محمد عبد الخالق
محمد عبد الخالق تاريخ النشر: الثلاثاء، 6 مايو، 2008 | آخر تحديث: الثلاثاء، 6 مايو، 2008
الدكتور خالد شوكات الرئيس التنفيذي لمهرجان روتردام للفيلم العربي

تشهد مدينة روتردام الهولندية تظاهرة فنية عربية بانطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الفيلم العربي بروتردام في الفترة من 18-22 يونيو المقبل، بمشاركة أكثر من 55 فيلما ما بين روائي وقصير وتسجيلي.

قال الدكتور خالد شوكات الرئيس التنفيذي للمهرجان في تصريح خاص لموقع FilFan.com: "سيشهد المهرجان حضور أكثر من 100 ضيف من عشاق السينما العربية ومن المقرر أن تتضمن هذه الدورة العديد من الأنشطة المختلفة، منها المسابقات الرسمية الأربعة الخاصة بالأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، والأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، ومجموعة من البرامج الخاصة، من بينها ما سيتعلق بتكريم بعض الشخصيات السينمائية العربية البارزة، وأخرى ستعنى بمعالجة مواضيع بعينها مرتبطة بقضايا عربية ساخنة، إضافة إلي حضور خليجي قوي لدول مثل الإمارات والبحرين وقطر والكويت ".

أوضح شوكات أن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ستشهد مشاركة حوالي 9 أعمال تمثل: مصر وسوريا ولبنان والمغرب والأردن وفلسطين والجزائر، والأفلام هي: "جنينة الأسماك" إخراج يسري نصر الله، و"عين شمس" لإبراهيم البطوط من مصر، والقلوب المحترقة لأحمد المعنوني و"سميرة في الضعية" إخراج نبيل لحلو من المغرب، بينما يمثل الجزائر فيلم "البيت الأصفر" إخراج عمور حكار، ومن سوريا يعرض فيلم "خارج التغطية" لعبد اللطيف عبد الحميد، والفيلم اللبناني "تحت القصف" لفيليب عرقتنجي، وفيلم "كابتن أبو رائد" الأردني سيناريو وإخراج أمين مطالقة، كما تسعي الإدارة إلى الحصول على الفيلم الفلسطيني ملح هذا البحر باكورة أعمال السينمائية الفلسطينية الشابة المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية آن ماري جاسر.

بينما تشارك مجموعة من الأفلام القصيرة في هذه المسابقة مثل "ساعة عصاري" لشريف البنداري، و"أيادي وسخة وصابون نظيف" إخراج كريم فانوس من مصر، و"سارة" للمغربية خديجة لكلير، و"مونولوج" للسوري جواد سعيد، و"عشاء لحسين الرفاعي وغياب" لمحمد راشد من البحرين، ومن الإمارات سيشارك فيلم "بنت مريم" لسعيد سالمين المري، و"إرهاب سياحة" للقطري خالد المحمود، ومن العراق يعرض "تقويم شخصي" لبشير ماجد.

أضاف الرئيس التنفيذي للمهرجان أن لجنة تحكيم هذه المسابقة ستكون برئاسة الهولندية ساندرا دين هامر مديرة مؤسسة متحف الفيلم بأمستردام والمديرة السابقة لمهرجان روتردام السينمائي الدولي، كما تضم اللجنة في عضويتها كل من المخرجة هالة خليل الفائزة بالصقر الذهبي لأحسن فيلم في الدورة الماضية للمهرجان عن فيلم "قص ولزق"، والمخرجة التونسية سلمي بكار، والناقدة الهولندية بيانكا ستيجتر، والمخرج والممثل الألماني برنادوس ماتيوس.

وعن مسابقة الأفلام الوثائقية قال خالد شوكات إنه جرى تعديل على التقسيم الزمني لتعريف الفيلم الوثائقي القصير أو الطويل حيث سيكون تعريف العمل القصير هو ما أقل من 52 دقيقة بدلا من اعتماد 30 دقيقة أو أقل لهذا النوع السينمائي الذي لم يتم اختيار القائمة النهائية للأعمال المتنافسة في هذه المسابقة التي يترأس لجنة تحكيمها الهولندي جاك فاندرهيجين مدير صندوق دعم الفيلم بروتردام ومن الأفلام الطويلة المشاركة "إعادة خلق" للفلسطيني الأصل محمود مساد، و"حرب حب رب وجنون" لمحمد الدارجي، و"الحياة بعد السقوط" لقاسم عبد من العراق، و"صنع في مصر" لكريم خوري، ومن لبنان يعرض فيلم "هيب هوب" لجاكي سلام، إضافة إلى الفيلم الكويتي "عندما تكلّم الشعب- الجزء الثاني" لعامر زهير.

من الأفلام الوثائقية القصيرة التي ستشارك في هذا الفرع السينمائي الفيلم العراقي "يوم في سجن الكاظمية للنساء" من إخراج عدي صالح، و"هل أنا أزعجك" للمصري أيمن حسين.

