من المعروف أن مواسم الأعياد أصبحت الأهم لدى صناع السينما، فمنذ سنوات لا يوجد موسم إجازة الصيف بسبب شهر رمضان، لذا أغلب المنتجين يطرحون أعمالهم المهمة في عيد الفطر وعيد الأضحى.
منذ نهاية 2019 ونحن نسمع عن الأفلام التي من المقرر طرحها في عيد الفطر، أسماء كبيرة، موسم مهم ولكن حدث ما لم يكن متوقعا حدوثه على الإطلاق، فيروس كورونا وانتشاره السريع وتأثيره على كافة مجالات الحياة، ومنها صناعة السينما.
"العارف" و"البعض لا يذهب للمأذون مرتين" و"ديدو" و"صاحب المقام" و"الغسالة"، أفلام كان من المقرر طرحها في عيد الفطر، يقف الآن منتجوها ولا يعرفون مصيرها، لا أحد يعرف متى تنتهي أزمة كورونا، هل يستطيعون طرحها في الوقت المحدد، أم وقتها سيتعرضون للخسارة؟
ما حدث مع السينما العالمية قد يجعلنا نتعلم ونأخذ بعض النصائح لنتجنب الوقوع في الخطأ، أو نحاول بقدر الإمكان تجنب الخسارة الكبرى.
كيف تأثرت صناعة السينما العالمية؟
البداية كانت مع توقف تصوير أعمال مثل الجزء الجديد من Mission Impossible للفنان العالمي توم كروز، الذي كان من المقرر تصوير مشاهد منه في إيطاليا، لكن نتيجة لانتشار فيروس كورونا هناك ألغيت الفكرة.
أيضا أحدث أفلام "جيمس بوند" في البداية تأجلت الجولة الترويجية له في الصين، ثم تأجل طرح الفيلم 7 أشهر ليطرح في نوفمبر بدلا من أبريل 2020، كذلك نأجيل طرح فيلم "مولان".
إغلاق دور السينما في الصين، والتي تعد واحدة من أهم مراكز دور العرض، أجبر شركات الإنتاج على تأجيل طرح أفلامهم، أو طرحها بطرق مختلفة.
المنصات الإلكترونية
هنا جاء دور المنصات الإلكترونية ولكن هل ستحقق الربح المطلوب؟ هناك تجربة صينية يمكن الاستعانة بها، الفيلم الصيني "مفقود في روسيا" عرض عبر الأنترنت، وحصد 600 مليون مشاهدة.
وقد تلجأ شركات الإنتاج الأمريكية إلى نفس الفكرة، خاصة بعد تقديرات خسائر السينما العالمية إلى 15 مليار دولار بسبب الوباء.
ومع وجود المنصات الإلكترونية في الوطن العربي، هل يجازف المنتجون ويعرضون أفلامهم عبر هذه المنصات، كما حدث مع بعض المسلسلات، ام سينتظرون حتى تنتهي هذه الأزمة؟
دور السينما والمنصات معا
اتجاه جديد لبعض شركات الإنتاج العالمية، وهي عرض الأفلام في السينمات والمنصات الإلكترونية في وقت واحد.
قد يكون حلا مناسبا، للمنتجين في الوطن العربي، لا أحد يعلم إن كان الجمهور مثلا في مصر سيُقبل على السينمات مع انتهاء الأزمة، أم سيظل عددا منهم خائفا من المناطق المزدحمة، ويفضل المشاهدة عبر الإنترنت.
مثلا، شركة يونيفرسال قررت طرح فيلم Trolls: World Tour، في دور السينما الأمريكية والمنصات في وقت واحد، وقد تكون مقياسا لنجاح الفكرة أو فشلها.
الآن ومع وجود أكثر من منصة عرض إلكترونية في الوطن العربي، "شاهد" "Watch it" و"viu" و"Netflix" والتنافس فيما بينهم والفرصة الحقيقية لإثبات وجودهم وتكوين قاعدة جماهيرية، قد تكون فرصة للمنتجين لفتح سوق آخر بعيدا عن دور السينما، سوق يأتي إلى الجمهور وهو في مكانه، حتى أنه قد يساعد في كسب جمهور لا يحب الذهاب إلى السينما وازدحامها.
هل يكون للمنتجين الجرأة لاتخاذ هذه الخطوة هل ستكون أفلام "العارف" و"البعض لا يذهب للمأذون مرتين" و"ديدو" و"صاحب المقام" و"الغسالة" أول أفلام تخوض هذه التجربة، هل تنتقل المنافسة من شباك التذاكر، إلى المنافسة على منصة العرض التي تعرض الفيلم؟ كلها أسئلة ننتظر معرفة إجابتها.
اقرأ أيضا:
بالفيديو- سيسك فابريجاس للشعب اللبناني: خليكم بالبيت وكلو شاورما
شاهد- هكذا تقضي نانسي عجرم وقتها في الحجر المنزلي