نهال ناصر

Don't Look Up ... ماذا ستفعل إذا علمت أن العالم سينتهي؟

تاريخ النشر: الخميس، 23 ديسمبر، 2021 | آخر تحديث:

جينيفر لورانس وليوناردو دي كابريو

هل فكرت يوما ماذا ستفعل إذا علمت أن العالم سينتهي خلال أيام؟ كيف ستمضي لحظات حياتك الأخيرة ومع من؟ كلها أسئلة قد تفكر فيها بعد مشاهدتك فيلم Don't Look Up.

مع كل ما نعيشه في عالمنا من انتشار فيروس كورونا وموت الآلاف في كافة أنحاء العالم يوميا، يجعلك تتقبل أي فكرة تتحدث عن كارثة طبيعية قد تحدث، قصة فيلم Don't Look Up تدور حول الباحثة "كيت" جينيفر لورانس، التي تكتشف مذنبا عملاقا، وأثناء الاحتفال مع أستاذها دكتور "راندال" ليوناردو دي كابريو، يكتشفا أن المذنب الذي يصل حجمه لحجم جبل إيفرست، سيرتطم بالأرض خلال 6 أشهر.

في العادة الأفلام الأمريكية تنقل لنا صورة البطولة الخارقة وإنقاذ العالم، لكن هنا المؤلف والمخرج الحاصل على جائزة الأوسكار آدم مكاي أراد نقل الصورة الحقيقية والواقع الذي يسيطر عليه السلطة والنفوذ ويدفع الثمن في النهاية الشعوب الأبرياء.

كوميديا سوداء نعيش معها في Don't Look Up مع رحلة "كيت" وأستاذها "راندال" لإيصال صوتهما حتى يتم إنقاذ العالم من كارثة محققة، يصلا إلى البيت الأبيض لمقابلة الرئيسة "أورليان" ميريل ستريب، التي لا تبالي بأي شيء إلا بقائها على مقعد الرئاسة، لن تجد الحكومة الأمريكية توجه بأقصى سرعة لحل الأزمة، بل هنا نرى أن من يحكم لا يستحق المكانة الموجود فيها، حيث تهتم هي بتولي حبيبها منصب مهم في الدولة، وتفكر في الانتخابات المقبلة، بينما تجعل ابنها "المختل نفسيا" مسئولا مهما، لا تكترث بكل الحقائق والدلائل وتركز فقط أن "كيت" و"راندال" علماء من جامعة في إحدى الولايات الصغيرة وليسا خريجا جامعة كبرى.

أهم ما يرصده الفيلم هو تأثير الإعلام والسوشيال ميديا في توجيه الجمهور، والاهتمام دائما بأخبار المشاهير والأخبار السطحية، ففي الوقت الذي يتحدث فيه العلماء عن انتهاء الحياة على كوكب الأرض، كانت مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الصباحية تتحدث عن انفصال مغنية مشهوره عن حبيبها، ويظهر تأثير الإعلام واضحا في مشهد ظهور "كيت" و"راندال" لأول مرة في برنامج صباحي ليتحدثا عن الكارثة، ليجدا مقدما البرنامج يحاولان الضحك طوال الوقت والابتعاد عن الفكرة الأساسية بطرح أسئلة سطحية، حتى تزيد نسب المشاهدة، دون الاهتمام بالكارثة التي تنتظر الجميع.

أهم ما ميز الفيلم أداء الأبطال وتحول كل شخصية، لدينا دكتور "راندال" هو عالم ذكي في الخمسين من عمره، ليس لديه ثقة في نفسه، بمجرد وضعه في موقف صعب يتوتر ولا يستطيع التحكم في نفسه، لا يهتم بمظهره الخارجي كثيرا، أما "كيت" تبدو أكثر قوة وثقة وإن كانت خائفة من فكرة انتهاء العالم، لكنها على الأقل أكثر شجاعة من أستاذها، يتبدل كل شيء ما أن يظهر "راندال" في التليفزيون ويتحدث الجميع عن وسامته، يكتسب ثقة أكبر ويعجب بفكرة أن تكون الأضواء مسلطة عليه، تأخذه دوامه الحياة، لتتحول الشخصيات وفجأة يظهر لنا "ليوناردو دي كابريو" الوسيم الأنيق.

أما ميريل ستريب فكعادتها متألقه تظهر في شخصية المرأة غير المبالية بأي شيء سوى السلطة والمال، يهمها فقط مصلحها حتى ولو على حسب كل البشر.

تميز أيضا الإخراج في نقل صورة حقيقية، مثلا نشرة الأأخبار بكل لغات العالم، لقطات تصوير الموبايل في أحداث الشغب كأنها لقطات حقيقية.

وأنت تشاهد الفيلم ستشعر أنه ينقل صورة الواقع تحكم السلطة، ونراه في صورة رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقرر فجأة الاهتمام بما قاله دكتور "راندال" والباحثة "كيت" وتظهر أمام الجميع وتحذر العالم من خطر يواجهه، وتؤكد أنها وجنودها سيقفون أمام هذا الخطر مضحيين بأنفسهم، من أجل مصالحها الشخصية، والمال مع شخصية "بيتر" صاحب شركة "باش" الإلكترونية، الذي يتحكم في كل شيء بأمواله وأفكاره المتطورة ليسيطر على عقول الجميع.

‎

ما عاب الفيلم هو طول مدته، يتجاوز الساعتين، كان من الممكن أن يكون أقصر بقليل حتى لا تشعر بالملل، بعض المشاهد باتت مكرره أو تتوقعها، أما النهاية فكانت جيدة، أنت طوال الوقت تفكر هل فعلا سينتهي العالم أم في اللحظات الأخيرة سيتم انقاذه، وإذا كنت تضحك أثناء مشاهدتك للفيلم، فاللحظات الأخيرة كانت مؤثرة، مع فكرة التقرب إلى الله في اللحظات الصعبة والأخيرة من الحياة لن تفكر في المال ستفكر فيما لم تفعله في التقرب إلى الله والدعاء.

لا يفوتك: ماجد الكدواني عن "بره المنهج": كنت باكل وأشرب وأنام مع الشخصية وهذه تفاصيل شخصيتي في "وقفة رجالة 2"