مي جودة
مي جودة تاريخ النشر: الأحد، 23 أغسطس، 2015 | آخر تحديث:
عزت وفاطيما

تحلم دوما الفتيات بالرجل الذي سيشاركها حياتها المقبلة، تتمناه لا يستطيع نسيانها ولا الابتعاد عنها، تراه وسيما مهما مر عليه الزمن، لذلك غالبا ما تختاره من نجوم هوليوود أو الدراما التركية.. لكن هذا النموذج بالفعل موجود بيننا في مصر.

36 عاما من الزواج انتهت بالموت ولكن مازال الحب يتواجد ويعذب الحي منهما، ولم لا.. فهي فاطيما الزوجة التي تمكنت من إخراج زوجها الفنان عزت أبو عوف من قبل من حالة الاكتئاب، فهل لا تستحق منه أن يحزن عليها!

ففور حل فريق "فور إم" الذي كان يشارك فيه عزت مع شقيقاته بالغناء، أصيب بالإحباط، وأطلق لحيته وزاد وزنه، لكن فاطيما لم تتركه هكذا طويلا، وفورا تمكنت من إيجاد حل سريع وغير تقليدي، وهو شراء مركبًا ويعيشا فيه، وبالفعل عاشا به لمدة عامين، ودخل بعدها التمثيل بعد ترشيحه من قبل خيري بشارة لدوره في فيلم "آيس كريم في جليم"، وبعده خاض مجال الإعلام لمدة 12 سنة.

ومرت السنون ودوما فاطيما هي السكن لعزت، ولكن دوام الحال من المحال، ففي صيف 2012.. صور أبو عوف حلقة لبرنامج "سمر والرجال" واعترف خلاله أنه خان زوجته مرة في حياته ولكنها تصرفت بعقل وحكمة، ولم تنهي حياتهما الزوجية، ولكن فاطيما زوجته لم تتمكن من مشاهدة هذه الحلقة عند عرضها.

فبعد أيام من "سمر والرجال"، كان أبو عوف متواجد في أحد الاستديوهات لتصوير مسلسل "صفعة"، ليتلقى وقتها خبر صادم لن يتمكن من استكمال حياته من بعد سماعه بشكل طبيعي.. وهو وفاة زوجته فاطيما! ليظهر في عزائها وهو يبكي منهارا لفراقها.

انقلبت حياة أبو عوف من وقتها وبدلا من الظهور في البرامج للدعايا لأعماله الفنية، أصبح اسمه يندرج في كشوف الأطباء في مصر وخارجها بشكل أكبر من تترات الأعمال، فرحيل فاطيما كان بالنسبة له -ومازال- هو أكثر من يحزنه.

وأكد أبو عوف أن الأطباء في مصر وخارجها احتاروا في أمره، فهو عضويا لا يشتكي من أي مرض، ولكن الحالة النفسية التي وصل لها أثرت عليه، فمرت عليه فترة لا يستطيع الوقوف ثابتا بسبب اضطراب في الأذن الوسطى اشتكى منه بسبب الإحباط الذي مر به.

وكانت هذه الحالة أصابته أيضا أثناء استكماله لتصوير مسلسل "الصفعة" في 2012، وسقط على الأرض، ومنعه الأطباء من الحركة، ليسافر بعدها لتلقي العلاج.

ومن هذا التاريخ، وأبو عوف مقل في أعماله الفنية، ولا يظهر في المناسبات الاجتماعية إلا نادرا، رغم محاولاته في الاندماج مع الواقع بحضور احتفالات شقيقاته، وأيضا افتتاح إحدى دورات مهرجان القاهرة السينمائي، ولكن مازال قلبه يخفيه عكس ما يظهره.

ففي الدورة 35 من مهرجان القاهرة السينمائي، وهي الأخيرة التي رأسها أبو عوف، فوجيء الجميع بدموعه تنهمر فجأة أمام الحضور وهو يقف في الافتتاح على المسرح، وكان السبب هو نظرة للكرسي الذي كانت تجلس عليه زوجته كل عام وجد شخص أخر يجلس عليه فبكى.

وحتى الآن مازالت الحالة النفسية لأبوعوف تؤثر عليه، فهو حاليا يتواجد في أحد المستشفيات للعلاج بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح. (التفاصيل)