FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الأحد، 31 يوليو، 2005 | آخر تحديث: الأحد، 31 يوليو، 2005
أحد أعضاء فريق بوسيتيف بلاك سول

دكار (السنغال) –رويترز : لدى فادا فريدي رسالة واحدة للقادة السنغاليين مفادها أنه إذا لم يفوا بوعودهم فستنتظرهم كلمات لاذعة منه ومن زملائه من مغني الراب.

والتهديد أكثر ترهيباً مما يبدو ، فمغنو الراب في السنغال الذين يسخرون من هوس أقرانهم في الولايات المتحدة بالعصابات والأسلحة والنساء في أغانيهم هم من أكثر النشطين مطالبة بالعدالة الاجتماعية.

ويبدو أن أصوات هؤلاء المغنين الذين يتصدرون ساحة غناء الهيب هوب المزدهرة بالفعل في أفريقيا ستعلو أكثر مع الاستعداد للانتخابات في عام 2007 حيث يعتقد على نطاق واسع أن الرئيس عبد الله واد سيعيد ترشيح نفسه وقد يحتاج الى مساعدتهم.

وقال فادا فريدي المغني في فريق دارا جيه daara j أنجح فرق الراب في السنغال لرويترز "لم ينته الأمر بعد ، عندما يرى مغنو الراب أن حزب عبد الله واد لا يؤدي واجبه السياسي بالطريقة التي ننشدها فسيجلدونه مجددا ، سيصفعونه على وجهه ويقولون له نحن هنا بغنائنا لنقومك عندما يكون سيرك معوجا ولا تنس أننا مازلنا هنا".

ويفسر فريدي مدى تأثير الهيب هوب في بلاده بتسليطه الضوء على إنتخابات عام 2000 وكيف استطاع مغنو الراب أن يطلقوا حملة لتشجيع الشباب على الإدلاء بأصواتهم.

ومن وجهة نظرهم على الأقل يرجع الفضل إلى حد ما للفنانين في إنهاء أربعة عقود من حكم الحزب الإشتراكي بقيادة الرئيس السابق عبدو ضيوف وإرساء الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه واد في السلطة ، لكن هذا لا يعني أبداً أنه يمكن لواد أن يتنفس الصعداء.

ففي دولة تصل نسبة من هم أقل من 30 عاما من سكانها البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة الى نحو إلى 70% وفي ظل وجود مساحة حرية كبيرة نسبياً بالمقارنة مع دول أفريقية أخرى فان مغني الراب ، يتمتع بقدرة على التأثير في الناس يحسده عليها رجال السياسة.

ويؤكد المغنى شومان من فريق بي فرويس peefroiss ذلك فيقول "على مدى أعوام كافحنا من أجل الحقيقة والعدالة وبنينا سمعتنا وأصبحنا نملك الآن ما هم –الحكومة- بحاجة اليه ، النزاهة وهذه صفة لا يمكن شراؤها".

وأضاف أن الأحزاب السياسية عرضت أموالاً ضخمة على أشهر فرق الراب ليغنوا أثناء تجمعاتهم خلال إنتخابات عام 2000 ولكن الفرق رفضت رغم حاجتها الماسة للاموال.

وتطورت موسيقى الراب المحلية في السنغال منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي لتصبح من أكثر أنواع الغناء مبيعاً في البلاد حيث نجحت في إستقطاب المستمعين في بلد به هوس بموسيقى يوسو ندور وهو مطرب لا مغني راب وقد وصل للعالمية وتعاون مع نجوم مثل بيتر جابريل وستينج.

وتغلغلت موسيقى الراب في نسيج المجتمع في الدولة التي تعتبر مركزا لإزدهار الموسيقى في غرب أفريقيا حيث أسلوب موسيقى الرقص المعروف باسم مبلاكس mbalax الذي إبتكره ندور والمستوحى من ايقاعات تقليدية يحظى بشعبية هائلة.

وفي أوائل التسعينيات سجلت فرق مثل دارا جيه وبوسيتيف بلاك سول positive black soul ألبومات هيب هوب بلغة الولوف wolof وهي اللغة التي يتحدثها السنغاليون على نطاق واسع في المستعمرة الفرنسية السابقة ، وإجتذبت موسيقى الراب الشباب العاطل الذي تغنى بها معها على أمل أن تحقق أحلامه في يوم ما.

وأصبح لمثل هذه الفرق أتباع مخلصون بعد أن تحولوا الى صوت الجيل المتلهف على وظائف وتعليم ولكنه محبط بسبب الفساد وعدم الكفاءة وإنعدام الفرص.

وعلى النقيض من أقرانهم الامريكيين فان مغني الراب في السنغال نادراً ما يمجدون العنف أو اللهاث وراء المال ولكنهم يتعرضون لقضايا مثل الفقر والدين والجنس والسياسة ، وكان الكبار الذين يتمتعون بإحترام كبير في البلاد يظنون في البداية أن هذه الفرق ستعمد الى تقليد الفرق الامريكية بكل ما فيها من إيحاءت جنسية وإشارات الى المخدرات والقتل ، ولكن عندما بدأ بعض المغنين في الإشارة الى الدين بل وإستخدام بعض الآيات القرانية في أغانيهم حظوا بإهتمام الكبار أيضا في الدولة التي يغلب على سكانها المسلمون.

وفي إفتتاحية أغنية لمغني الراب الأشهر ديديرعوادي تحمل عنوان "صرخة الناس" يقول المغني "عندما يذهب الناس إلى صناديق الإقتراع فلأنهم يأملون في تغيير حقيقي ، ولكني للاسف أسمع الصرخة نفسها".

في أغنية أخرى تحمل عنوان "التراث" يتحدث عوادي عن إنحدار القارة السمراء على يد قادتها فيصفهم في الأغنية بأنهم "لصوص رخيصون سيئون يريدون سرقة حبات عرقنا الاخيرة".

ولكن الأمر لم يقتصر على توجيه الإنتقاد ، فمن أغاني عواد أيضا ما يحمل رسالة إيجابية مثل "إذا كنا بحاجة للتطور فنحن بحاجة الى ثورة في الأسلوب والعقول والأخلاق والسلوك" ، وإذا لم يحدث ذلك يحذرعوادي من أن "الأسلحة ستتكلم".