أشار شوكات إلى أن هذه الدورة ستشهد مجموعة من البرامج الخاصة مثل الدورة الثالثة لقافلة السينما العربية الأوروبية التي ينفذها المهرجان مع مؤسستي "سمات" المصرية و"معهد العالم العربي" بباريس، وبدعم وبتمويل من الاتحاد الأوربي عبر النسخة الثانية من برنامج اليورو ميد السمعي البصري، ونال الفيلم المصري "الجزيرة " بطولة أحمد السقا وهند صبري وإخراج شريف عرفة شرف افتتاح هذا لبرنامج الذي يضم أيضا مجموعة من الأفلام مثل الفيلم اللبناني "كراميل" لنادين لبكي، والفيلم الهولندي "ضربات"، والجزائري "بالوما اللذيذة" إضافة إلى فيلم "خلص" الذي سيعرض في إطار تكريم المخرج اللبناني برهان علوية، ومن المقرر أن تطوف القافلة 7 مدن هولندية، إضافة إلى قسم خاص عن الجدار في السينما العربية والعالمية، أما البرنامج الثالث فمخصص لطلاب المدارس الثانوية بهدف الاطلاع على نماذج من أحدث إنتاج للسينما العربية ،
وعن الندوات الفكرية التي ستقام ضمن هذه الدورة، أوضح شوكات أنه تم اختيار 3 عناوين لهذا النشاط الثقافي وهي" "العائلات الفنية في السينما العربية آل العدل نموذجا" أما العنوان الثاني فسيكون مخصصا لكيفية الرد علي فيلم "فتنة" الذي أخرجه السياسي اليميني جيرت فيلدرز، وتقام الندوة الثالثة بعنوان "الجدار – حواجز الأرض والمشاعر سينمائيا".

تم اختيار فيلم "هي فوضى" للمخرج يوسف شاهين للعرض في حفل افتتاح هذا الحدث السينمائي، بينما سيكون الفيلم التونسي "أسرار الكسكسي لولا" للمخرج عبد اللطيف كشيش ضيف شرف حفل الختام، وهو العمل الحائز هذا العام علي 4 جوائز من مهرجان السينما الفرنسية المعروف باسم "سيزار" وهي" أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو، وحصلت حفصية حرزى 21 عاما وإحدى بطلات الفيلم على جائزة أفضل ممثلة صاعدة.

بالإضافة إلى "جائزة النقد الدولية" من مهرجان فينسيا السينمائي الماضي، وأضاف شوكات لأول مرة في تاريخ هذا الحدث سيتم مرور ضيوف الدورة علي بساط أخضر كرسالة سلام للعالم المشتعل سياسيا، إضافة إلى اعتبارها دعوة للحفاظ علي الموارد الطبيعة من الاندثار بسسب تنامي ظاهرة الإضرار بالبيئة والآثار السلبية لما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.

كما يتضمن برنامج هذه الدورة الاحتفاء بمئوية عرض أول فيلم وطني مصري لتختتم روتردام الاحتفالات المختلفة بهذه المناسبة التي يقيم لها المهرجان أيضا استفتاء خاص عن أهم 5 أفلام روائية طويلة عرضت خلال الـ25 سنة الأخيرة من خلال مجموعة من النقاد المصريين والعرب مع العمل على إصدار كتاب تذكاري بهذه المناسبة ليكون ثاني إصدارات المهرجان بعد كتاب "محفوظ عبد الرحمن عميد الدراما العربية" من تأليف الأمير أباظة.

كما تشهد هذه الدورة تغير اسم المؤسسة المنظمة لهذا العرس السينمائي إلى "مؤسسة فيلم من الجوار"، بينما سيحافظ الحدث على اسمه المعروف "مهرجان الفيلم العربي في روتردام".

كشف شوكات عن التوصل إلى اتفاق شامل مع مؤسسة "الجسر" في روتردام، وهي مؤسسة ثقافية هولندية تعنى بتنمية الثقافة المغربية في هولندا، يقضي بإدماج "مهرجان الفيلم المغربي في روتردام" في إطار أنشطة مهرجان الفيلم العربي ابتداء من سنة 2009، ليتحول بذلك إلى برنامج سنوي خاص بالسينما المغربية، ويبقى من الناحية التنظيمية والمالية تحت إشراف مؤسسة "الجسر"، التي يرأسها الناشط المغربي محمد الصغير.

قال شوكات إن هذا الاندماج جاء لمواجهة التحديات التي ستواجه المهرجان خلال السنوات القادمة، وسعيا إلى ضخ دماء جديدة، والانفتاح على أفكار ومقترحات مختلفة.

أوضح شوكات أن فكرة تأسيس وإطلاق مهرجان متخصص في السينما العربية جاءت منطلق السعي إلى تأسيس فضاء للحوار بين العالم العربي وأوروبا، تكون قاعدته السينما باعتبارها لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب، وستكون مقدمة جيدة لحوار هادئ ومتزن لترسيخ مجموعة من القيم والمبادئ المطلوبة في هذا التوقيت بذاته، لبناء علاقات صحية بين ضفتي المتوسط، هذا من جهة ومن جهة أخرى وجدنا أن الوجود العربي في هولندا عليه أن يساهم في إثراء وإعطاء شكل إيجابي للمجتمع الهولندي والأوروبي بوجه عام، وإثراء الواقع الثقافي الأوروبي بما يكرس الطبيعة التعددية لهذا الواقع.

يذكر أن مهرجان الفيلم العربي بروتردام ولد على أيدي ثلاثة من المثقفين العرب المقيمين في هولندا وهم: الدكتور خالد شوكات رئيس المهرجان حالياً، وهو تونسي الأصل، بالإضافة إلى أنه مدير البرنامج الثقافي العربي في هولندا وهي مؤسسة تعنى بالدفاع عن الهوية الثقافية والحضارية للأقلية العربية في هولندا، والصحفي العراقي انتشال التميمي والمثقف والناشط الفلسطيني محمد أبو ليل.

يمنح المهرجان جائزة الصقر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل و8 جوائز مالية كبرى لدعم الإنتاج السينمائي العرب.

يعتبر المهرجان من أبرز الأنشطة الثقافية العربية في الخارج فهو يعتمد لغة الحوار في طرح القضايا بين العالمين العربي والغربي ويعتمد لغة السينما كلغة مؤثرة وحية.