ميدوسا.. كيف تحول الوحش لرمز للناجيات وعلامة للموضة والجمال؟

مي جودة | فى شرطة الموضة

ميدوسا

الأربعاء , 31 أغسطس 2022 - 01:08 | اخر تحديث: الأربعاء , 31 أغسطس 2022 - 11:08

ليس كل ما تراه عينيك قبيحا هذه حقيقته، فربما كان شديد الجمال حتى أصيب بلعنة جماله، كما حدث مع ميدوسا التي تربعت صورتها على عرش التريند منذ أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

سيدة بشعر من الثعابين وعينين جاحظتين، فكيف لها أن تكون يوما ما جميلة الجميلات؟ نعم قد كانت! وأصيبت بلعنتها، فكيف حدث ذلك.

ميدوسا

من هي ميدوسا؟

يُحكى أنه في قديم الزمان، في الأساطير الأغريقية، كانت تتواجد فتاة شديدة الجمال، من ينظر إليها مرة لا يستطيع إبعاد عينه عنها، هي ميدوسا، الكاهنة في معبد أثينا، إله الحكمة والحب والحرب، كان لميدوسا شقيقتين هما سثينو وإوريال، لكنها هي الوحيدة بينهما الفانية.

كيف تحولت الجميلة لوحش مرعب؟

ميدوسا

تقول الأسطورة أن هناك 3 روايات عن تحول ميدوسا إلى "جرجون" أو وحش مخيف ومرعب، الأولى: ميدوسا قالت أنها أجمل من أثينا، مما أثار ضيقها وغيرتها، فحولتها لوحش ونفتها.

والثانية: هي أن ميدوسا قالت أن شعرها أجمل من شعر أثينا، ولذلك اصابته اللعنة وتحول لثعابين.

والثالثة: هي الأقرب للتصديق في العصر الحديث، وهي أن ميدوسا تعرضت للاغتصاب على يد بوسيدون، إله البحر الآخر، وعندما وصل الأمر لأثينا ثار غضبها ونفت ميدوسا وشقيقاتها لعالم جورجون، حيث لا تصله شمس ولا قمر.

ولم يتوقف العقاب على النفي فقط، بل تحولت ميدوسا وشقيقاتها إلى وحوش، وتحول شعر ميدوسا إلى ثعابين، وكعقاب آخر أصبح كل من ينظر إلى عينيها يتحول إلى حجارةٍ بالية، رغم العقاب الذي وقع على ميدوسا إلا أنها لم تلقِ بالاً له ومارست حياتها بشكلٍ طبيعي، وهذا ما أثار غضب أثينا، فأمرت بقتلها.

View this post on Instagram

A post shared by Mai Guda (@maigouda)

خطة أثينا لقتل ميدوسا

ميدوسا

لم يكن قتل ميدوسا بكل شرها وقوتها سهلا على أثينا وباقي الآلهة، فأرسلت لها "بيرسيوس" إله البحر لقتلها، واستلزم خطة محكمة لذلك، فكان في البداية عليه توفير سلاح قوي وحاد يمكنه من قتلها بضربة واحدة، وليصل لعالم الجرجون، كان عليه ارتداء حذاء هرمز ليمكنه من الطيران، وارتدى خوذة "حادس" إله الظلام كي لا يراه أحد، وأخيرا حقيبة كبيرة لحمل رأسها فيها دون أن تنظر له وتحوله لحجر.

وتمكن بالفعل "بيرسيوس" من قتل ميدوسا، وعلق رأسها على درع وأرسله لأثينا.

ميدوسا

لماذا عادت ميدوسا لتتصدر التريند؟

تناول كارل يانج مؤسس علم النفس التحليلي في كتبه ما يسمى بـ"تأثير ميدوسا"، وهو ظاهرة من التحجر النفسي تحدث عندما يواجه المريض موقفًا لا لا يحسد عليه.

وبما أن قصة ميدوسا تجسد كل ما تمر به الناجيات من الاعتداءات، من ظلم على يد السلطة الأبوية أو الذكورية في المجتمعات المختلفة إلى العقاب بعد سلب إرادتها، فلم تجد النسويات رمزا مناسبا لهن وماتمر به المعتدى عليهن أفضل منها، وعادت من جديد رمزا بعد انتشار حركة Me Too في هوليوود مؤخرا، والآن على تريندات مواقع التواصل الاجتماعي.

ميدوسا رمزا للموضة

شعار فيرساتشي

كان مفاجئا جدا اختيار جياني فيرساتشي وجه ميدوسا ليكون شعارا لدار الأزياء العريقة، بل وتتواجد على أشهر أقمشته وحقائبه خاصة مع قصتها الحزينة، ولكنه كان له رأي مغاير تماما.

جياني فيرساتشي

أكد جياني أنه يقصد بميدوسا في شعاره، هو مرحلة ما قبل تحولها لوحش، فهو يحبها وهي امرأة جميلة، لذلك لم يظهرها في منتجاته بشعر الثعابين، بل بشعر كثيف ومتدفق، في إشارة لجمالها الشهير، وهذا ما أكدت عليه أخته دوناتيلا فيرساتشي، المدير التنفيذي الحالي للدار، في تصريحاتها عن نفس الموضوع، مؤكدة أن الأسطورة تشير إلى أن جمال ميدوسا كان لا يُمكن الناظرين إليها من الالتفاف عنها، وهذا شعار مناسب لدار أزياء.