غناء الأطفال.. نجاح أم "خيبة"؟

تاريخ النشر: السبت، 12 سبتمبر، 2015 | آخر تحديث:
أعضاء فريق "شبيك لبيك" والذين يعرفون أنفسهم بـ"أولاد سليم اللبانين"

صراحة، لن أخجل لو قلت إنني إعتقدت في البداية أن موضوع "أولاد سليم اللبانين" مجرد خناقة كبيرة بالأسلحة النارية والسنج والسيوف في الشارع، بين طرفين تم تصويرها بالفيديو، وسط موضة تصوير خناقات البلطجية وعرضها على YouTube.

لكن بعدما مرت أخبار وتعليقات أخرى عن نفس "أولاد اللبانين"، ولكن هذه المرة عن استضافة الإعلامي خيري رمضان لهم، في برنامجه "ممكن" على قناة CBC، قلت مش معقول أصحاب الخناقة أصبحوا نجومًا مثل أحمد التباع الذي تلاحقه البرامج الفضائية أكثر من أي "تباع" أخر! وهنا قررت أعرف قصة "أولاد سليم اللبانين" التي أصبحت قضية الساعة الآن، وكنت أنا آخر من يسمع مهرجانهم "مافيش صاحب يتصاحب".

شاب صغير عمره 21 عاما اسمه حسن البرنس من منطقة شعبية في الأسكندرية يكتب ويلحن ويغني أغاني "مهرجانات".. أقنع طفلين من منطقته هما ناصر غاندي 13 سنة وفارس حميدة 11 سنة، أن يكونوا فرقة على غرار فرق المهرجانات المنتشرة في السنوات الأخيرة، أطلقوا عليها اسم "شبيك لبيك" وفجأة أصبحت أغنيتهم "توب توكتوك"، بمعنى أنها الأكثر سماعا وتشغيلا في "التكاتك".. ومعروف طبعاُ أن "التكاتك" في مصر ليست فقط وسيلة للمواصلات، ولكنها أيضا مقياس لبورصة الغناء في مصر.. فالمطرب اللي أمه داعياله هو اللي أغنيته تعجب سائقي "تكاتك" مصر.

طالع أيضا
حماقي وعمرو دياب V.S ولاد سليم اللبانين
السبكي يتعاقد مع "ولاد سليم اللبانين" للمشاركة في "عيال حريفة"
أبطال "عيال حريفة" بالثياب الرياضية على الملصق الدعائي للفيلم

لم أعرف حتى بعد سماع "أولاد سليم" و مشاهدة حلقتهم مع خيري رمضان لماذا كل تلك الزيطة؟ هل لأنهم يغنون مهرجانات، وهو نوع الأغاني السائد منذ سنوات ونال من المدح والزم ما يكفيه؟ أم كما سمعت من بعض المعترضين من المتصلين بالبرنامج إننا شعب مؤدب وخايف العيال دي تبوظ أخلاقه بألفاظهم ومصطلحاتهم وطريقة كلامهم البيئة دي في الأغاني؟ ولا ننسى طبعاً قصة شعر أصغرهم فارس التي في مقدورها إفساد جيل بأكمله.

شاهد- "مفيش صاحب يتصاحب" لفريق "شبيك لبيك"

كذلك لم أعرف سر نجاحهم الساحق هذا، رغم أن نجوم أغاني المهرجانات الكبار، مثل "أوكا" و"أورتيجا" و"حاحا" و"شحته" لسه بيغنوا ومكسرين الدنيا.. يمكن الجديد في الموضوع هذه المرة، سواء في النجاح أو في الهجوم عليهم إنهم "أطفال"؟! وإحنا شعب يحب المبالغة في كل ما يخص مشاعرنا خصوصاً بالنسبة لموضوعين، أولهما طبعا مصر وكذلك الأطفال.. اللي هما ولاد مصر.. فالطفل الذي يحقق أولى خطوات النجاح نطلق عليه فورا "الطفل المعجزة"، فما بالكم بأطفال يغنون مهرجانات وكلام فارغ، حسب رأي المعترضين؟!

حكاية غناء الأطفال ليست بدعة، ولا تحقيق هؤلاء "العيال" النجومية جديد.. من أيام "أمان يا لالالي" وجمهور السميعة يحبون غناء الأطفال. أم كلثوم بذات شخصها غنت ورتلت القرآن وهي طفلة.. ما هو مش معقول يعني يكون طفل صوته وحش و يحلو بعد ما يكبر.. لكن العكس هو الصحيح.. فكم واحد من الأطفال اللي غنوا أصبحوا نجوماٌ بالفعل، واستمرت نجوميتهم بعد البلوغ. ولم يقفوا عند لقب "الطفل المعجزة".. كم طفل معجزة مر على تاريخ الغناء واستمرت معجزته؟

من حققوا المعجزات في الغناء وهم "كبار" في السن لم يفعلوا المعجزات في طفولتهم.. وكأن النجومية تختارك في ميعادها.. إما أن تكون طفلاُ معجزة وتخيب لما تكبر.. أو تحقق نجوميتك بعد البلوغ.

لكن لو نظرت للغرب لوجدت أن أغلب من حققوا نجوميتهم وهم "عيال" استمروا في ا لنجومية، مثل جستين تيمبرلك، وبريتني سبيرز، ومايلي سايرس وغيرهم.. لأنهم في الغرب يهتمون بهذه المواهب ولا يحرقون نجوميتهم ولا يرهقون أحبالهم الصوتية الضعيفة بالغناء في الأفراح والحفلات الخاصة كما يحدث عندنا.