المكان: كوالس مسرحية "ريا وسكينة". الزمان: مطلع الثمانينيات. يفتح باب غرفة الفنانة شادية في المسرح، لتلتقي عين كاميرا برنامج "زووم"، المتسللة بخطى هادئة، ربما حرصا على ألا تزعجها، بمجموعة كبيرة من الفساتين المعلقة، ألوانها مختلفة، تمام كأدوار شادية، التي أعلن نبأ وفاتها اليوم الثلاثاء 28 نوفمبر 2017، عن عمر ناهز 86 عاما.
الإعلامية سلمي شماع، التي لحقت بها من كواليس فيلم "لا تسألني من أنا" إلى كواليس المسرحية، استهلت حوارها مع شادية بسؤالها، كيف وهي المعروف عنها رفضها الجمع بين عملين في آن واحد، قررت أن تبدأ "ريا وسكينة" قبل أن تنهي مشاهدها في الفيلم.
وتأتي إجابة شادية: لظروف معينة، طال أمد تصوير الفيلم، وكنت أجلت افتتاح المسرحية شهرا كاملا، والآن ولم يتبق سوى أربعة أيام على الانتهاء من الفيلم، قررت أن أتحمل جهدا إضافيا هذه الأيام من أجل أن تفتتح عروض المسرحية.
في ذلك الوقت، كما نعرف من الحوار، كان آخر أفلام شادية "الشك يا حبيبي" قد عرض قبل عدة سنوات، غابت بعدها عن السينما، فلماذا؟ تتحدث شادية عن سببين: عرضت علي روايات كثيرة لم تعجبني، وقبلها كان لي عدد من الأفلام، مثل "رغبات ممنوعة"، قبعت في علبها لسنوات، وهو أمر يخمد الحماس لدى الممثل. عندما ينجز عملا ما، يرغب الممثل في أن يراه الجمهور فورا، والمشكلة أن دور العرض أصبحت قليلة، أقل كثيرا من عدد الناس، وحتى دور العرض الصيفية تغلق هي الأخرى.
تنتقل سلمى الشماع بعد ذلك إلى موضوع آخر؛ كيف دخلت شادية مجال التمثيل؟ وهل كان الغناء بوابتها إليه، أم أن التمثيل هو ما أتاح لها فرصة الغناء؟
الإجابة تكشف عن أن لشادية أختا، اسمها عفاف، سبقتها للعمل في السينما. هذه الأخت اصطحبت شادية ذات مرة لتقديمها كوجه جديد يرغب في التمثيل، وكان أن أعجب بها المنتج، وعزم على تقديمها بأي شكل، ولو كان مضحكا. فالدور الذي حصلت عليه في تلك السن الصغيرة كان صامتا تقريبا؛ هي تظهر بصورتها، ويأتي الصوت لمطربة تكبرها كثيرا، تغني بالفصحى، وطبعا ضحك الجمهور.
وبعد دور صغير آخر، التفت المنتج والمخرج حلمي رفلة، والمغني والملحن والممثل محمد فوزي للوجه الجديد، وتم تقديمها في فيلم "العقل في أجازة" - عرض عام 1947.
هذا الفيديو منشور على قناة اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري بموقع YouTube.