مروة لبيب
مروة لبيب تاريخ النشر: الجمعة، 22 فبراير، 2019 | آخر تحديث:
ياليتيزا أباريسيو

معلمة في مدرسة ابتدائية بالغة من العمر 25 عاما تعيش في غرفة واحدة مع عائلتها بريف المكسيك، تتطلع لتحقيق إنجاز ربما لم يكن على قائمة أحلامها.

المعلمة هي ياليتيزا أباريسيو بطلة فيلم Roma للمخرج ألفونسو كوارون، والإنجاز هو الفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة.

لكن كيف حدث ذلك؟ وكيف وصلت ياليتيزا إلى الجلوس بجوار نجوم السينما العالمية في حفل يعد الأشهر عالميا؟

القصة بدأت مع عزم ألفونسو كوارون أن يخرج فيلم Roma الذي تدور أحداثه في المكسيك مسقط رأسه، وتحديدًا في حي روما الذي شهد طفولته، والتي يروي المخرج فصلًا منها مدته عام تقريبًا، بين 1970 و1971، وسط احتقان سياسي تشهده شوارع البلاد، واحتقان أسري داخل أسرة والده الطبيب الذي أخبر أولاده الأربعة أنه سيسافر كندا عدة أسابيع بينما في الحقيقة قرر أن يتركهم دون عودة.

المرأة الفقيرة البسيطة التي لا تعلم الكثير عن قسوة العالم، لكنها تعرف كيف تحبه وتتعايش معه وتعمل بجد ودأب وحب جعلوها بطلة سيرة الذاكرة الخاصة برجل رأي كل شيء في العالم لكنه لم ينس أثر هذه الخادمة البسيطة عليه.

أمضى ألفونسو كوارون سنوات وسنوات يبحث عن "كليو" بطلة روايته و في بعض الأحيان يأس من العثور عليها، حيث كان كوارون يود أن يلتقي بشخصية لا تشبه خادمته ومربيته منذ الطفولة "ليبو رودريجير" التي يكرس الفيلم من أجلها فقط ولكن ذات طبيعة مماثلة، وهو ما دفعه لإرسال العديد من مخرجي تجارب الأداء لأول مرة إلى مكسيكو سيتي ثم إلى ولايتي أواكساكا وفيراكروز وفي نهاية المطاف عثر فريقه على ياليتيزا في بلدة تلاكسياكو الجنوبية بولاية أواكساكا ، وهي الولاية نفسها التي ترعرعت فيها بطلة القصة الحقيقية رودريجيز.

أجرت ياليتيزا اختبار أداء لفيلم Roma لأن شقيقتها كانت في أشهر حملها الأخير، ولكن ما علاقة هذا بالأمر؟ كانت شقيقتها من المفترض أن تذهب لإجراء تجربة أداء Roma ولكن حملها حال دون ذلك فكانت ياليتيزا هي البديل المتاح أمامها رغم أنها لم تود الذهاب في البداية كان لإلحاح شقيقتها تأثيره الساحر في اقناعها.

فما السر وراء إلحاح شقيقتها عليها لإجراء تجربة الأداء؟

حسنا في المجتمع الذي تعيش فيه ياليتيزا ببساطة لم يأت أحد إليهن ليطلب منهن الظهور في الأفلام، ورغم ذلك ظفرت البطلة الصاعدة بالدور بعد إجراء 3 تجارب مثالية.

يقول ألفونسو: عندما التقيت أباريسيو البالغة من العمر 25 عاما في لندن، شعرت بالدهشة كم هي صغيرة وفاتنة تماما مثل "كليو" تشعر بالضجر من هذا العالم وينتابها شعور بالرهبة، وهي تبدو تماما مثل النجوم في سترتها الجلدية ولباسها المخطط والكعب العالي والأقراط الذهبية كانت تتحدث الاسبانية معي عبر مترجم".

في الواقع لم تكن أباريسيو قد سمعت من قبل بصانع الأفلام ألفونسو، لذا كانت تشعر بالقلق من إجراء تجربة الأداء لأنها كانت تعتقد أن هذا نوعا من أنواع الاحتيال، وعندما اكتشفت أن المخرج كان صانع الأفلام الأكثر شهرة في المكسيك لم يثر ذلك إعجابها، في الواقع لم تلتق ياليتيزا بالمخرج المكسيكي إلا في تجربة الأداء الأخيرة ورغم ذلك لم يحدث هذا للقاء أي فرق بالنسبة لها لأنه لم يكن لديها أدنى فكرة عن دور المخرج الشهير في السينما.

كيف شعر ياليتيزا عندما عرض عليها الدور؟

تقول الممثلة المكسيكية: كنت سعيدة ولكن انتابتني حالة من التوتر لأنني لم أكن اعلم ما اذا كنت أستطيع تنفيذ ما طلبه مني ألفونسو، شعرت بالحزن أيضا لأنني قد حصلت للتو على شهادتي ولم أكن بعد أعمل كمعلمة".

عقبات واجهت ياليتيزا أثناء التصوير

كان للتصوير نصيبه من العقبات التي واجهت ياليتيزا أولها تعلم لهجة مكسيكية محلية خاصة بمنطقة أواكساكا بالمكسيك التي تدور فيها أحداث الفيلم، ياليتيزا بذلت كل ما في وسعها كي تتمكن من اتقان تلك اللهجة وبدت رائعة للغاية.

في أحد مشاهد الفيلم كان على "كليو" أن تنقذ طفلين كادا أن يغرقا، بطلة الفيلم الحقيقية كانت تجيد السباحة على عكس ياليتيزا التي كانت تشعر بالخوف في هذا المشهد الذي ظهر طبيبعيا للغاية.

سيناريوهات يومية

كي تبدو الشخصية طبيعية أكثر وكي يحصل ألفونسو على مزيد من الارتجال لم يعط ياليتيزا السيناريو كاملا بل كان يقدم لها سيناريوهات يومية، وكان تصوير الفيلم يتم بطريقة التسلسل الزمني وتشجيع الحوار المرتجل على أمل تعزيز الشعور الطبيعي.

أوجه التشابه بين ياليتيزا و"كليو"

"كانت حياتي مماثلة..كلانا فقراء ونرغب في الذهاب إلى مكسيكو سيتي لتحسين حياتنا العائلية"، هكذا تكشف الممثلة المكسيكية أوجه التشابه بينها وبين بطلة الفيلم.

تعمل والدة ياليتيزا كخادمة ومربية تماما كما تفعل "كليو" وعندما كانت بطلتنا أصغر سنا كانت تساعد والدتها حتى يتمكنا من الانتهاء مبكرا.

كانت ياليتيزا تأمل دائما في أن توفر درجة تعليمها الهروب من حالة الفقر التي تعاني منها ووالدتها: لا أريد لأمي أن تكون خادمة بعد الآن لأنها متعبة للغاية، ولا أرغب في انفاق الأموال التي جنيتها من الفيلم على نفسي.. أولويتي هي مساعدة أمي وبعد ذلك سأرى ما اذا كنت سأشتري شيئا من أجلي".

اقرأ أيضا

فيلم First Man- حكاية نيل آرمسترونج في مواجهة الأحداث التاريخية.. هل ترك سوار ابنته على سطح القمر؟

أكاديمية الأوسكار تتراجع عن جوائز الفواصل الإعلانية.. الحفل كامل على الهواء مباشرة