Papillon
"كانت ضربة قاصمة، إلى درجة أني لم أصح منها إلا بعد ثلاثة عشر عاما. والحقيقة أنها لم تكن ضربة عادية، فقد تألب على تسديدها إلي الكثيرون"... بهذه الكلمات بدأ الكاتب هنري شرايير رواية "الفراشة" التي يسرد من خلالها معاناته داخل مستعمرة السجون الفرنسية الشهيرة في جيانا، ومحاولات هروبه المستمرة من أجل النجاة بحياته ونيل حريته.
الرواية الصادرة في أواخر ستينيات القرن الماضي، تعد واحدة من أكثر الروايات مبيعا في مختلف أنحاء العالم، وقد تم تحويلها إلى فيلم يحمل اسم Papillon أخرجه فرانكلين شافنر في عام 1973، من بطولة ستيف ماكوين في دور "هنري شرايير/بابيون"، وداستن هوفمان في دور "لويس دييجا".
وبعد مرور حوالي 45 عامًا على الفيلم الأصلي، تم إنتاج عمل سينمائي جديد يعيد تناول نفس القصة من إخراج مايكل نوير. ووقع الاختيار على الممثلين تشارلي هونام ورامي مالك لتجسيد دوري البطولة. عُرض الفيلم الأخير ضمن فعاليات الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائي، المقامة في الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر الجاري.

القصة الأساسية
تدور أحداث النسختين في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، في باريس، حول هنري شرايير الذي يدخل السجن مدانا في قضية قتل لم يرتكبها، ثم يتم إرساله إلى مستعمرة السجون غير الأدمية ليقضي فترة عقوبته. هناك يتعرف على لويس دييجا، المزور الشهير الذي يمتلك الكثير من الأموال لكنه في حاجة إلى من يحميه حتى يطلق سراحه.
يتفق شرايير، الملقب بـ"فراشة"، مع دييجا على توفير الحماية له مقابل الحصول على أموال تساعده على الهروب. تدفعهما حياة السجن الصعبة إلى تكوين رابطة صداقة قوية، ويحاولان الفرار معا أكثر من مرة، لكن مع كل محاولة فاشلة يكون العقاب قاسيا للغاية، تحديدا على شرايير. مع ذلك، لا ينجح السجانون في كسر عزيمته، بل يظل متشبثا بأمل النجاة رغم كل شيء.
فروق بين النسختين
الاختلافات بين النسختين من حيث تناول القصة وطريقة سردها، قليلة جدا، لكن بشكل عام فإن النسخة الجديدة حاولت التركيز على علاقة الصداقة القوية التي جمعت بين السجينين أكثر من النسخة الأصلية التي اهتمت برحلة شرايير على مدار السنوات، وصموده في وجه كل محاولات قتل الإرادة والتعذيب النفسي والجسدي. مع ذلك، هناك بعض الملاحظات التي يمكن ذكرها لتوضيح التباين في العرض.
على عكس الفيلم الأصلي الذي انطلقت أحداثه من دخول شرايير للسجن، فإن فيلم مايكل نوير يعطينا لمحة عن حياته قبل الوصول إلى المستعمرة. إذ كان يسرق الخزائن ذات المحتويات الثمينة لصالح أحد رجال العصابات، لكن نظرا لأنه كان يخفي جزءًا من المسروقات لصالحه، تم توريطه في قضية قتل قواد وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
الفرق الأوضح بين النسختين تجلى مع تناول محاولة الهروب الثانية، التي خطط لها شرايير ودييجا بمساعدة سجينين أخريين. فقد حاولت النسخة الأصلية أن تكون أقرب لما كتبه شرايير في روايته، حول فراره مع اثنين فقط من السجناء، وحصولهم على قارب من قبل مجموعة من المجذومين، ثم تمكنه من الفرار بمفرده بعد القبض علي صديقيه، وعيشه مع مجموعة من السكان الأصليين لعدة أشهر.
فيما، اختصرت النسخة الجديدة محاولة الهروب دون التطرق إلى أرض المجزومين أو التركيز على فترة الإقامة مع إحدى القبائل. في المقابل، تم إضافة بعض التفاصيل للكشف عن مدى قوة علاقة الصداقة بين شرايير ودييجا. إذ تتعرض المجموعة إلى عاصفة في وسط البحر، ويحاول أحد السجينين أن يتخلص من دييجا ذي الساق المكسورة ليخفف الحمل، فيدافع عنه صديقه.

أيهما أفضل؟
بالطبع لكل عمل سينمائي سمات وظروف صناعة خاصة تميزه عن غيره، لكن المقارنة تصبح أمرا منطقيا عند التعرض إلى فيلمين يتناولان نفس القصة. وقد انقسمت آراء النقاد حول فيلمي Papillon، خاصة وأن لكل منهما حالة مختلفة يرغب في توصيلها للجمهور.
يؤكد الناقد جاريد مبارك، في The Film Stage، أن النسخة الحديثة تفوق على النسخة الصادرة عام 1973، وذلك لأنها أكثر إنسانية وقدرة على تفهم المحن والصعوبات داخل السجن. فقد ركزت على الصداقة التي جمعت بين البطلين، فظهرت أشبه بقصة حب أفلاطونية تتطور وتزداد عمقا مع التعرض لمواقف أصعب وأخطر باستمرار. فيما يرى أن فيلم فرانكلين شافنر ركز فقط على جانب المغامرة أكثر من أي شيء آخر. وبالتالي كانت النتيجة فيلم أجوف مستوحى من أحدث حقيقية.
