FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الخميس، 28 نوفمبر، 2019 | آخر تحديث:
الحالمات بالمدن

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

أربع نساء مهندسات تخطيط عمراني هن فيليس لامبرت، ودنيس سكوت براون، وكورنيليا هان أوبرلاندر، وبلانش ليمكو فان جينكل - اللاتي يعتبرن رائدات فى مجال العمارة على مدى أكثر من ستين عامًا من الخبرة - فهن يعملن ويراقبن ويفكرن في التحولات التي تشكل مدن كل يوم على مدار سبعين عاماً.

الفيلم مستوحى من الخيط الذي يربط هؤلاء النساء الأربع، وهو اشتراكهن فى مهنة واحدة هى الهندسة والتخطيط المعماري، وحلمهم بمدينة لها أصول حضارية إنسانية فى ذات الوقت.

قد لا تكون النساء الأربع: فيليس لامبرت، بلانش ليمكو فان جينكل، وكورنيليا هان أوبرلاندر، ودنيس سكوت براون - أسماء لمجرد نساء عاديات ولكنهن نساء حققت كل منهن ذاتها - فمن يعمل فى مجال الهندسة المعمارية قد يعلم أنهن من أشهر وأفضل مهندسات التخطيط والعمارة، حيث إنهن تركن بصمة في العديد من المدن في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا.

الفيلم هو استكشاف لطبيعة المدن من خلال عيون هؤلاء المهندسات من خلال عدة حوارات مع كل منهن، تتخللها تأملات بصرية حول حياة المدينة وصور من منازلهن في مونتريال وفانكوفر وفيلادلفيا وتورونتو، حيث يتيح لهن المخرج سرد قصصهن الخاصة، ودعم تلك القصص بالرسومات والنماذج المعمارية.


يتميز الفيلم باحتوائه على العديد من اللقطات الأرشيفية الواقعية، وكيف كان شكل عدة مدن فى الماضي، ثم قمن بأفكارهن المعمارية بتجديدها، ونرى كيف أصبح شكل تلك المدن مبهراً الآن. وكذلك هناك الصور الفوتوغرافية لكل منهن عبر الزمن منذ الشباب وحتى الشيخوخة، ونرى تكريم كل واحدة منهن فى العديد من المناسبات والحصول على جوائز عن أعمالهن الناجحة جدا، علاوة على عدة مقابلات معهن للحديث عن أنفسهن منذ الطفولة ومرحلة الدراسة ثم الزواج ووقوف زوج كل منهن وراء زوجته مشجعاً لها، وتصوير المواقع التى قمن بالعمل على أرضها، مما يعطي الفيلم عمقاً وثراء. نرى كيف أنهن كن يتجولن فى عدة مدن فى أنحاء العالم ويقمن بالتخزين فى الذاكرة لاختلاف طبيعة كل مدينة، ثم تقوم كل واحدة بابتكار شكل معماري جديد.

التصوير فى الفيلم رائع، فهو يظهر المناظر الطبيعية فى القرى مقابل المباني الشاهقة فى المدن، والفارق الشاسع بينهما والذى يؤثر على طبيعة البشر أنفسهم، وكيف أنهن قمن بتغيير شكل العديد من هذه القرى، وأصبحت مدينة ذات كباري ومبانٍ عالية، بل إنهن اهتممن حتى بالنواحي الترفيهية وقمن بتصميم وبناء مدينة ملاهٍ للأطفال.

علاوة على أنهن يبحثن أيضاً عن الشكل الجمالي، فقد وقفت إحداهن ترفع لافتة فى شبابها لوقف العدوان على المباني القديمة التاريخية، وقمن بحملة ترميم لتلك المباني، وحافظن عليها فى أجمل صورة.

إن الهدف الأساسي لكل منهن هو كيف تحقق المرأة ذاتها فى العمل، وكذلك نشر مفهوم أن المدينة لا يجب أن تكون مجرد مبانٍ عالية للحصول على أكبر قدر من المال لبيع الشقق، ولكن لابد أن تكون مكانا صحيا ولوحة جميلة لمنظر طبيعي، ترتاح عند مشاهدته وتشتاق للعيش داخله.

اقرأ أيضا:

Lunana: A Yak in the Classroom... خرج ولم يعد وبقى فى لونانا بالهملايا

"أنا فاوست"... سيمفونية نفس معذبة