أحمد خالد
أحمد خالد تاريخ النشر: الأربعاء، 21 أكتوبر، 2015 | آخر تحديث:
The Godfather

مع بدء تصوير The Godfather ومرور الأيام، توقع الجميع أن تهدأ حدة الخلافات، وأن يصبح الوضع أكثر استقرارا، ولكن العديد من الأزمات نشبت خلال أيام التصوير، وكان أولها مشكلة حقيقية واجهت الفيلم أثناء تصويره، والمتعلقة بزعماء المافيا، فمبجرد أن علموا ببداية تصوير الفيلم حتى بدأوا في اتخاذ العديد من القرارات والمواقف بهدف واحد، وهو ألا يظهر أبدا إلى النور.

وصدر أول رد فعل عملي من زعيم المافيا جو كولومبو ومنظمته؛ إذ اتصل شخصيا بروبرت إيفانز وهدده بأن يقتله هو و أسرته لإذا لم يلغوا مشروع الفيلم بالكامل، وعدم إنتاجه في أي وقت، وأن يبقى مجرد ورق في الدرج، فضلا عن تلقي شركة "باراماونت" للعديد من رسائل التهديد من رجال مافيا آخرين، بالإضافة إلى قيام مجموعة من الساسة بوصف الفيلم بأنه يسئ إلى الأمريكيين من أصول إيطالية.

وقابل ألبرت رودي وهو أحد المنتجين المنفذين للفيلم جو كولومبو، وحاول التوصل معه لاتفاق مرضي، وبعد ساعات من المفاوضات اتفق رودي مع كولومبو على أن يتم عرض السيناريو عليه ليقرأه ويضيف عليه أي تعديلات يريدها، بالإضافة إلى تعيين بعض من رجاله كمراقبين ومستشارين للفيلم أثناء التصوير، ولكن تصرف رودي كان شخصيا بموافقة روبرت إيفانز، ومن دون علم رئيس شركة "باراماونت" في ذلك الوقت تشارلي بالدورن، الذي أقال رودي فورا بعدما علم بالواقعة، وقرر أن يوقف تصوير الفيلم وإلغاؤه، ولكن تدخل إيفانز واستطاع بعد عناء طويل أن يقنع بالدورن أن يعود الفيلم للحياة مرة أخرى، بالإضافة إلى عودة ألبرت رودي.

واستقرت الأمور بعد ذلك لفترة، حتى فوجئ المخرج فرانسيس فورد كوبولا برأي غريب من روبرت إيفانز، والذي أبدى اعتراضه على قلة العنف في الفيلم، ووصل الأمر إلى اتخاذ إيفانز لقرار بتعيين مخرج متخصص في مشاهد "الأكشن" ليقوم بتصوير مشاهد الحركة في الفيلم مع شرط أساسي، وهو أن تظهر بشكل عنيف للغاية لكي يجذب شريحة أكبر من الجمهور.

واستعان كوبولا بابنه جيان كارلو كوبولا ليقوما بإعادة كتابة مشهد عراك "سوني وكارلو"، إذ قاما بإطالة زمن المشهد، وكتابته بحيث يكون مشهد عراك بأسلوب الشارع والمتسكعين تماما، وعرضا المشهد على روبرت إيفانز في النهاية، والذي أعجب به بشدة ليتغاضى عن فكرة الاستعانة بمخرج إضافي.

شاهد مشهد ضرب "سوني كورليوني" لـ "كارلو" من The Godfather

أول مشهد تم تصويره من The Godfather هو الذي يجمع بين "مايكل كورليوني" و"كاي" في نيويورك في أعياد الكريسماس، أما مشهد البداية الشهير فهو من أكثر المشاهد التى نُشرت كواليس عنه؛ فأثناء توجه مارلون براندو إلى الاستوديو لتصوير المشهد رأى قطة في الشارع، فأخذها معه وقرر أن يحملها طوال المشهد، ولكن تلك القطة تسببت في إعادة تصويره أكثر من مره بسبب صوت نواحها المرتفع.

