FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الخميس، 21 يوليو، 2005 | آخر تحديث: الخميس، 21 يوليو، 2005
المخرج مايكل باي وبطلة الفليم سكارليت جوهانسون في العرض الأول للفيلم

نيويورك (أمريكا) –رويترز: لجأ المخرج مايكل باي مخرج فيلم "أرماجيدون" "armageddon" إلى أسلوب جديد تماماً عليه في فيلمه الأخير الجزيرة " "the islandفبعد أن كان معروفاً بعشقه للمطاردات السريعة ، والأكشن والخيال العلمي ، تصدى هذه المرة لقضية سياسية وعلمية خطيرة.

يناقش باي في "الجزيرة" قضية أخلاقيات العلم حيث يجسد كل من إيوان مكجريجور وسكارليت جوهانسون دوري مستنسخين بشريين فرا من معهد سري في المستقبل القريب.

وخلال إحدى حفلات ترويج الفيلم في نيويورك قال باى " أريد من الناس عند خروجهم بعد مشاهدة هذا الفيلم أن يفكروا.. هل نريد الاستنساخ حتى لو كان في مقدورنا؟" ، وأضاف "جميعنا يريد أن يعيش لفترة أطول لكن الى أي مدى ، هل يكون المرء أنانيا إلى حد الاستيلاء على حياة شخص ما ليعيش فترة أطول؟".

يبدأ فيلم "الجزيرة" بمشهد من فيلم "لينكولن سيكس إيكو" lincoln six-echo"" الذي قام مكجريجور ببطولته حيث يعيش مع مئات من الناس في موقع لمدينة خيالية يرتدي الجميع فيها ثياباً بيضاء وكل تحركاتهم مراقبة وتخضع للسيطرة ، ويعيش السكان على أمل الفوز بيانصيب يسمح لهم بالإنتقال إلى "الجزيرة" التي أشير إلى أنها المكان الوحيد على كوكب الأرض الذى لم تلوثه كارثة بيئية.

وتثير عدة محاورات أجراها لينكولن مع فني قام بدوره ستيف بوشيمي شكوكه ، ليكتشف عندئذ أن دوره هو توفير قطع غيار لبعض الاثرياء والمشاهير الذين دفعوا خمسة ملايين دولار ليتم إستنساخهم ، ليقرر الهرب هو والشخصية التي قامت بدورها جوهانسون مع مجموعة من المرتزقة بعد مطاردة ساخنة.

وكانت الإنطباع الأول على الفيلم إيجابياً إلى حد ما ، وإن كان تشبيه للفيلم بأفلام مثل "هروب لوجان" "logan's run" و"ماتريكس" "matrix" ربما سبب قدراً من الضيق.

وذكرت صحيفة "هوليوود ريبورتر" في تعليقها على الفيلم " فيلم الجزيرة مأخوذ عن قصة من قصص الخيال العلمي ثم يتحول إلى مطاردة مثيرة" وأضاف المقال "الأمر المربك من وجهة النظر السياسية هو أن هؤلاء المخرجين قدموا دون قصد فيلماً من المؤكد أنه سيعطي دعما لليمين الديني".

وسخر باي من الأسئلة المتعلقة بالسياسة في فيلمه مصراً على أنه يراه كفيلم "مسل" للأمريكيين أكثر منه مساهمة في نقاش جاد حول الأبحاث الجينية أوخلايا المنشأ.

وتقدم خلايا المنشأ إمكانية لاحراز تقدم في معالجة العديد من الأمراض مثل الزهايمر وغيرها ، لكن نظراً لأن خلايا المنشأ الجنينية تؤخذ من أجنة بشرية فإن الأبحاث تثير قضايا أخلاقية ، وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد تعهد بإستخدام حق "الفيتو" على مشروع قانون يبيح التوسع في إستخدامها.

وقال باي "قابلت بعض الباحثين الذين يجرون أبحاثا على خلايا المنشأ ومن المدهش كيف أنهم يشعرون أن في مقدورهم علاج الكثير من الامراض" ، وأضاف "هذا الفيلم يتعامل مع قضية الإستنساخ كقضية خيال علمي إلى أقصى درجة ، إنه يفتح النقاش وحسب".

كما قال عدد من الممثلين في الفيلم أنهم لا يرون الفيلم كرسالة تحذير ضد البحث حيث قال بوشيمي "بالطبع لا أتمنى أن نصل إلى للحظة نكون فيها كائنات بشرية مستنسخة بالكامل ، ونحصدهم لنحصل على أعضاء بشرية لكني أعتقد أنه لابد من تمويل ودعم وإستمرار البحث على خلايا المنشأ".

ومضى يقول "أرجو ألا يستخدم أحد هذا الفيلم ضد أبحاث خلايا المنشأ" ، وأضاف "من المحتمل أن تكون التكنولوجيا موجودة بالطبع ، وإذا كنا نستطيع إستنساخ حيوان فمن المحتمل أنه يمكننا إستنساخ كائن بشري".

لكنه تساءل "هل يتعين علينا عمل ذلك ؟، لا. لكن ذلك لا يعني أن نتوقف عن الأبحاث التي تحاول علاج الأمراض".

وقال بول ليفنسون أستاذ الإعلام والإتصال بجامعة فوردهام في نيويورك أن مشاهدي الأفلام أثبتوا تاريخيا قدرتهم على تمييز الواقع عن الخيال.

وأكد ليفنسون الذي ألف خمس روايات خيال علمي أن هذه النوعية من الافلام خدمة عامة مهمة بطرح هذه القضايا أمام الجمهور بطريقة مشوقة ومثيرة" ، وأضاف "أنه أفضل من فيلم آخر ، لا يساهم بأي شيء في النقاش الفكري".

وتقدم الشخصية التي يؤديها الممثل البريطاني شين بين أكثر الأفكار تعقيداً في القضية ، حيث يؤدي دورمدير المعهد الذي يأخذ الريادة في تقنية توليد بشر مستنسخين بالغين أو "منتجات" على حد وصف الفيلم.

وقال بين "مخرج الفيلم "يدافع عن العلم ، إنه صدام بين البشرية والعلم" ، وأضاف "ذلك هو الدافع الذي يحركه ، إن المسألة ليست مسألة مال في الواقع ، إنها مسألة تتعلق أكثر بالعلم وإلى أي مدى يمكنه توسيع الحدود".

وقال "أنه يتوقف على الطريقة التي تنظر بها للأمر فإذا كنت ممن أصيبوا بحادث مروع فإنه يصبح منقذاً".