٥ أضرار لعرض "مسرح مصر" في التلفزيون

تاريخ النشر: الاثنين، 28 سبتمبر، 2015 | آخر تحديث:
أفيش "مسرح مصر"

اعتاد الجمهور المصري مشاهدة مسرحيات بعينها في التليفزيون، هذه المسرحيات يغلب عليها الطابع الكوميدي، وهي متعددة الفترات الزمنية التي تنتمي إليها مثل مسرحيات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وحتى المسرح التجاري في فترة التسعينيات، فعرف الجمهور أن المسرح هو كوميديا فؤاد المهندس وسعيد صالح وعادل إمام وسمير غانم ومحمد هنيدي.. واستعراضات شيريهان وفيفي عبده.

وإذا أضفنا جمهورا آخر يتابع نوعيات أخرى من المسرحيات فسنجده الجمهور الذي يتابع كنوز المسرح على التلفزيون المصري أو مسرحيات قناة النيل الثقافية والتي تعرض مسرحيات شهيرة لمن يتابعون المسرح أيضا لكنها ليست كوميدية بالضرورة.

وخلال السنوات الماضية كانت تسجل بعض المسرحيات التي تعرض في المسرح لتسويقها تجاريا على شرائط الفيديو، وبانقراض الفيديو أصبح التلفزيون يعرضها في مناسبات بعينها مثل الأعياد وليالي الخميس وأيام الجمعة باعتبارها مسرحيات ترفيهية ولطيفة.

وظل التلفزيون لمدة طويلة لا يهتم بعرض مسرحيات جديدة، حتى بظهور الفضائيات، وظل جمهور المسرح الحقيقي مكتفيا بحضور المسرح في المسرح وظل جمهور التلفزيون مكتفيا بمشاهدة "شاهد ما شافش حاجة" و"العيال كبرت" وغيرها من المسرحيات المضحكة والشائعة.

طالع أيضا
بالفيديو- أشرف عبد الباقي: نجاح "مسرح مصر" مستمر حتى لو تغير اسمه إلى "فرقة البطيخ"!
بالفيديو- محمد صبحي لأشرف عبد الباقي: "تياترو مصر" ليس مسرحا

وأخيرا اكتشفت القنوات الخاصة أن المسرح يمكن أن يصبح سلعة تجارية مجددا، لا عن طريق تشجيع الناس بالذهاب إليه فيكسب المسرح، ولكن عن طريق إحضار المسرح إلى التلفزيون بعرض المسرحية ليوم واحد من أجل تصوير المسرحية تلفزيونيا عبر برامج مثل "تياترو مصر"، و"مسرح مصر" مستخدمين فكرة "الفرقة المسرحية" التي تصور كل أسبوع عرضاً مسرحياً كوميدياً جديداً يحصد الإعلانات لأنه يحقق نسبة مشاهدة عالية.

ومع الوقت زاد الإقبال على مشاهدة المسرح في التلفزيون، البعض أيد الفكرة في أنها استعادة أو تنشيط للمسرح من جديد، لكن الحقيقة أن الفكرة أضرت المسرح نفسه لخمسة أسباب يستعرضها FilFan.com في التقرير التالي:

1) أن المسرح لا يشاهد إلا في المسرح، وليس على كرسي في البيت، لأن المسرحية إن شوهدت في التلفزيون خضعت لمقص المونتاج وقوانين الصناعة التلفزيونية ورؤية المخرج التلفزيوني في التركيز على لقطات بعينها.. وأفقدت المتفرج إحساسه بالممثل الذي من لحم ودم والذي يزداد حماسه برد فعل المتفرج، وإن شوهدت في المسرح فأنت ملك نفسك، تجلس في صالة مظلمة لا أحد يقاطعك أو يقلب القناة بالريموت ليفرض عليك مشاهدة شيء أخر.

2) أن المسرح ليس الكوميدية فقط، وليس فقط مجموعة شباب يتبادلون النكات على المسرح. الناس يجب أن يعرفوا أن هذا المسرح المعروض في القنوات الخاصة يحبس المسرح في فكرة واحدة حتى إذا شاهد المتفرج نوعا آخر من المسرح أحسه غريبا عليه وعلى فن المسرح نفسه.

3) أن المسرح ليس فرقة واحدة تبدل وجوهها كل أسبوع، فهناك على مسارح مصر آلاف الممثلين الذين يقدمون مسرحيات جيدة وممتعة كل يوم لكنهم لا يستطيعون الوصول للتلفزيون، وليس لديهم الدعاية الكافية ليعرفهم الجمهور ويذهب إليهم، والمهرجان القومي للمسرح الذي انتهى أخيرا شاهد على ذلك.

4) أن المسرح لم يعرف طوال عمره الفواصل الإعلانية، وطوال عمره لم يعرف المكسب سوى من شباك التذاكر لا من إعلانات السمن والشامبو ومسحوق الغسيل، ولم يعرف يوما أن يكيف أفكاره حسب توجهات القناة أو رغبات المعلنين أو عبارة "الجمهور عايز كده" لأنه صاحب السلطة في نسبة المشاهدة.

5) أن المسرح لا يفرض عليك ما تشاهد، فأنت تختار المسرحية التي تعجبك وتذهب إليها، وتجلس على مقعد بمفردك في انتظار الممثل الذي تحبه والذي يمكن أن يسلم عليك أثناء المسرحية إن أراد ذلك، لأنه لا تفصلك عنه شاشة يمكنك أن تغلقها إن لم يعجبك بشد الفيشة أثناء تمثيله.