بالتزامن من مرور الذكرى السادسة لرحيل الفنان نور الشريف، يغوص الإعلامي محمود سعد، في حلقة من برنامج "ونس" على قناته بموقع يوتيوب، في ذكرياته ولقاءاته مع الفنان الراحل، ويسلط الضوء على جانب مهم في شخصيته يرى أنه الجانب الذي صنع مجد نور الشريف، وهو أنه لم ينشغل أبدا بأحد، واهتم فقط وطول الوقت بما يقدمه من خلال أعماله.
"من النهاردة إنت محمد جابر مش نور إسماعيل"
يصف محمود سعد حياة نور الشريف بأنها كانت عجيبة. مات أبوه صغيرا فجأة، في سن السادسة والعشرين، وكان عمره هو سنة واحدة، فتولى أموره عمه إسماعيل وعمته، وحمل الطفل اليتيم اسم عمه، ولم يكتشف اسمه الحقيقي إلا في الصف الأول الابتدائي، عندما أخذ الأستاذ ينادي على التلاميذ في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد ولم يرد، لأنه لم يكن حتى تلك اللحظة يعرف اسم محمد جابر، اسمه الحقيقي، الذي كشفه له الأستاذ في ذلك اليوم.
كان نور الشريف – كما يحكي محمود سعد – يعلن بكل فخر مهنة والده البقّال، وعندما تزوجت أمه بعد وفاة والده، غضب نور الطفل، ولم يتفهم موقفها إلا عندما كبر وبدأ يقرأ في الفلسفة وعلم النفس، وفهم أنها أيضا كانت صغيرة وتحتاج الحياة الزوجية، وتفهّم أيضا موقف أعمامه، الذين حرصوا على تربيته بينهم. لكن هذه الأحداث تركت أثرا كبيرا في نفسيته، كان وراء حبه لأداء مشاهد العنف. وتركت أيضا ذكرى طريفة كان يحكيها. زوج الأم الجديد، رغبة منه في إرضائها، كلف أولاده باختطاف نور الشريف، وفشلت محاولة اختطافه، وضُرب أولاد الزوج علقة ساخنة في بركة الفيل، المنطقة التي نشأ فيها نور الشريف في السيدة زينب.
"وإن كنت أقدر أحب تاني أحبك إنت"
وبالرغم من أنه كان أول من صادقهم من النجوم، يروي محمود سعد أن نور الشريف رفض تسجيل أي حوارات معه بعد بدء عمله في التليفزيون وكان يخشى أسئلته، التي تستدرج ضيوفه ومعظمهم من معارفه، إلى مناطق لا يريد الذهاب إليها. لكنه تراجع عن قراره بعد عام أو عامين. وفي لقاء في برنامج رمضاني، بعد انفصاله عن الفنانة بوسي، داعبه بمقطع من أغنية لأم كلثوم، فإذا بنور الشريف يكمل الأغنية، ويشرح له أن انفصاله واختلافه مع بوسي لا يمنع من أنها حب حياته، ولا يمنعه من إهداء الأغنية لها.
"سواق الأتوبيس" يهز الوسط الفني
تعرض نور الشريف لأزمة كبيرة بسبب فيلم "ناجي العلي" الصادر عام 1992، ويروي محمود سعد أنه تعرض لهجوم متواصل من الصحافة على مدى ستة أشهر، واتهم بتلقي أموال من منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت ضد الفيلم. لكن نور الشريف أحدث قبل ذلك هزة من نوع آخر في الوسط الفني، عندما قدم مع المخرج عاطف الطيب فيلم "سواق الأتوبيس"، ضمن سلسلة من التعاونات أهلته لأن يكون صاحب فضل على السينما، مع داود عبد السيد، ومحمد خان، وعاطف الطيب في أفلامهم الأولى.
إخفاء مرضه حرصا على جمهوره
يصف محمود سعد رحيل نور الشريف بأنه كان مفاجأة غريبة، خاصة وأنه كان بنفس المرض الذي توفي به أحمد زكي، ومحمود عبد العزيز، ومحمد فوزي، وأنور وجدي، ويروي أنه اتصل به بعد عودته من رحلة علاج في لندن، وكشف له نور الشريف منفعلا عن إصابته بالسرطان، الذي أخفى إصابته به عن جمهوره حرصا على مشاعرهم وحتى لا يصدمهم. وواصل العمل حتى قدم فيلم "بتوقيت القاهرة" وصوره وهو مريض، أما آخر عمل تمنى تقديمه ثم الاعتزال بعده، فكان شخصية الحسين.
عاش نور الشريف معتقدا أنه سيموت مبكرا مثل والده أو عمه، ورحل بتاريخ 11 أغسطس 2015 عن عمر يناهز 69 عاما.