يمتلك الفنان الشاب أحمد مالك قدرا كبيرا من الموهبة، مكنته من أن يصبح واحدا من أهم النجوم الشباب على الساحة الفنية، فضلا عن اختياره مؤخرا ضمن مبادرة "نجوم الغد" التي جاءت على هامش فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته الـ14، ليكون بذلك أول فنان مصري يجرى اختياره ضمن هذه المبادرة.
مالك تحدث في حواره لـFilFan.com عن كواليس هذا الاختيار، والمعايير التي يختار بها أدواره، أعماله السينمائية المقبلة، وأسباب عدم استقراره على عمل تليفزيوني حتى الآن يخوض به المنافسة في رمضان 2018..وتفاصيل أخرى في هذه السطور.
- وقع الاختيار عليك مؤخرا لتكون واحدا من "نجوم الغد" وذلك على هامش فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان دبي السينمائي كيف تم اختيارك ؟
تلقيت مكالمات هاتفية من مجلة "سكرين إنترشونال" التي تعد واحدة من أهم الإصدارات العالمية المهتمة بصناعة السينما، وأبلغوني بترشيحي لنجوم الغد في المهرجان، عقب مشاهدتهم لفيلم "شيخ جاكسون" المعروض آنذاك في مهرجان لندن، والحقيقة أنني سعيد للغاية بأن يكون أول تواجد لمصر في "نجوم الغد" من خلالي، خاصة أننا ظللنا فترة طويلة لم يكن لنا تواجد في السينما العالمية، رغم أن مصر من أوائل البلاد التي قدمت سينما، وثقافتها من أقوى الثقافات في العالم العربي، ولذلك كان يشغلني دائما سؤال مهم وهو لماذا لا تتواجد مصر في النطاق العالمي؟
- هل ترى أن هذه الخطوة قد حملتك مسؤولية كبيرة؟
بالطبع فهي وضعت على عاتقي مسئولية كبيرة لأنني المصري الوحيد، كما أنني جلست مع عدد من المواهب في هذه المبادرة وهم مخرج عراقي وممثلة فلسطينية ومخرجة لبنانية وممثل إمارتي، وهو ما خلق لي مساحة النقاش معهم والتعرف على ثقافتهم وطموحاتهم وأفكارهم، كما أن المميز هنا أنهم شباب عمرهم أقل من ٢٥ عاما، وفي النهاية كل هذا يصب في مصلحة صناعة السينما على مستوى العالم العربي ككل، وليست المصرية فقط.
- هل تم خلال المناقشات الاتفاق على تقديم عمل فني مشترك؟
أتمنى ذلك، ففكرة تقديم عمل يتعاون فيه مختلف الجنسيات سيخلق عملا فنيا متكاملا، وأرى أن تقديم مشروع كهذا يعد إنجاز.
- ألا تخشى أن تصنف أفلامك تحت ما يسمى بـ "أفلام مهرجانات"؟
لا أخشى ذلك، ويجب أن ننظر للأمر بوجهة نظر أشمل فعلى سبيل المثال الفيلم الإيراني الذي يشارك في الكثير من المهرجانات ويحصل على جوائز، أصبح من أكثر الأفلام التي تحقق أعلى إيرادات في شباك التذاكر ولذلك يجب عدم خلق فرق بين فيلم المهرجانات والفيلم التجاري، ويجب أن نوصل للجمهور المصري أن الفيلم المميز سيكون صادقا بالنسبة له وللجمهور العالمي ولذلك لابد من تحقيق هذه المعادلة بين القدرة على المنافسة في المهرجانات وتحقيق إيرادات مرتفعة، وعلينا أن ننظر للأفلام التونسية والمغربية واللبنانية والفلسطينية التي ترشح للأوسكار، وأتساءل كيف لا يكن لمصر بكل هذا التاريخ السينمائي تواجدا في السينما العالمية سوى في السنوات الأخيرة ؟!.
