هايدي محمد.. التعاطف ضار جدا بالطفلة

تاريخ النشر: الأحد، 19 يناير، 2020 | آخر تحديث:
هايدي محمد

تحولت الطفلة المصرية هايدي محمد متسابقة برنامج "The Voice Kids" إلى واحدة من أكثر الشخصيات التي يتداول الجمهور سيرتها عقب خروجها من منافسات البرنامج المخصص للأطفال.

حالة من الغضب انتابت عدد من المشاهدين بسبب عدم اختيار هايدي ضمن فرق المدربين الثلاثة، وهو قرار فني يحق للمدربين اتخاذه، كما يحق للجمهور الاختلاف معه، كونه لا ينكر موهبة هايدي محمد التي وصلت بسببها إلى الغناء على مسرح برنامج اكتشاف المواهب الصغيرة.

اقرأ أيضا- القصة الكاملة لهايدي محمد متسابقة برنامج The Voice Kids

كانت هايدي محمد موفقة خلال مشاركتها في The Voice Kids؛ لم تظهر بشكل محرج أو تتلعثم على المسرح أو تغني بشكل سيء، بل العكس، فهي حصدت إشادة المدربين والجمهور المتواجد في الاستوديو، وعند عرض الحلقة حصلت على إعجاب المشاهدين، حتى أن القائمين على البرنامج وضعوا مقطع مشاركتها على Youtube وهو أمر غير معتاد، حيث يتم نشر مقاطع الأطفال المنضمين إلى الفرق فقط، لكن التعليقات السلبية دفعت إدارة البرنامج إلى التراجع وحذف الفيديو.

استنكار المشاهدين عدم اختيار هايدي محمد ضمن إحدى فرق المدربين الثلاثة، ينبع من شعور التعاطف مع الطفلة التي جاءت من أقاليم مصر لتقدم موهبتها في برنامج، وهو إحساس طيب تجاه طفلة موهوبة، لكن لا يجب يتمادى البعض ليتحول الأمر إلى حنق يشبه ما يفعله بعض أولياء الأمور الذين يصبوا جام غضبهم على المحيطين بهم عند عدم اختيار ابنائهم للمشاركة في فريق رياضي أو مسابقة تنافسية، من منطلق أن "ابني أذكى وأشطر واحد في أصحابه".

اقرأ أيضا- استمع لأغنية هايدي محمد متسابقة The Voice Kids المثيرة للجدل

تصريحات والدة الطفلة تشير إلى دخولها في حالة اكتئاب عقب توديع البرنامج، كما أنها كادت أن تفقد النطق حزنًا على عدم اختيارها ضمن فرق حماقي وعاصي ونانسي، فيما تشعر الأسرة بخيبة الأمل والإحباط والحاجة إلى وجود دعم ومساندة إعلامية لموهبة ابنتهم، وهو ما يشير إلى تعرض الطفلة للضغوط بواسطة المحيطين بها، من أجل تحقيق النجاح والشهرة السريعة وما يرتبط بهما، دون مراعاة لصغر سنها، إلى جانب منحها شعور الضحية المظلومة، في حين أن الظلم الوحيد الواقع عليها هو ما تتعرض له حاليًا.

مشاركة هايدي محمد وأي طفل آخر في برامج اكتشاف المواهب يجب أن لا تكون محور أحلامهم الصغيرة، عقول الأطفال لا تعرف فكرة المنافسة والتسابق من أجل القمة، هم فقط يرغبوا في إبراز مواهبهم وأن يخبرهم أحد أنهم يجيدوا تلك المواهب، واهتمام الجمهور والمشاهدين بموهبة هايدي محمد، دليل على تحقيق مشاركتها بالبرنامج لنجاح كبير، يجب أن تغلفه السعادة بما فعلته الطفلة المصرية ذات الموهبة اليافعة، ولا يجب أن يكون رد الفعل بتلك السلبية التي شهدناها منذ عرض الحلقة.

ما يحدث يضر بموهبة هايدي ولن يفيدها بشيء، فهي طفلة موهوبة تخطو بخطى صغيرة نحو بداية ظهور موهبتها للجمهور، وهو ما تحقق بالفعل بعد وصولها إلى مرحلة العروض المباشرة في برنامج "The Voice Kids" وغنائها أمام محمد حماقي ونانسي عجرم وعاصي الحلاني، الذين أشادوا بها واحتفوا بموهبتها رغم عدم اختيارهم لها، وأفضل دعم لها في الفترة الحالية هو تشجيعها على الاستمتاع بفعل ما تحب دون ضغوط أو وضع طموحات وأحلام أكبر من سنها وطاقتها، حتى لا تنطفيء سريعًا، ولكم مثال في عشرات المتسابقين الذين ظهروا في برامج اكتشاف المواهب واختفوا سريعًا كما ظهروا.

اقرأ أيضًا:
خاص - والدة هايدي محمد تروي كواليس الاستبعاد من The Voice Kids