أجرى موقع FilFan حوارا شاملا مع الفنانة مي فاروق تطرّق إلى العديد من أوجه مسيرتها الفنية، وحياتها الشخصية.
أكدت مي فاروق في بداية الحوار على علاقتها الوثيقة بدار الأوبرا المصرية، فهي تعتبر نفسها ابنة دار الأوبرا، وتعتبر جمهور الأوبرا أهلها، وكثيرا ما صعدت على مسرح الأوبرا وهي تعرف من ستجد بين الجمهور.
لكن مي فاروق تشرح أيضا كيف حاولت في مرحلة مبكرة الوصول لجمهور خارج جمهور الأوبرا "الذوّاق"، مع أنها تعتبر نفسها محظوظة بالمكانة التي تحظى بها في قلوب أفراد هذا الجمهور.
وقالت مي فاروق إنها ليست كسولة كما يظن البعض، فهي تحاول منذ فترة طويلة الوصول لجمهور مختلف عن طريق الحفلات والأغاني والبرامج، لكنها تشعر بأن الظروف كانت ضدها، كما أنها لم تملك كل الوسائل التي تؤهلها لإنتاج أغانيها وهي في وضع مريح، ولا يمكنها القيام بكل الأعمال اللازمة للمغني بمفردها.
ومن بين تلك المحاولات، تحدثت مي فاروق عن تجربة إنتاج تعاونت فيها، هي وريهام عبد الحكيم، ووائل سامي، وتامر يوسف مع إحدى الشركات، وأثمر ذلك التعاون ألبوما غنائيا نجح وقت ظهوره رغم ظروف تلك الفترة، ولا تزال أغانيه تُسمع إلى اليوم، لكن المشروع لم يكتب له الاستمرار.
وأوضحت مي فاروق أن دخول مجال الغناء الدرامي من خلال المسلسلات التليفزيونية كان أيضا ضمن تلك المحاولات، لكنها كانت في ذلك الوقت صغيرة وهادئة لا تجيد التعامل مع الناس، وظن البعض أن هدوءها كان تعاليا، وبعد أن نجحت لها أكثر من أغنية في المسلسلات انشغلت بالزواج ثم إنجاب ابنتها فإنجاب ابنها، وفي المجمل نسي الناس أن هناك مغنية اسمها مي فاروق، إلى أن جاءت فرصة تعاقدها مع شركة "روتانا".
وعن ظروف ذلك التعاون، قالت مي فاروق إنها التقت بالأستاذ سالم الهندي مصادفة خلال حفل ألبوم الفنانة أنغام "أحلام بريئة"، وكانت فرصة ليدعوها للانضمام للشركة، فدار بينهما حديث شرحت فيه مخاوفها كلها وتم الاتفاق، وكان من المنتظر أن يسفر التعاقد عن تواجد مكثف، لكن فترة التعاقد انتهت ولم ينتج عنها سوى ثلاث أغنيات وفيديو كليب، وهي لا تعرف ما السبب.
وعبّرت مي فاروق عن سعادتها الكبيرة بحفلاتها خارج مصر بالرغم من المسؤولية الكبيرة التي تمثلها تلك الحفلات، وقالت إن جمهور هذه الحفلات، خاصة جمهور حفلات السعودية والكويت، جمهور مذهل يتميز بالصوت الجميل وحب الغناء، وهي أحيانا تتوقف عن الغناء لتستمع له، لكنها أيضا تشعر بالقلق من إحياء الحفلات الخارجية، فالمنتظر منها تقديم الغناء الكلاسيكي النادر، وأغاني أم كلثوم، ويفترض أنها تجيد هذا الغناء، كما أنها تشعر بأن مصر تغني على المسرح، وتسعد عندما يطلب منها الجمهور المزيد.
ومن المواقف التي لا تنسى في الحفلات الخارجية، روت مي فاروق كيف فوجئت في الدقائق العشر الأخيرة من حفلها، في المسرح الوطني الكبير بمركز الشيخ جابر في الكويت، بعطل عام في الصوت، فوقفت لثوان لا تعرف كيف تتصرف، ثم توجهت إلى آخر المسرح وتشاورت مع الجمهور في الغناء بدون مكبر صوت، فتلقت تحية هائلة، وساد أثناء غنائها صمت تام يُسمع معه رنين الإبرة لو سقطت على الأرض، واندمج معها الجهور أكثر، ثم بدأ يغني ويرقص، فكانت اللحظات الأجمل في الحفل، وإن بقيت شهرا بعده تواجه صعوبة في الكلام والغناء.
وكشفت مي فاروق عن أنها لم تكن راغبة في دخول ابنتها عالم الغناء، لكنها موهوبة وتجيد الغناء بالإنجليزية، ولهذا كان من الصعب إقناعها بالصعود للمسرح والغناء بجانبها في واحدة من حفلات الأوبرا، واعترفت بأنها وقفت على المسرح في ذلك اليوم تتابع ابنتها كأم وليس كمطربة، وبكثير من القلق، ولم تطمئن إلا بعد سماع تحية الجمهور، فتحققت بذلك واحدة من أمنياتها.
وبالرغم من حبها للغناء الشعبي، أوضحت مي فاروق أنها لن تقترب من هذا اللون ببساطة لأن له أصحابه، وهو من الأشكال الغنائية الصعبة، لكنها ستخوض التجربة لو عرضت عليها وتنتظر استقبال الناس.
ورفضت مي فاروق اعتبار "المهرجانات" نوعا من الفن أو الطرب أو الثقافة المصرية، وقالت إنها تسمعها لأنها مفروضة عليها، لكنها ضد "المهرجانات"، وكان صادما بالنسبة لها أن ابنها وابنتها يصفان الغناء العربي بالصعوبة ويسمعان هذا اللون، الذي تمكن بالفعل من تحقيق الانتشار والنجاح.
وتحدثت مي فاروق عن تجربتها مع إنقاص الوزن، فقالت إنها حاولت في الماضي أن تحتفظ بحالة تصالح مع النفس، وكانت ترى أنها ممتلئة، لكنها لم تكن سعيدة بإطلالتها التي تظهرها أكبر من سنها، ولا تبرز أناقة الأزياء التي تظهر بها، ولأن الشكل في هذا الزمن أهم من الصوت، قبلت في النهاية باللجوء إلى الحل الطبي والعملية التي كانت تخاف منها جدا، إلى أن شرح لها الطبيب ما الذي سيتم بالضبط، وهي الآن فخورة بمظهرها رغم بعض المعاناة المستمرة بعد العملية.
وعن تأخير إعلان خبر انفصالها، قالت مي فاروق إنها كانت دائما ترى حياتها الشخصية ملكا لها وحدها، حتى قبل الانفصال، لكنها وجدت أن الإشهار كما هو لازم في الزواج لازم في الانفصال.
وبالعودة إلى الغناء، عبّرت مي فاروق عن إعجابها الكبير بصوت بهاء سلطان، الذي تسمع وتدندن الكثير من أغانيه، وقالت إنها تعمل حاليا على تنفيذ أغنية جديدة أحبتها بمجرد الاستماع لها، وستحاول في الفترة القادمة استغلال تواجدها على مواقع التواصل، وتحررها من الارتباط بأي عقود، في إصدار أغنية كل شهرين مثلا.