنده دراجة لونها جميل، ومزخرفة بعناية، فهي كالبحر لها مقعد مريح، وصوت جرسها لطيف، تطير وتأخذه لكل مكان يريد، إلى البحر".

في مدينة تعرف الأبطال جيدًا، ويشهد تاريخها الكثير من القصص البطولية، ليس من الصعب أن تجد قصصًا ولدت هناك أحداثها مفعمة بالمغامرات والأساطير الواقعية. فالفيلم يلحق بقصة الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني حسن حوراني، الذي عاش حياة قصيرة أنجز فيها عشرات الأعمال والمشاريع الفنية، وتوفي في عام 2003 إذ غرق في بحر يافا، الذي طالما حلم أن يزوره.

لكن المخرجة ميس دروزة لم تعرف حسن حوراني سوى في عام 2007، حين قرأت كتابه الأخير "حسن في كل مكان"، فقررت أن تزور وطنها فلسطين لأول مرة؛ لترى بنفسها روعة هذا المكان الذي ينسج أهله عالم من الأحلام والخيال، يساعدهم على الاستمرار في حياتهم اليومية، متأثرة طوال الرحلة بالأشعار والرسومات التي صنعها "حبيبها حسن".

إلا أنها رغم هذا التأثر لم تذكر الكثير عن "حوراني" في الفيلم، بل اكتفت بذكر أشعاره واسمه الأول فقط طوال الرحلة، دون أن توضح من هو هذا الحبيب الغائب. وكان من الأفضل أن يعرف المشاهدين أكثر عن هذا الفنان الرحالة الذي لقيت أعماله وأشعاره رواجًا عربي ودولي، خاصة لدي الفلسطينيين اللذين اعتبروا ما يقدمه من أفكار بمثابة حلم لهم.


"إذا بروح على البحر، بخاف أبطل أحلم"

تبدأ حكايات السكان الأصليين للمدينة، يرون أحلامهم الضائعة ورغبتهم في العيش مثل باقي البشر، فالأمنيات بسيطة؛ رؤية بحر يافا الممنوع، والخروج من المنزل يوميًا في الصباح والعودة إلى البيت في المساء دون توقع الموت، والاطمئنان على مستقبل أولادهم في واقع يهدده الموت كل لحظة.

وبالرغم من رغبتهم الأكيدة في تحرر وطنهم، كي ينفتحوا على العالم ويستمتعوا بالحياة، إلا أنهم يخشون من هذه اللحظة التي يتمكنوا فيها من تحقيق الأحلام. فالحلم بالنسبة لهم هو الدافع الذي من أجله يتشبثون بالحياة، ويستيقظون كل يوم لمواجهة الواقع، وكما ذكر على لسان أحدهم: "الحلم لا يكمن في لحظة تحققه وإنما في قدرتنا على معايشته يوميًا".

"يافا عروس البحر!"

ولأن ميس دروزة عاشت حياتها بعيدًا عن فلسطين، فهي لا تمتلك صور أو ذكريات، لذلك لجأت إلى التعليق الصوتي المقتبس من أشعار حسن حوراني كي يصاحب حكايات فيلمها، كما اعتمدت طوال الفيلم على الرسومات الحالمة؛ فقدمت لوحة بيضاء ترسم عليها الوطن حيث بحر يافا الأزرق والأشجار السوداء، وتقف هي فتاة صغيرة تنظر لحبيبها.

"البدايات أجمل"

تنتهي الرحلة كما بدأت، فنري البحر مرة آخري وتعاود المخرجة سؤال والدتها عن إحساسها تجاه البحر، فترد: "بلاقي نفسي فيه". تعلق ميس على أن الجواب الأول كان أفضل فعادة البدايات أجمل وأصدق، لأنها مثل الأحلام لم تتأثر بالواقع.

فيلم «حبيبي بيستناني عند البحر» تستغرق مدة عرضه 80 دقيقة، وكتبته وإخرجته ميس دروزة. وشارك الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية وفاز بجوائز؛ من بينها جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم تسجيلي طويل في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وجائزة أفضل وثائقي من مهرجان ميد فيلم في روما ضمن منافسات القسم الدولي بالمهرجان، وجائزة جولدن لينكس لأفضل فيلم وثائقي طويل من مهرجان "مخرجون جدد -أفلام جديدة" في البرتغال، والجائزة الكبرى ضمن منافسات القسم الدولي في المهرجان الدولي لسينما المرأة بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

اقرأ ايضًا:
فيلم "يلا اندرجروند" ...بين الرغبة في التحرر والبحث عن هوية

بالفيديو- إياد نصار: هند صبري أفضل من كندة علوش.. ومن باع أرضه لليهود في فلسطين معذور

جي كي سيمونز يكشف عن تفاصيل فيلم Justice League