يخالفه الرأي الناقد جوردون منتزر، في The Hollywood Reporter، الذي يرى أن النسخة الأصلية تعتبر من كلاسيكيات هوليوود. فقد صنع شافنر فيلما طويلا قاسيا حافلا بالمواقف البطولية الشجاعة، والحوارات القليلة، والمشاهد المؤثرة لرجال يعانون في الغابات النائية. وبالتالي، جعل المشاهد يغرق في أهوال المستعمرة الفرنسية التي شهدت تكوين علاقات إنسانية في أسوأ الظروف دون التخلي عن الأمل.على عكس فيلم نوير الذي حاول خلق نفس الحالة دون الوصول إلى نفس النتيجة المرجوة. فأصبح لديه المكونات الأساسية لكنه لم ينجح في تقديم شيء جديد يجذب الانتباه.
على جانب آخر، اتفق كل من الناقد تيم جريرسون في Screen International، والناقدة مانوهلا دارجيس في The New York Times، على أن النسخة الأصلية ليست أفضل من الجديدة، وإنما اكتسبت أهميتها بفعل الزمن والممثلين المشاركين بها فقط، واجتمعا على أن بناء الشخصيات في النسخة الجديدة أفضل، لكن مشكلة النسخة الأحدث تكمن في التصوير الذي لا يعبر بصورة جيدة عن حالة الفيلم، ولا يتضمن تكوينات تعلق في الذاكرة لمدة طظويلة.
اقرأ أيضًا:
كيف سرد فيلم Bohemian Rapsody حكاية فريدي ميركوري وفرقة Queen؟ انفصال درامي وتجاهل الميول الجنسية
حكاية رامي مالك المتحفظ وفريدي الصاخب.. ما لا تعرفه عن كواليس فيلم Bohemian Rahpsody
أروى جودة تكشف تفاصيل حفل زفافها: هنعمل فرح صغير في إيطاليا ... الفرح الكبير والزقططة في مصر
خالد الكمار يكشف سرا عن موسيقى "كارثة طبيعية": المزيكا بيغنيها جيش من الاطفال وبيترد عليهم بصويت الأم
تعرف على مواعيد بث النسخة الكاملة لفعاليات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
رمضان 2026 - إيهاب فهمي يتعاقد على المشاركة في مسلسل "السرايا الصفرا"
#رمضان_2026 - علي صبحي يشارك سلمي أبو ضيف في مسلسل "عرض وطلب"
أحمد سعد يخوض تجربة البطولة السينمائية في 2026
مجلة "إندي واير" العالمية تشيد بفيلم "هابي بيرث داي": لديه فرصة قوية في "الأوسكار"
طرح البوستر الرسمي لمسلسل "ميدتيرم" بطولة ياسمينا العبد
16 فيلما من العالم العربي وآسيا وأفريقيا تتنافس على جوائز "اليُسر" في مهرجان البحر الأحمر
أفلام من السعودية ومصر وفلسطين ... "البحر الأحمر" يعلن أفلام برنامجي "روائع عربية" و"روائع عالمية" بدورته الخامسة
"أضعف خلقه" يعيد أحمد حلمي للسينما بعد غياب 3 سنوات بمشاركة هند صبري
عروض خاصة لـ"صراط" و"صوت هند رجب" في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
أمير المصري يفتتح مهرجان البحر الأحمر السينمائي بـ"Giant" وينافس بـ"القصص" في المسابقة الرسمية
السادة الأفاضل ... كوميدية سوداء تطرح مجتمعاً بلا أقنعة
صور - أسما إبراهيم تمثل الإعلام المصري في قمة "فوربس" ... وتدير ندوة حول تمكين المرأة ودور الإعلام
فيديو - أحمد سعد يثير حيرة جمهوره برفقة رنا رئيس وإنجي كيوان وهاجر السراج وبسنت أبو باشا بفساتين الزفاف
محمد السعدي المشرف العام على احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير: بعتذر عن أخطاء كان لازم نوضحها
بيومي فؤاد: اعتذرت لأحمد العوضي عن عدم المشاركة في "علي كلاي"
رئيس إذاعة القرآن الكريم يكشف كيف تحولت المحطة إلى إذاعة أغاني
مايسترو إيمان جنيدي: مشاركتي في افتتاح المتحف المصري الكبير كانت شرفًا لا يُنسى ... ملحمة ستُخلد في التاريخ
مصطفى قمر يطرح ثالث أغاني ألبومه بعنوان "حبيت"
منذ يومين
عمر كمال يطرح "اتغيرتي ومشيتي" أولى أغنيات ألبومه الجديد "رهان كسبان"
منذ يومين
"قفلوا الكاميرات لما وقفت عدل" … تعليق رحمة أحمد على فتحة فستان ياسمين رحمي في الجونة
منذ يومين
إليسا تغني "متخذلنيش" الأغنية الدعائية لفيلم "السلم والثعبان 2"
منذ 3 أيام