- هل ترى أنك نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة بـ"شيخ چاكسون" من خلال مشاركته بالمهرجانات وتحقيقه إيرادات في نفس الوقت؟
إلى حد ما، وفيلم "شيخ چاكسون" رغم الجدل الذي حدث حوله، حاز على إعجاب من يشاهده وفي نفس الوقت شارك في عدة مهرجانات مهمة.
- بعد تعاونك مع أحمد الفيشاوي في "شيخ چاكسون" يرى البعض إنك امتدادا لموهبته فما رأيك في ذلك؟
الفيشاوي صديقي على المستوى الشخصي وتعجبني صراحته، ولكن لا يوجد أحد يشبه الآخر حتى الأشقاء، ولست امتدادا له.
- يعتبرك البعض مقل في فترة تحتاج منك إلى الانتشار هل هناك معايير محددة تختار عليها أعمالك؟
منذ بدايتي الفنية وأنا أحرص على انتقاء أعمالي بعناية فائقة واختياراتي دائما تكون مبنية على سؤال هل هذا عمل صادق ويحمل رسالة؟ أم أن هدفه الربح فقط وأشياء أخرى؟ وهل الدور المعروض علي صادق وحقيقي واستطيع تقديمه بصدق أم لا ؟ لأن مهنتي كممثل تدور حول قدرتي على توصيل الحالة الإنسانية، لأن الفن هو إلغاء جميع الأيدلوچيات والأفكار وجميع اللغات والثقافات، والوصول للبذرة وهى التجربة الإنسانية، ولذلك لكي يستطيع الفيلم المصري أن يصل للعالمية وأن يخترق جميع الحواجز فعليه أن يصل لهذه البذرة دون الاحتياج لسلاح أو سياسة.
- لكن رغم ذلك فلا تزال السينما المصرية الأقوى في المنطقة العربية؟
بالتأكيد السينما المصرية "رافعة راسنا"، وعندما كنت في مهرجان دبي التقيت بأشخاص من جميع الثقافات والجنسيات ومنهم مخرج سوداني يشارك بفيلم ضمن فعاليات المهرجان وكان أول فيلم سوداني منذ ٢٠ عاما، وسابع فيلم في تاريخ السينما السودانية، وأكد لي أن المسلسل المصري يصل إلى العديد من القرى السودانية النائية، وهكذا الفلسطيني الذي يحفظ الأغاني المصرية والعراقي الذي لديه ثقة في الفيلم المصري أكثر من الفيلم العراقي نفسه
- ماذا عن أعمالك المقبلة؟
أوشكت على الانتهاء من تصوير فيلم "عيار ناري" بطولة أحمد الفيشاوي، وروبي، وشيرين رضا، وإخراج كريم الشناوي، كما انتهيت من تصوير فيلم "ليل خارجي" إخراج أحمد عبد الله وهناك مناقشات جارية لعرضه في فعاليات الدورة القادمة لمهرجان دبي السينمائي، كما أستعد لفيلم جديد يحمل اسم "الضيف" تأليف إبراهيم عيسى، وإخراج هادي الباجوري.
-وماذا عن الدراما التلبفزيونية؟
لم أجد حتى الآن عملا يجذبني، ولن أخوض أي تجربة درامية إلا إذا شعرت أنها حقيقية، ولن أقبل بمجرد التواجد، خاصة أن هناك العديد من الفنانين الذين يشتركون في السباق الرمضاني لمجرد المنافسة بدلا من الجلوس في المنزل ولهذا أريد التمهل.
- لكن تردد أنك وافقت على مسلسل "عوالم خفية" للزعيم عادل إمام فما حقيقة ذلك؟
هناك مناقشات وأقرأ حاليا السيناريو، لكنني لم أوقع بعد لحين التمهل فيه.
اقرأ أيضا
حوار "في الفن"- حسين فهمي: أنا محظوظ.. وهكذا خدعت النجوم بأرقام السيارات في "القاهرة السينمائي"