جنة "السنجل" أرحم من نار الصيف

تاريخ النشر: الأربعاء، 20 أغسطس، 2008 | آخر تحديث: الأربعاء، 20 أغسطس، 2008

شهد فصل صيف عام 2008 طرح عدد كبير من الألبومات الغنائية لعدد كبير من المطربين تجاوزت الـ 15 ألبوما غنائيا في سابقة جديدة من نوعها، مما يؤكد أن هذا الصيف هو الأقوى منذ فترة طويلة.

تلقى الجمهور على مدار شهرين ونصف الشهر وجبة دسمة جدا من الألبومات بدأت مبكرا هذا الصيف وتحديدا مع مطلع شهر يونيو، وذلك تحسبا لقصر فترة الصيف هذا العام بسبب حلول شهر رمضان المبارك في أول شهر سبتمبر، مما تسبب في طرح هذا الكم الهائل من الألبومات خلال هذه الفترة القصيرة، وتحديدا مطلع يونيو وبداية أغسطس، وتوقفت الألبومات بعدها استعدادا لموسم آخر هو موسم عيد الفطر المقبل.

ومن ضمن هذه الألبومات "طعم البيوت" للفنان الكبير محمد منير و"أيام حياتي" لسميرة سعيد و"في الكام يوم اللي فاتوا" لطيفة و"ناويها" محمد حماقي و"قرب كمان" تامر حسني و"جديد عليا" هيثم شاكر و"جوة القلب" حسام حبيب و "بتفكر في إيه" نانسي عجرم" و"بحبك آخر حاجة" حمادة هلال و"علامة في حياتك" عمرو مصطفى و"بطمنك" شيرين و"الليالي" شذى و"أنت مني" يارا و"حبيبي أنا" هيفاء وهبي و"يا خسرتك في الليالي" عبد الفتاح الجريني، بخلاف الألبومات الجماعية مثل ألبوم "جود نيوز 1" الذي ضم عددا من المطربين هم محمد نور وجنات وإيساف وحاتم فهمي ومحمد القماح وأحمد رجب.

بالطبع هذا الكم من الألبومات كان سببا في تفضيل الجمهور لبعضها على بعض وشراء بعضها والاستغناء عن البعض الآخر أو الاكتفاء "بتحميله" من على الإنترنت أو عدم ملاحظتها من الأساس على الرغم من أن معظمها كان على مستوى فني جيد وحملت بعضها أفكارا موسيقية جديدة ولكن هذا أمر طبيعي بعد طرح هذا الكم الهائل في وقت متقارب جدا.

ومن ناحية أخرى فضل مطربين آخرين تأجيل طرح ألبوماتهم على الرغم من انتهاء إعدادها تماما إلى عيد الفطر وذلك هروبا من زحام الصيف ولضمان فرصة أفضل لسماع أعمالهم والاهتمام بها مثل الفنان محمد محيي ومصطفى قمر ورامي صبري وجنات وتامر عاشور وزيزي وراندا وهبة يوسف وغيرهم.

ونجح البعض في لفت النظر لألبوماتهم المقبلة من خلال هذه الصيف لكي يكون لهم شكل من أشكال التواجد من خلال الأغنيات المنفردة سواء بطرحها مصورة بطريقة الفيديو كليب أو بمجرد طرحها على إذاعة نجوم fm منهم رامي صبري الذي طرح منذ أيام أغنية "كلمة" والتي تم تصويرها أيضا، أما الذين اكتفوا بالأغنيات فقط فمنهم خالد سليم الذي طرح أغنية "اللي حصلي" ومحمد عدوية وأغنية "مدرسة الحياة" وراندا وأغنية "مسبتلوش فرصة" واعذروني أن نسيت أشخاصا آخرين سواء في الألبومات أو الأغنيات المنفردة فهذا الكم الهائل من الإصدارات يجعلك لا تستطيع رصدها جميعا.

ومن هنا أسأل سؤالي .. هل الأغنية المنفردة تغني عن الألبوم وبإمكانها أن تحل محله بعد أن يتم إعدادها بشكل جيد وتصويرها أيضا، وهو ما فعله بعض الفنانين في الفترة الأخيرة ونجح مثل محمد حماقي الذي طرح cd عليها أغنية "بحبك كل يوم أكتر" فقط بتوزيعات مختلفة وشهد إقبالا من الجمهور، وكما حدث مع شيرين مؤخرا التي طرحت ألبوم "بطمنك" يضم أغنيتين فقط جديدتين ومعهما أغان سبق أن قدمتها بتوزيعات جديدة وأقبل عليه الجمهور أيضا، على الرغم من أن البعض استاء من فكرة ألا تعود بعد غيابها الطويل بألبوم كامل.

السبب الآخر هل تعتبر الأغنية المنفردة نوعا من أنواع إثبات الوجود على الساحة فقط لكي يبقى المطرب تحت الأنظار ومطلوب سواء في حفلات أو غير ذلك وأن المطرب الذي لا تطرح له أعمال لفترة يتم نسيانه مما يضر به وبكم أعماله، ولذلك يحرص على عرض نفسه من خلال أغنيات منفردة وتصويرها أيضا لحين طرحه لألبوم أو العودة بعمل أكبر يضمن له البقاء في قائمة المرغوبين؟.

في النهاية أتمنى للجميع التوفيق في أعمالهم والتركيز في جودتها أكثر من الاهتمام بالتواجد فقط دون تقديم عمل مؤثر، لأن الأعمال الجيدة فقط هي التي يكتب لها الاستمرار، وستسرد في تاريخهم الفني إن كان لهم تاريخ، أما من يبحث عن التواجد فقط لأغراض أخرى ليس لها علاقة بالفن، فأتمنى أن يحصل على ما يريده سريعا، وأن يرحنا منه ومما يقدمه ليفسح للفنانين الحقيقيين المجال لكي نستمتع بفن حقيقي.