رحيم ترك
رحيم ترك تاريخ النشر: السبت، 24 مارس، 2018 | آخر تحديث:
المخرج مجدي الهواري


جذب مسلسل "الشارع اللي ورانا" انتباه الجمهور، وتباينت ردود الفعل بعد عرض الحلقات الأولى منه، ما بين الاعجاب والثناء على تقديم العمل بشكل درامي وإخراجي مختلفان، وأخرى تتحدث عن صعوبة استيعاب الأحداث وذلك لما يتضمنه من بعض الغموض في تفاصيله.

وكان لـ FilFan.comهذا الحوار مع مخرج العمل مجدي الهواري الذي تحدث عن تفاصيل مسلسل "الشارع اللي ورانا"، ورد على التساؤلات حول غموض الأحداث.

وقال الهواري: "المشاهد تعود على مدار 100 عام، أن يتابع الدراما التليفزيونية بطريقة سرد الحدوتة، بأسلوب "كان يا ما كان"، وهي طريقة تقليدية جدا منذ عصور الأجداد، وانتهت من العالم كله، وحان الوقت لنقول لها كفى، ونبدأ في تقديم الدراما المصرية بطريقة عصرية ومختلفة تليق بنا وبالمشاهد.

وأضاف: "مع بداية الحلقة الأولى شاهدت العديد من التعليقات التي جاءتني من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وكانت هناك حالة من الاستغراب وعدم الاستيعاب، وهو أمر طبيعي فليس هناك عمل يتضح منذ بدايته، وإلا فما الفائدة منه! وكنت أراهن على ذكاء المشاهد في تفهم الأسلوب الجديد في تقديم الدراما بطريقة غير تقليدية، وبالفعل فاق توقعاتي فكنت اعتقد أنه سيتم كشف تفاصيل العمل مع الحلقة العاشرة، ولكن مع الحلقة الرابعة والخامسة كان هناك نسبة كبيرة من الجمهور كشفت 75% من الحدوتة الحقيقية للعمل، وكنت سعيد بذلك لأني كنت واثقا في رهاني على ذكاء المشاهد".

وتابع "من ضمن أهداف مشروع المسلسل هو الحديث عن فكرة الخوف من الموت والذي هو في الأساس شيء جميل وانتقال لحياة أخرى، فعلى سبيل المثال لماذا نرتدي الملابس السوداء في الوفيات؟ وذلك بالفعل أصابني شخصيا بعقدة منذ طفولتي، فوالدتي توفيت وأنا في التاسعة من عمري، ووقتها كان جميع اقاربي يصرخون بجانبي، وهو ما جعلني حتى الآن اشعر بالانزعاج من الأصوات المرتفعة، وذلك لان ثقافتنا بها الكثير من الأخطاء، ولو عدنا للماضي لوجدنا أن اجدادنا الفراعنة كانوا يلبسون المتوفي أفضل الثياب ويضعون مقتنياتهم الثمينة معه".

وأكد مجدي الهواري قائلا "نحن كصناع دراما وسينما، يجب أن نبحث عن الابداع والتغيير وتقديم الجديد للمشاهد، ولو لم نفعل ذلك سنصبح مجرد موظفين بلا موهبة، وأرفض تماما فكرة تقديم القصة للمشاهد كطريقة أن نضع له الملعقة في فمه، فذلك يجب أن ينتهي تماما لأنه ذكي وناضج بشكل كبير جدا ولابد من أن نحترم عقليته وانه يستوعب جمال الاعمال التي تقدم له بكل عناصرها وتفاصيلها".

وأوضح "في الأجيال الماضية كان لو قدم مخرج فيلم سينمائي معنى جملة من خلال الموسيقى التصويربة للعمل، وتأخر السيناريو قليلاً، لتحطمت السينما بالكامل، أما الجيل الحالي مختلف وواعى ويتميز بذكاء كبير ويستطيع أن يقرأ تفاصيل دقيقة في الإخراج والمكياج أو الديكورات، وكنت عندما تواجدت في أحد السينمات بإنجلترا، اشعر بالغيرة إذ افاجئ بأن بجانبي مشاهد يأتي من أخر أوروبا لحرصه على متابعة فيلم لمخرج ما، أو مهندس ديكور وغير ذلك، واندهش من حجم الثقافة التي يتمتع بها المشاهد، وكيف يستطيع أن يتفهم جميع تفاصيل العمل وليس لمجرد وجود البطل فقط، ولمست ذلك بالفعل في الجيل الحالي الذي يستطيع أن يفكر ويستنتج ويستوعب الأمور بشكل أفضل بكثير عن الماضي ولامست ذلك من خلاله تعليقاتهم على المسلسل، فوجدت من يتحدث عن المكياج أو الديكور أو الملابس والموسيقى، وهو أمر اسعدني كثيراً".

وأشار: "أخرجت 27 فيلما ومسلسلين، وجميع اعمالي تعرض حتى الآن وذلك بسبب أنني اهتم بالتغيير وتقديم شيء جديد ومختلف كل مرة، وعندما قدمت كمنتج فيلم "الناظر" للراحل علاء ولي الدين، استخدمت فيه تقنية "دولبي ديجيتال" وكانت المرة الأولى التي يتم الاستعانة بهذه التقنية بعمل فني في السينما العربية.


وقال مجدي الهواري: "ابتعدت عن الدراما التلفزيونية منذ4 سنوات، وذلك بسبب أنني لم أجد عمل فني يضمن فكر جديد ومختلف أقدمه للجمهور وأحترم فيه ذكائه، وعندما عرض علي مسلسل "الشارع اللي ورانا"، وجدت فيه ما أبحث عنه وما كنت مهموم به طوال الفترة الماضية في تغيير الطريقة التقليدية في تقديم الاعمال الدرامية".

وأضاف: "لو لم أكن مؤمنا بتقديم شيء مختلف كنت أخرجت مسلسل "الشارع اللي ورانا" بطريقة تقليدية ونقدم مجرد حدوته فقط بدون أن نحترم عقل وذكاء المشاهدين، ولكني أصر على محاولاتي لرفع ثقف الدراما العربية وتطويرها للأفضل، وندعو المشاهد للتفكير بدلا من أن يتابع مجرد اشخاص يتحدثون أمامه على الشاشة فقط".

وأوضح المخرج مجدي الهواري أن المسلسل يتضمن 45 حلقة وسيكون هناك الكثير من المفاجأت مع الحلقات المقبلة، معربا عن سعادته بردود الفعل الإيجابية التي حققها حتى الآن.

اقرأ أيضا

شريف باهر لـ "في الفن": هكذا يختلف فيلم "براءة ريا وسكينة"

خاص- لقاء الخميسي تنتهي من "أبواب الشك" في هذا الموعد