والجدير بالذكر أن فرانسيس فورد كوبولا كان من المقرر أن يبدأ الفيلم بمشاهد حفل زفاف "كوني كورليوني" مباشرة، ولكن صديق له نصحه بأن يبحث عن مشهد بداية أقوى يجذب المشاهدين، وكانت النتيجة واحد من أفضل المشاهد الافتتاحيه في تاريخ السينما.

موقف آخر متعلق بالمشاهد الافتتاحية لفيلم The Godfather، وهو توتر الممثل ليني مونتانا، الذي قام بدور "لوكا براتزي"، إذ كان متوترا للغاية بسبب وقوفه أمام المخضرم مارلون براندو، وظهر هذا التوتر أثناء التصوير، وبسببه لم يتذكر ليني بعض الجمل الحوارية كما ظهر وكأنه يرتجف خوفا، ولكن أبدى كوبولا إعجابه بهذا الأداء ولم يوقف التصوير، أما الموقف الأخير فكان صفعة غير متوقعة نالها آل مارتينو من مارلون براندو أثناء تصوير المشهد، والتي جاءت ارتجالا من براندو خلال المشهد، وكان رد فعل آل مارتينو المتفاجئ حقيقيا، ويروي جيمس كان فيما بعد أن آل مارتينو لم يدري ماذا عليه أن يفعل في هذا الموقف.. هل يضحك أم يبكي ليجاري ارتجال براندو.

مشهد آخر مميز من فيلم The Godfather، وهو مشهد الحصان المذبوح، إذ كان الاتفاق بين فرانسيس فورد كوبولا والممثل جون مارلي بأن يحضر كوبولا رأس غير حقيقية للحصان ويتم وضعها في السرير، ولكن كوبولا اتفق مع مساعديه على أن يجدوا له رأس حصان حقيقية، بشرط ألا يعلم جون مارلي لتكون ردة فعله حقيقية، وبالفعل استطاع مساعدوا كوبولا أن يحضروا طلبه من إحدى شركات صناعة "طعام الكلاب"، وسبّب ذلك المشهد مشاكل كبيرة لكوبولا، الذي اتهم وقتها بانتهاك حقوق الحيوان، وتمت مهاجمته بشده.

شاهد مشهد الحصان المذبوح من The Godfather

وشهدت كواليس الفيلم موقف طريف آخر، وهو تعذيب كوبولا للممثل ريتشارد كاستيلانو الذي قام بدور "كليمنزا"، إذ وقف كاستيلانو في صف مدير التصوير جوردون والاس ضد كوبولا في أكثر من موقف، فجاء انتقام كوبولا في المشهد الذي كان على كليمنزا أن يصعد فيه السلالم، إذ قام كوبولا بإعادة المشهد 20 مرة حتى أنهك كاستيلانو تماما.

وعُرض فيلم The Godfather في السينمات في 24 مارس 1972، وحقق إيرادات بلغت 286 مليون يورو، وهو رقم ضخم جدا في ذلك الوقت، ولم يكن النجاح تجاريا فقط وإنما فنيا أيضا، إذ حصد الفيلم 3 جوائز للأوسكار كأفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل ممثل في دور رئيسي لمارلون براندو، بالإضافة إلى ترشيح روبرت دوفال وجيمس كان وآل باتشينو لجائزة أفضل ممثل في دور مساعد، وترشيح في الإخراج والمونتاج والصوت وتصميم الديكور.

طالع أيضا
كواليس The Godfather- الفيلم الذي رفضه كبار المخرجين
كواليس The Godfather- كيف فاز مارلون براندو بدور البطولة رغم أنف الجميع؟
كواليس The Godfather- آل باتشينو يفوز بدور "مايكل كورليوني" في الوقت الضائع