علاء هاشم
علاء هاشم تاريخ النشر: الثلاثاء، 11 سبتمبر، 2018 | آخر تحديث:
أم كلثوم

"كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى".

إذا كنت من عشاق كوكب الشرق أم كلثوم فأنت بالتأكيد عندما تستمع إليها وهي تشدو "الأطلال"، تترك كل من حولك وتذهب بخيالك بعيدًا.. لكن هل تعرف ما القصة وراء تلك الأغتية التي ظلت 4 سنوات حبيسة بسبب خلاف بين السنباطي والست؟، وكيف كتبها الشاعر إبراهيم ناجي؟ ومن هي ملهمته ؟.

هناك الكثير من الاحداث تدور حول تلك الأغنية.. فهي ليست مجرد قصيدة غنتها السّت ولحنها السنباطي.

يَا حَبِيبًا زُرْتُ يَوْمًا أَيْكَهُ

إبراهيم ناجي.. طبيب وشاعر وقع في حب فتاة فكتب لها قصيدة "الأطلال" على "روشتات والدتها المريضة"، وبعد شهر من ترددها على العيادة برفقة والدتها كتب لها: "ياحبيبًا زرت يومًا أيكه"، لكن الحظ شاء أن تتزوج غيره في النهاية.

كَيْفَ ذَاكَ ٱلْحُبُّ أَمْسَى خَبَرًا

كتب ناجي في حب زوزو: "إذا استطعت أن أكون الدليل الذي يريك الفن والجمال والخير والحق والنبل فأنت أعطيتنى ذلك القليل.. وأنا كنت لك ذلك الدليل.. فأنا استعنت بروحك السمية على آدميتي.. وإذا أنا استطعت أن أملأ عليك حياتك فشعرت بالعزة والاستغناء.. يوم ذاك نكون أربابا يا زوزو.. ويبقى حبنا يا زوزو.. إنى أحبك".

وَٱنْتَبَهْنَا بَعْدَمَا زَالَ ٱلرَّحِيقْ

ماذا قالت زوزو حمدي الحكيم بعدما سمعت الأطلال ؟

صرحت في أحد اللقاءات بأنها "ملهمة شاعر الأطلال"، وقالت إنها عندما سمعت أم كلثوم تشدو الأطلال، شعرت بأنها قرأت تلك الأبيات من قبل. بالفعل هي.. عادت زوزو إلى الروشتات التي كان يكتبها ناجي لوالدتها فوجدت كل بيت من أبيات القصيدة على كل روشتة.

يَا حَبِيبِي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاء

تمنى الشاعر أن تغنيها كوكب الشرق أم كلثوم، وبالفعل غنتها لكن بعد وفاته بـ 13 عامًا، حيث غنتها أول مرة عام 1965.

قام الشاعر أحمد رامي بتغيير بعض الكلمات مثل "يا فؤادي لا تسل أين الهوى"، فقد كانت في الأصل "يا فؤادى رحم الله الهوى"، وأضاف هو وكوكب الشرق 7 أبيات من قصيدة الوداع للشاعر إبراهيم ناجى أيضًا، أولها كان: "هل رأى الحب سكارى مثلنا»، حيث تم اختيار 32 بيتًا فقط من أصل 125.

فِيهِ عِزٌّ وَجَلَالٌ وَحَيَاءْ

انتهت هنا قصة كلمات الأغنية، لكن بدأت قصة أخرى وهي التلحين، حيث ظلت الأغنية 4 سنوات لم ترى النور بعدما لحنها الملحن الكبير رياض السنباطي. ما القصة ؟. إليكم التفاصيل

انتهى السنباطي من تلحين القصيدة، وبعدما تدربت أم كلثوم على أدائها، طلبت من السنباطي تغيير تلحين آخر مقطع في الأغنية (لا تقل شئنا فإن الحظ شاء) من النغمة العالية لنغمة أكثر هدوءًا.

وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ

لكن السنباطي كان مقتنع تمامًا بألحان القصيدة، فرفض التعديل الذي طلبته كوكب الشرق، ورفضت أم كلثوم أيضًا الغناء، فظلت الأغنية حبيسة لمدة 4 سنوات كاملة.

لم يكن الخلاف بينهم كالذي نراه في مثل هذه الأيام.. فرغم الخلاف على «الأطلال» قدم السنباطي خلال الأربع سنوات لكوكب الشرق أغاني كثيرة، من بينها «أراك عصي الدمع» و «لسه فاكر»، والكثير من الألحان التي وصل عددها إلى 18 لحنًا تقريبًا.

وَإِذَا ٱلنُّورُ نَذِيرٌ طَالِعٌ

4 سنوات كاملة يرفض كل منهما التراجع عن قراره.. حتى وافقت أم كلثوم أخيرًا على عدم تغيير اللحن، ووقفت لتشدو بها على المسرح لأول مرة في حفل 1966.

تصفيق حار لدقائق كاملة من الجمهور كانت كافية لكي تذهب لرياض السنباطي في منزله وتعتذر له على تأخير خروج «الأطلال» إلى النور، وتشكره على إصراره على موقفه وعدم تغيير الألحان.

اقرأ أيضا

قاوم حتى الرمق الأخير.. رحلة ريم بنا مع الحياة