كيف تصبح مشهورا بين يوم وليلة؟

تاريخ النشر: الجمعة، 20 فبراير، 2015 | آخر تحديث:
أصبح من السهل الآن اكتساب شهرة واسعة من عدد متابعيك على "السوشيال"

في الماضي أي من الثلاثينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضي كان المعيار الوحيد لنجاح الممثل أو المطرب هو شباك التذاكر أو مبيعات سوق الكاسيت، ولكن الآن تبدّل الحال واختلفت قواعد اللعبة، وأصبح شرط النجاح والشهرة الرئيسي هو مقياس حضورك على "السوشيال" أو مواقع التواصل الاجتماعي.

فأصبح كل فنان في الوقت الحالي يتباهى في بياناته الصحفية بأعداد معجبيه على Facebook أو متابعيه على Twitter أو على Instagram، ليحصد من وراء ذلك العديد من العروض الفنية، والغريب أن غالبيتهم عندما تبحث وراء رصيدهم الفني أو الغنائي تكتشف أنه مازال في أول السلم، ولا يتذكره الجمهور سوى بعمل أو عملين!

والكارثة الأكبر أن غالبية تلك الأرقام المهولة للمعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تصل إلى حد الملايين وتثير دهشتك ما هي إلا أعداد زائفة تشترى بحفنة من الدولارات، وهو ما يحمل في طياته حقيقة خطيرة للغاية، وهي أن هؤلاء الفنانين يعيشون في وهم الشهرة والنجاح، ولكن ما لا يدركونه أن هذا الطريق قصير للغاية، ويؤدي إلى "Black Out" في النهاية.

سامو زين يتصدر مطربي الوطن العربي في شراء المتابعين!

وياحبذا لو أن حسابك الحافل بالمعجبين الزائفين زيّنته بالعديد من الصور المثيرة والعارية، لتثير الجدل وبالتالي تكتسب شهرة بسرعة الصاروخ، مثلما تفعل ريانا وكيم كارداشيان التي حطمت الإنترنت في 2014، عكس ما كان في الماضي عندما كان العري يحقق الشهرة فقط من على شاشة السينما، وتنتظر وقتا أطول من "طابور العيش" كي تنال الشهرة التي تبغاها، وأيضا هذا ليس من المسلمات، ولكن الآن حتى لو كنت قبيح المظهر ومع الانتشار المكثف لوسائل الولوج لشبكة الإنترنت من حواسب لوحية والتي أصبحت في متناول الجميع أصبحت شهرتك مضمونة لا محالة.

كيم كاردشيان "تحطم الانترنت" بتعريها على غلاف "Paper"

كان نجوم زمان دائما ما كانوا يصرحون أنهم كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم فور طرحهم لأعمالهم السينمائية في دور العرض، ويفصحون أنهم كانوا يجلسون مترقبين لنتائج شباك التذاكر وكأنهم في انتظار نتيجة الامتحان حيث "يكرم المرء أو يهان"؛ لأن استمراريتهم في السوق كانت مرهونة تماما بنجاح أعمالهم وعلى طول فترة بقائها في دور العرض السينمائي، ولأنه لم يكن هناك بديلا آخر لمقياس نجاحهم.

يلجأ بعض الفنانين لشراء متابعيهم على Twitter


أما الآن فلم يعد شباك التذاكر هو مصدر الاعتماد الوحيد في النجاح، ولكن هناك معيار آخر كي يحقق المنتج الربح من خلاله، وهو التسويق سواء للقنوات الفضائية، أو للمواقع العارضة للأفلام بصورة قانونية، وكذلك لدور العرض خارج مصر، فلم يصبح تحقيق الإيرادات هو مسألة حياة أو موت بالنسبة للنجم أو المنتج.

كذلك لا ننسى دور الصحافة والنقد الفني في تقييم النجم أو النجمة، وأتذكر هنا الراحلة القديرة هند رستم عندما أخبرتني في يوم ما أنه كانت هناك أسماء بعينها في عالم الصحافة والنقد "تعمل لهم ألف حساب" على حد تعبيرها عندما يطرح لها أي فيلم جديد، وحتى هذا المعيار اختفى الآن، وأصبح هناك صحفيون يشترون من جيوب الفنانين بسهولة للإشادة بهم.

والدليل على ما أقوله هو أن تتابع فقط حساب أي فنان أو فنانة على مواقع التواصل الاجتماعي، وستجد أنه يندر من المقالات المنتقدة سلبا لأعماله سواء كان في السينما أو في الموسيقى، أما الأعمال المشيدة بهم إلى حد النفاق المبالغ فيه فيغنون لها "بالأحضان".

ولكن الفارق بيننا وبين هوليوود هو أن "منظومة" نجوم زمان مازال يتم تطبيقها؛ حيث أن كلا من الصحفي والنجم يدرك قيمة وأهمية الآخر، ولا يخشى الصحفي من أن ينتقد بقلمه ألمع نجوم هوليوود وأن يهاجمهم على أفعالهم الخاصة إلى حد السخرية منهم، وهو ما يخلق في النهاية جوا صحيا للعمل وللإبداع ولتفريخ مواهب حقيقية.

مواقع التواصل الاجتماعي.. أسرع وسيلة حالية بالنسبة لنجومنا لبلوغ الشهرة


أما الآن إذا سئل أي نجم عن فيلمه أو ألبومه الغنائي الجديد فلابد أن يقول لك إنه "مكّسر الدنيا"، على الرغم أن الشوارع كلها سليمة، وأنه محقق لأعلى المبيعات والإيرادات، ونادرا منهم من يعترف بأنه أساء الاختيار فنيا، ويسعى فعلا إلى تصحيح مساره الفني.

وفي النهاية لست أهاجم من كل كلامي السابق مواقع التواصل الاجتماعي، بل أعترف بأنها أصبحت تلعب دورا كبيرا في اختصار المسافة على الفنان كي يبلغ الشهرة، ولكن ما أطالب به هو أن تكون تلك الشعبية حقيقية وليست بالمال، وأن يوازن الفنان ما بين شهرته على هذه المواقع وبين أن يتحمل مسؤولية ذلك النجاح بتقديم أعمال يكسب بها احترام الجمهور، وأن يصنع بها اسما يحفظ في التاريخ.

ناقشني عبر Twitter:
/b>