عبد الرحمن حويت
عبد الرحمن حويت تاريخ النشر: الاثنين، 26 أكتوبر، 2015 | آخر تحديث:
#حكاوي_سيما: أشهر خناقات هوليوود.. "شغل نسوان"

كثيرا ما جسّدت الدراما المصرية علاقة "الضراير" ببعضهم واحتيال كل زوجة لهزيمة الأخرى أمام زوجهما. صراعات النساء بشكل عام نجدها في السينما والتلفزيون المصري أكثر بكثير مما نراها في "هوليوود". ما رسّخ لدينا بشكل ما أن "شغل النسوان" مصري حصري، وأن "كيدهن العظيم" لا ينطبق على الغرب.

طالع أيضا
#حكاوي_سيما- "نظيف".. البوسني الذي ندهته النداهة
#حكاوي_سيما- أورسون ويلز.. من "المواطن كين" إلى "البورنو"

لكن النجاح في "هوليوود" يتطلب قدرا كبيرا من القوة والشجاعة، ولابد من تكوين بعض الأعداء في الطريق. علاقة نجمة فيلم All About Eve، بيت ديفيس، بنجمة Mildred Pierce، جون كروفورد علاقة عداوة استمرت لعقود ولها فصول كثيرة لم تنته حتى بعد وفاة "جون كروفورد" حيث قالت "بيت": "لا يجب أن نقول شيئا سيئا عن الموتى، فقط الأمور الجيدة.. ماتت جون كروفورد.. جيد!"

تبدأ القصة عام 1935، حين وقعت "بيت ديفيس" في غرام الممثل "فرانشوت طون" أثناء تصويرهما فيلم Dangerous. لكن "جون" فازت بقلبه بعد أن عزمته على العشاء في بيتها واستقبلته عارية!

أعلنت "جون" خطبتها لـ"طون" سريعا واستمر زواجهما 3 أعوام. استفز الأمر "بيت" ولم تخف غيرتها.. وأعلنت الحرب!

في أحد البرامج سُألت "بيت" عن شعبية "جون" لدى الرجال فقالت: "منطقي.. (جون) مارست الجنس مع جميع العاملين بشركة MGM!".

فردّت عليها "جون" بقولها: "يبدو أن (بيت) لم تحصل على يوم ولا (ليلة) واحدة سعيدة في حياتها.. فمها تهدّل من قلّة التقبيل".

وفي واقعة أخرى عام ١٩٤٨، رُشّحت "جون" لجائزة الأوسكار ولم تحضر الاحتفال، فسألت عنها "بيت" فردّ ابن "جون" البالغ من العمر ٥ سنوات بأن "ماما مريضة"، فردت عليه "بيت" بابتسامة: "لعله مرضٌ قاتل!".

كانت تلك الجمل والتصريحات، على فجاجتها، مجرد إحماء للحرب الحقيقية التي بدأت بينهما حين عملا معا في نفس الفيلم عام ١٩٦٢.

بعبقرية منتج يعرف جيدا كيف يجني المال، تم اختيار النجمتين، بيت وجون، للقيام ببطولة فيلم ?What Ever Happened to Baby Jane، وتقوما فيه بدور أختين ممثلتين عاف عليهما الزمن، وتكنّ الكبرى، بيت، كراهية كبيرة للصغرى المشلولة، جون.. صراع دائم وقتال مستمر بين الأختين، كما هو الحال في الواقع بين الممثلتين.

شهد الجميع أثناء التصوير للممثلتين بالحرفية الشديدة.. انضباط في المواعيد وحفظ للحوار، ولكن كل منهما استغلت الفرصة للتنكيل بالأخرى "في إطار الدراما".

من بداية التصوير حرصت "بيت" على وجود ثلاجة "كوكاكولا" في غرفتها.. لماذا؟ لأن "جون" حينها كانت متزوجة من رئيس مجلس إدارة شركة "بيبسي" المنافسة.

في أحد المشاهد يدور قتالٌ بينهما، وترك المخرج الحرية لـ"بيت" في التصرف في الضرب، أدركت "جون" فورا خطورة الموقف وطلبت "دوبلير" لها لكن المخرج لم يستجب.. ولم تكذب "بيت" خبرا وضربت "جون" على رأسها بكل قوة "عن طريق الخطأ".. ما أدى لإصابة الأخيرة بالدوار وزيارتها للمستشفى!

بالطبع قررت "جون" الانتقام، قرب نهاية الفيلم، كان على "بيت" أن تجرّ "جون" على الأرض، فقامت "جون" بملأ فستانها بالصخور، ما تسبب بألم في الظهر لـ"بيت" وزيارتها هي الأخرى للمستشفى!

انتهى الفيلم وقوبل باحتفاءٍ شديد من الجمهور والنقاد، وترشّحت "بيت" للأوسكار عن دورها ولم تترشح "جون".. فما كان من الأخيرة غير قيامها بحملة دعاية شرسة ضد "بيت" ونسّقت مع باقي المرشحات إن فازت أحداهن أن تستلم "جون" الجائزة مكانها.. وهو بالضبط ما حدث!

كانت "بيت" المرشحة الأقوى تلك السنة، وقبل إعلان اسم الفائزة، استعدت "بيت" للصعود على المسرح وأطفئت سيجارتها لتفاجئ بإعلان اسم "آن بانكروفت".. لكن المفاجأة الحقيقية حين وجدت "جون" تزيحها جانبا قائلا: "اعذريني.. لديّ أوسكار لأتسلمها!".

بالطبع لم تنس "بيت" تلك الإهانة في ليلة الأوسكار، وبعدها بعامين طُلب منهما العمل معا ووافقتا.. لكن "بيت" تمادت في التنكيل بعدوتها ما جعل "جون" تعتذر عن الفيلم بعد أسبوعين فقط من التصوير.

الصراع بين "جون" و"بيت" وجد لنفسه مكانا دائما في التاريخ، حتى بعد وفاتهما بسنين طويلة، فنجد تمثيل ساخر لهما في البرنامج الإنجليزي Psychobitches.