ينطلق اليوم الأربعاء 29 أغسطس، حفل افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ75، على شاطئ الليدو بمدينة فينيسيا الإيطالية، وسط حضور عدد كبير من نجوم السينما العالمية.
وكعادة المهرجان في السنوات الأخيرة، وقع الاختيار على فيلم أمريكي لافتتاح الدورة الجديدة. فمن المقرر عرض أحدث أفلام المخرج داميان شازيل First Man، الذي يرصد الأحداث الحقيقية التي وقعت في الفترة بين 1961 و1969، حينما كلفت وكالة ناسا نيل آرمسترونج، بمهمة الهبوط على سطح القمر، والتي تعد واحدة من أخطر البعثات الفضائية في التاريخ. ويعرض أهم التضحيات التي قدمها آرمسترونج من أجل بلده وأيضًا تأثير وتكلفة هذه الرحلة على أمريكا.
يشار إلى أن هذا الفيلم يعتبر ثاني عمل سينمائي من إخراج شازيل يفتتح المهرجان بعد La La Land عام 2016.
دورة استثنائية
تعتبر هذه الدورة ذات الرقم المميز حافلة بالأعمال المرتقبة المتنوعة سواء في المسابقة الرسمية مثل The Ballad of Buster Scruggs للأخوين كوين، وThe Favourite ليورجوس لانثيموس، وSuspiria للوكا جواداجنينو، وPeterloo لمايك لي، أو خارج المسابقة مثل The Other Side of the Wind للراحل أروسن ويلز، الذي تولت شبكة Netflix استكماله وتجهيزه للعرض السينمائي.
إلى جانب مسابقة آفاق التي تتضمن قائمتها فيلمين عربيين هما The Day I Lost My Shadow أو "يوم أضعت ظلي" للمخرجة السورية سؤدد كعدان وفيلم Tel Aviv On Fire أو "تل أبيب تحترق" للمخرج الفلسطيني سامح الزعبي.
يتحدث ألبيرتو بربرا، مدير المهرجان، لمجلة Screen International، عن التنوع في برنامج هذه الدورة، قائلا: "من النادر جداً أن يكون لدينا هذا الكم من الأفلام الجيدة القادمة من بلدان مختلفة في نفس الوقت".
يضيف بحماسة "هذا أمر استثنائي، يحدث مرة واحدة كل عقد".
فينسيا ينتصر لـNetflix
صحيح أن أفلام شركة Netflix غابت عن الريفيرا الفرنسية، إلا أنها تلقى ترحيبا واسعا على شاطئ الليدو.
فقد اتخذت إدارة مهرجان كان السينمائي عدة قرارات تنظيمية قبل انطلاق الدور الـ71 في مايو الماضي، من بينها استبعاد جميع الأفلام التي لن تطرح في دور السينما الفرنسية من المسابقة الرسمية. وردًا على القرار، أعلنت شركة Netflix عدم مشاركة أفلامها في المسابقات والبرامج الأخرى للمهرجان.
في المقابل، تشارك الشركة الأمريكية بـ6 أفلام متنوعة بين الروائي والوثائقي في الدورة الـ75 لمهرجان فينسيا السينمائي هي؛ Roma و22 July وThe Ballad Of Buster Scruggs وThe Other Side Of The Wind وThey’ll Love Me When I’m Dead وOn My Skin.
يؤكد مدير المهرجان الأقدم بين المهرجانات السينمائية في العالم أنه بعد الخلافات بين Netflix وكان السينمائي، قررت إدارة مهرجان فينسيا الاستفادة من الأمر والحصول على حق العرض الأول لهذه الأفلام، خصوصا فيلم أورسون ويلز الذي تم تتبعه منذ الإعلان عن نية تجميع المواد المصورة وتنسيقها.
مع ذلك، تعرض المهرجان ومديره لهجوم حاد من قبل المنتجين والموزعين الإيطاليين بسبب فيلم On My Skin تحديدا الذي سيعرض يوم 12 سبتمبر في عدد من دور العرض الإيطالية ويطرح على موقع الشركة الأمريكية في وقت نفسه، معتبرين أن هذا يضر سوق التوزيع.
يرد بريرا على هذا الأمر قائلا: "في رأيي الشخصي؛ هذا هو المستقبل. علينا مواجهة الحقيقة والاعتراف بأن السوق تغير تماما. أفضل تجربة لمشاهدة فيلم هي في دار السينما مع جمهور، لا شك في ذلك. لكن أعتقد أيضًا أنه من المستحيل التمسك بهذا الموقف المحافظ أمام كافة المنصات الجديدة المتاحة في السوق".
تحدي كبير في فينسيا
يضم برنامج المهرجان أسماء كبيرة في عالم الإخراج السينمائي، جنبا إلى جنب مع صناع أفلام لا يتمتعون بشهرة كبيرة ويخوضون التحدي بأعمالهم الأولى أو الثانية على الأكثر.
وفي الوقت الذي يخشى فيه البعض من المنافسة التي قد تطحن التجارب الجديدة، يطمئن ألبيرتو بربرا الجميع مؤكدا أن فينسيا كان دوما مهرجان اكتشاف المواهب.
ويشير إلى وجود مخرجين جدد يتوقع إعجاب رواد المهرجان بأفلامهم؛ مثل في المسابقة الرسمية تشارك جينيفر كينت بفيلمها الثاني The Nightingale، وجونزالو توبال الذي ينافس على جائزة الأسد الذهبي بفيلم The Accused. إلى جانب الـ8 أفلام المشاركة في مسابقة آفاق وتعتبر الأعمال الأولى لمخرجيها.
اقرأ أيضًا:
قائمة الأفلام المشاركة بمهرجان فينيسيا السينمائي.. داميان شازيل وبرادلي كوبر وغيرهم