غادر قبل قليل جثمان الفنان الكبير فاروق الفيشاوي ميدان مصطفي محمود بالمهندسين في طريقه إلى مدافن أسرته بالمنوفية، على هامش الحدث يمكن أن نخرج بالعديد من الملاحظات .
- في نفس المكان، مسجد مصطفي محمود غطيت جنازة الراحل أحمد زكي (مارس 2005)، الزحام لم يختلف كثيرا لكن الفوضى زادت عن الحد بسبب السوق الشعبي الذي بات مستقرا أمام الجمعية الخيرية، في رأيي أن المسجد لم يعد صالحا لخروج جنازات المشاهير ويجب عدم اللجوء له مستقبلا إلى حين عودة المكان برمته لما كان عليه قبل 10 سنوات.
- أحمد الفيشاوي ينفعل على الصحفيين والجمهور في الخارج، وينهار بكاءا بجوار جثمان والده داخل المسجد، الفيشاوي الابن لم يخطئ في انفعاله، فكثيرون لا يفرقون بين واجب التواجد وحقوق صاحب الحدث ونتمنى أن يخرج العزاء يوم الأحد المقبل بدون أزمات .
خاص- انفعال أحمد الفيشاوي وزوجته على الحضور لتسهيل دخول الجثمان
- للفيشاوي الراحل زيجات وعلاقات نسائية هو نفسه كان يعلنها دون خجل، لكن في جنازته اتجهت الأعين للسيدة الأولى والأخيرة في حياته أم ولديه الفنانة سمية الألفى والتي ظلت إلى جواره حتى النفس الأخير.
- رغم تقدمه في السن، رغم وفاة زوجته قبل أيام والمجهود الكبير الذي رأيناه في الجنازة ثم العزاء، كان الفنان القدير رشوان توفيق من أوائل الجالسين في صحن المسجد انتظارا لفاروق الفيشاوي، هذا الرجل يجب أن يكون مثلا يحتذى به أي يقول الناس لبعضهم البعض لازم نلتزم بالأصول زي ما اتعلمنا من رشوان توفيق.
- نشاهده في الصور موجودا في كل الجنازات بصفته الرسمية، نقيبا للممثلين، لكن الواقع يؤكد أن وجود د.أشرف زكي لا يكن أبدا بروتوكوليا، خصوصا ظهر اليوم الخميس حيث استطاع بأداء حازم السيطرة على الزحام داخل المسجد وردع من تسول له نفسه تصوير الجثمان.
- يعلم الصحفيون جيدا، أن النجوم يقدمون واجب العزاء بكثافة، لكن وجودهم يتراجع في الجنازات بسبب الزحام وكونها تقام عادة في وقت مبكر من اليوم، الأمر يختلف عندما يكون الراحل من الأعزاء بحق، وهو ما تحقق اليوم في جنازة فاروق الفيشاوي، وجود مكثف، ملامح حزينة، دموع لا تتوقف، كلها دلائل على قوة علاقة الراحل بالمشيعين، علاقة نادرا ما تسجلها الكاميرات في حياة المتوفي، مواقف ولفتات يقوم بها النجم الراحل ويردها المشيعون لحظة الرحيل، بالتالي من ذهبوا اليوم لمسجد مصطفي محمود، هذا الكم من النجوم، لم يأتي لأن الفيشاوي فنان كبير ونجله فنان زميل، وإنما لأنه بالفعل عزيز على قلوبهم.
النجوم في جنازة فاروق الفيشاوي
- الفجوة تزداد بين الأجيال الثلاثة من مصوري وصحفيي الفن، الجيل الأكبر لم يعد يحتاج للتغطية ويأتي كمشارك ومعزي بحكم الصداقة، ويمدنا بالمعلومات بشكل مهني ومحترم، الجيل الأوسط لازال يعرف أين يقف ومتى يقترب وأي صورة تصلح للنشر، فيما جيل محرري السوشيال ميديا – مع كل التقدير- يصور أولا ثم يسأل عن أسماء الفنانين !!
البسطاء لازالوا يتعاملون على سجيتهم مع هذه الأحداث، بعضهم يثير الدهشة ومنهم من يثير الغيظ، مثلا، أثناء خروج الفنانين من المسجد ورغم الحر والزحام والحزن، سيدتان بسيطتان تجلسان على الأرض لبيع بعض الأشياء البسيطة، أطلقا ضحكة عالية لأن محمد هنيدي مر من أمامهما (!!) فيما استوقفني آخر ليسألني مستنكرا " شفت الحلق في ودن أحمد الفيشاوي؟" .. لحظتها تمنيت أن يخرج لي من فيلم "عسل أسود" الفنان طارق الأمير ليرد بجملته الشهيرة " وإنت مالك أمك؟".
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر اضغط هنا
اقرأ أيضا:
بالصور- انهيار هنادي مهنى في جنازة فاروق الفيشاوي
تعرف على موعد عزاء فاروق الفيشاوي