تصوير: هاني عبد ربه
كان الكل يتوقع ألا يفوت منير حفله الذي أقامه مؤخرا بمسرح الساحة بدار الأبرا المصرية، لصالح شهداء حادث "الدويقة"، دون تأبين صديقه المخرج الراحل يوسف شاهين، وهو ما فعله منير عندما افتتح حفله لأول مرة بأغنية "حدوتة مصرية".
كعادة حفلات منير، احتشد أكثر من ثمانية آلاف من عشاق "الملك" بساحة الأوبرا قبل الحفل بساعات، وفوجئوا بتواجد منير علي المسرح مبكرا، في تمام الحادية عشر والنصف، ولم يستطع إخفاء نبرة الحزن في صوته وأدائه وهو يفتتح حفله بأغنية "حدوتة مصرية" التي قدمها مع الراحل يوسف شاهين في فيلم حمل نفس العنوان.
بعد انتهائه من "حدوتة مصرية" قال لجمهوره: "كان لابد أن أعلن حدادي على "جو" بطريقتي، لو فات على وفاته شهور، فهي طريقتي الخاصة لإعلاني عن فقداني شخص عزيز علي قلبي .. الله يرحمك يا شاهين".
وأثناء تابينه لشاهين، كانت دار الأوبرا تقدم التحية لمحمد منير ببث صورته على شاشات البلازما الضخمة وكتبت عليها "منير في قلب مصر"، بعد موافقته على تخصيص دخل الحفل لشهداء حادث "الدويقة"، وبدوره شكر منير الحضور وتواجدهم في هذه الليلة ليس فقط للاستماع إليه بل لأنهم ساهموا أيضا في التبرع ولو بجزء ضئيل لجمعية الهلال الأحمر لصالح منكوبي منطقة "الدويقة".
ثم أكمل منير حفله، وكانت الأغنية التالية "ياعيني علي الولد" وسط تفاعل شديد من الجمهور الذي أخذ يرددها معه بانسجام.
فجأة توقف منير ووجهه كلامه للرجال والشباب المتواجدين في الحفل قائلا: "لاحظت شيئا لم يستطع الإعلام ولا الصحافة ولا التليفزيون ولا الحكومة أن تغيره، وهو سلوك الشباب الذين يقفون على النواصي يعاكسون الفتيات، وأذكر أنني كنت شوف نخوة الشباب الواقفين على الناصية عندما يجدون فتاة تمشي في الشارع وهناك من يعاكسها، وكانوا يتدخلون لحمايتها، ولكن الآن لا يحدث هذا، لذلك أطلب من جمهور منير الذي يحب منير أن نحافظ على بنت بلدنا، ونحافظ علي النخوة والرجولة، وأنا لا أقول هذا حتي لا يعتبرني أحد مصلح اجتماعي، ولكن ما يحدث في بلدنا شيء لم يكن يحدث من قبل، وهو مايحزنني، فأرجوكم حافظوا على بنت بلدكم". ثم قدم أغنية "بنات" وبعد انتهاء الأغنية قال لجمهوره "هل وصلت لكم الرسالة"، فردوا عليه "وصلت يا ملك".
استرسل منير قائلا: "عندما تكون البنت لطيفة وأنت بتحبها ممكن تعاكسها وتقرب منها، وأنا يا جماعة باحب واحدة أرادت أن تقف معي على المسرح الليلة، فاسمحوا لي أن أرحب بضيفتي الجميلة جدا جدا واللطيفة جدا جدا ... الفنانة لطيفة"، وقام الجمهور بتحيتها وقدما معا أغنية "تحت الياسمينة" من التراث التونسي.
قالت لطيفة إنها سعيدة بالتواجد مع الكينج منير على المسرح، وأوضحت مدي حبها له ولأغانيها ثم طلب الجمهور منها أن تغني أغنية جمال بخيت من فيلم سكوت حنصور "المصري" وشاركها منير بغنائها ثم عادت لتقف بين الجمهور مرة أخرى.
قدم منير تحية إلى الدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا، وقدم منير عددا من أغانيه منها "يونس" و"الشوق" و"شيكولاتة" و"شمندورة" و"أبو الطاقية" و"غريبة" و"كان فاضل" و"شبابيك" و"أحمد شفايف" و"علموني عينيكي" و"مساكن شعبية"، ولأول مرة منير ينهي حفله بشكل مختلف حيث وقف وقال للجمهور "أحنا خلصنا كده" فطلب منه الجمهور أن يغني مرة أخرى فقال لهم: "أنا وأصدقائي من الفنانين منذ فترة ونحن نتناقش في موضوع وهو لماذا ينهي عدد من الفنانين حفلاتهم بسرعة فكان الرد لأن الجمهور لا يطلبنا مرة أخرى ولذلك أرى أنه من المفروض أن يكون قرار انتهاء الحفلة بيد الجمهور وليس الفنان".
من هنا طالبه الجمهور بالغناء مرة أخرى فقدم منير مجموعة أخرى من أغانيه وسط تصفيق حاد من جمهوره.