أمل مجدي
أمل مجدي تاريخ النشر: الثلاثاء، 16 أبريل، 2019 | آخر تحديث:
الإسماعيلية

حالة من المزج بين الذكريات الخاصة والعامة يقدمها المخرج عمرو بيومي في فيلمه التسجيلي "رمسيس راح فين؟"، المشارك ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة في الدورة الـ21 لمهرجان الإسماعيلية السينمائي.

في الفيلم الذي يبدأ بافتتاحية ذاتية عن البيت والعائلة ثم ينتقل إلى خصوصية تمثال رمسيس الثاني بالنسبة لمخرجه، تنعكس الأحداث والقرارات السياسية على مصير التمثال الجرانيتي. يحاول بيومي أن يربط بين السلطة الأبوية التي عانى منها كثيرا وما فعله رؤساء مصر بالتمثال، ساعيا إلى توضيح العلاقة بين رمسيس الثاني وحياة الناس وأقدارهم.

اعتمد بيومي بشكل كبير على المادة الأرشيفية التي تستعرض المحطات المهمة في تاريخ مصر الحديث، إلى جانب ما صوره بنفسه منذ بداية الحديث عن نقل التمثال.

المخرج الذي قدم من قبل فيلمين روائيين هما "الجسر" و"بلد البنات"، وصنع مجموعة من الأفلام التسجيلية مثل "نافذة على التحرير" و"كلام في الجنس"، استغرق في صناعة "رمسيس راح فين" حوالي 13 عامًا. بداية من عام 2006 عندما اتخذت الدولة خطوات جدية لنقل التمثال.

يقول بيومي في الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم مساء أمس الإثنين، إنه كان يشعر آنذاك بأهمية الحدث التاريخي، وبكونه محظوظا لمعاصرته. حيث تواصل مع جمعية النهضة العلمية والثقافية "الجيزويت" التي أمدته بكاميرتين وشرائط لتصوير مرحلة النقل، كما تتبع خط السير عن طريق التواصل مع شركة المقاولون العرب، وقرر وضع خطة مع مدير التصوير ليخرج الأمر بصورة تليق بالحدث.

لكن كان يعرف أن هناك حالة من التشبع بالأخبار والصور المتعلقة بالتمثال في ذلك الوقت، وأن عملية صناعة فيلم عنه تحتاج إلى الانتظار قليلا. في عام 2015، بدأ يفكر في المادة التي صورها وكيف يمكنه الاستفادة منها في تقديم شيء مميز من وجهة نظره.

كانت أول الصعوبات التي واجهته متعلقة بسؤال من يروي هذا الفيلم؟ في البداية فكر في أن يكون التمثال هو الراوي لما حدث في تاريخ مصر، وأن يكتب السيناريو بطريقة جذابة بالنسبة للمشاهد، لكن بعد محاولات الكتابة مع عدد من كتاب السيناريو لم تكن النتيجة مرضية. فقرر أن تتغير المعالجة الدرامية لتتخذ شكلا ذاتيا يتولى فيه السرد بصوت خاص غير موضوعي. وقد تمكن من تجاوز فكرة عرض حياته الشخصية في فيلم، عندما توصل إلى أنه يصنع عملا سينمائيا عن رمسيس الثاني به جزء من ذاتيته، لكنه ليس فيلما ذاتيا بالمعنى المعروف.

اسم الفيلم مستوحى من إعلان قديم لشركة ألبان، يعتمد على البحث عن رمسيس الثاني الذي ذهب لشراء مثلجات. يقول بيومي أن هذا الإعلان كان محفورا في ذاكرته منذ الصغر، وقد بحث عنه في عام 2006، وعندما عثر عليه كان منشغلا بموقعه في الفيلم، حتى توصل أن يكون في النهاية بعد عرض مشاهد نقل التمثال حتى مطلع كبرى المنيب.

رفض بيومي التعليق على الانتقاد الذي وجهه أحد الحضور إلى الفيلم، مؤكدا أن الفيلم استغرق الكثير من الوقت في عرض تفاصيل ذاتية وأحداث تاريخية لا علاقة لها بتمثال رمسيس الثاني، كما أنه لا يقدم جديدا ويعتمد في غالبية مدته التي تصل إلى 60 دقيقة على مواد مصورة أرشيفية.

فيما علق في النهاية، مدير التصوير سعيد شيمي، موضحا أن الفيلم لا يمكن اختزاله في قصة نقل التمثال وإنما يعتبر توثيقا لما حدث لمصر وشعبها على مدار أكثر من 60 عامًا.

اقرأ أيضًا:
"نجيب محفوظ بختم النسر"- رحلة الأديب العالمي مع الوظيفة الحكومية.. لهذا السبب اعترض جمال عبد الناصر عليه

روشتة لصناع الأفلام تعزز فرص المشاركة في المهرجانات.. شروط ضرورية وتحذير من هذا الأمر