وشوش وحكايات.. الجمهور بطل ٢٠١٨ دون منافس

تاريخ النشر: الخميس، 27 ديسمبر، 2018 | آخر تحديث: الخميس، 27 ديسمبر، 2018
مشهد من فيلم "ورد مسموم"

يغادرنا عام 2018 لتبدأ تحديات جديدة، وقبل أن ينتهي هذا العام علينا أن نتساءل عن البطل الرئيسي في 2018، هذا العام والذي شهد إنتاج 37 فيلما سينمائيا، تراوحت إيرادتها ما يقترب من الـ ٣٤٠ مليون جنيه مصري، وكان نصف هذه الإنتاجات وأكثر دون المستوى، ولم تحظ حتى على درجة مقبول، وإذا كان هذا العام هو عام الشح السينمائي على مستوي الإنتاج الجيد والمتميز والذي لا يتخط بحال من الأحوال 7 أفلام، من الممكن التوقف عندها، ومنها "تراب الماس"، و"يوم الدين"، و"طلق صناعي"، و"ليل خارجي"، و"ورد مسموم" ، لذلك فإن البطل الحقيقي هو الجمهور المصري والذي أعلنها صراحة لا للأفلام الرديئة من نوعية "جدو نحنوح"، و"الكهف"، أو الأعمال التي لا تحترم عقله أو ذائقته المتطورة، ومنها فيلم "كارما" قياسا لما يشهده من أعمال.

انصرف الجمهور عن ارتياد هذه الأعمال الرديئة، والتي لم يحقق معظمها إيرادات تذكر، في حين أن الأعمال المتميزة فنيا شهدت إقبالا جماهيريا، ليس ذلك فقط بل أن كل الفعاليات السينمائية والتي شهدتها الحياة الفنية المصرية على مدار هذا العام شهدت إقبالا وتفاعلا من الجمهور يستحق التوقف عنده، بدءا باحتفالية يوسف شاهين، والتي تم فيها عرض 20 فيلم سينمائي للمخرج الراحل بعد أن تم ترميمها، والمفارقة أن هذه العروض شهدت تواجد لشرائح عمرية متباينة، بعضهم كان يأتي من خارج القاهرة ومن محافظات مختلفة، وهو ما يؤكد أن هناك جيل جديد يرغب حقا في معرفة تاريخه الفني والتجارب المتنوعة في السينما المصرية، بعيدا عن السينما التجارية أو الأفلام الغير جيدة.

نفس الأمر تكرر مع "بانوراما الفيلم الأوروبي" التي شهدت حضورا كثيفا عكس أيضا رغبة في معرفة السينما الأوربية، والسينمات المختلفة بعيدا عن السينما الأمريكية، وبالتأكيد بعض من هذا الجمهور تشكل وعيه وتربى على ذائقة مختلفة مع بانوراما الفيلم الأووربي والتي يتأكد عاما بعد آخر أهميتها، وكيف أن رهان ماريان خوري كان في مكانه، حيث كان هناك من يشكك في إمكانية استمرار تلك التظاهرة، ولكن ماريان التي قبلت التحدي، كانت على حق وما يبرهن ذلك أن الكثير من أفلام البانوراما كان محجوزا قبل انطلاقها بأيام، وأيضا أن معظم الأفلام كانت كاملة العدد.

تلك الحالة من الشغف والرغبة في التلقي ومعرفة سينمات أخرى عكسها أيضا مهرجان القاهرة السينمائي، الذي شهدت عروض دورته الأربعين إقبالا كبيرا، وفاق عدد رواد المهرجان الأعوام السابقة حيث يؤكد القائمون على المهرجان ومن خلال التذاكر التي تم بيعها أن العدد تضاعف.

لذلك يستحق هذا الجمهور أن يحصل على لقب الأفضل في عام 2018، ليس ذلك فقط بل ويجب على صناع السينما في العام المقبل أن ينجز أعمالا فنية على مستوى جيد ومتميز بعيدا عن الاستنساخ والاستسهال.

اقرا أيضا

5 معلومات قد لا تعرفها عن النسخة الجديدة من "ماري بوبينز".. جولي آندوز رفضت المشاركة

استفتاء "في الفن"- أفضل 9 فنانين 2018.. عمرو دياب ودينا الشربيني معا أيضا