أبو ظبي تضع نفسها على خريطة المهرجانات العالمية

تاريخ النشر: الأربعاء، 9 أبريل، 2008 | آخر تحديث: الأربعاء، 9 أبريل، 2008
أسماء لمنور في حفل "حوار مع الكبار"

انتهت منذ أيام قليلة فعاليات مهرجان أبو ظبي الخامس للموسيقى والفنون، الذي هدف هذا العام لتعزيز جسور التواصل الثقافي بين الحضارة الشرقية والغربية، وهو ما تم بالفعل بنجاح في مهرجان هذا العام.

امتاز المهرجان هذا العام بالتحضير الجيد الذي تمكن من اجتذاب أشهر وأقوى الفرق العالمية الغربية، إلى جانب أفضل وأمهر الفنانين العرب الذين مثلوا الموسيقى الشرقية، وتم الجمع بينهما في مهرجان واحد نجح في تحقيق هدفه الأساسي.

من أهم ما لفت نظري في المهرجان هذا العام، الدعم القوي الذي وفرته إمارة أبو ظبي سواء ماديا أو معنويا، وهو ما يؤكد على رغبة هذه الإمارة في أن تكون محطة قوية ومهمة في دعم الفنون الحقيقية، وأن تكون المشاركة بمهرجان أبو ظبي السنوي هدفا لكل من يقدم فنا حقيقيا في جميع أنحاء العالم.

أكدت السيدة هدى كانو رئيسة المهرجان ومؤسسته، التي بذلت مجهودا كبيرا في تنظيم هذا المهرجان، وتذليل كل العقبات أمامه ليكون أقوى وأعظم المهرجانات الموسيقية، على أن الاهتمام بتنشئة جيل جديد يهتم بالفنون بكل أشكالها، يرفع اسم العرب في ميدان الفنون والإبداع، ويعد لهم تاريخهم الكبير الفني والحضاري.

وأضافت أنه ليس بالضرورة أن يكون كل الجيل الجديد من المبدعين، ولكن على الأقل هناك مواهب تستحق فعلا أن يتم الوقوف بجانبهم ودعمها، لتخرج للنور ويعرفها العالم، وهو ما يهدف إليه المهرجان في المقام الأول.

المهرجان ظهرت قوته من خلال الذين شاركوا فيه حيث أنه كان أشبه بتجمع ثقافي فكري هائل بداية من أوركسترا "الفيل هارمونيك" الذي يعد من أهم وأقوى الأوركسترات العالمية على الساحة الفنية، مرورا بفرقة البولشوي الروسية التي أبهرت عروضهم الحضور نظرا للتنظيم الرائع الذي يديرون به نشاطاتهم، بخلاف السهرات الغنائي الأوبرالية التي حاذت إعجاب الجميع.

أما ما ميز المهرجان من الناحية الشرقية هي المشاركة القوية التي ظهر بها الفنان العراقي الكبير نصير شمة من خلال الظهور الأول لأوركسترا الشرق الذي تميز بضمه لجميع الآلات الشرقية، الذي قدم شكلا جديدا للموسيقى العربية، يستحق الدعم والاهتمام من كل الدول العربية لكي يظهر لكل العالم بهذا الشكل الراقي.

بالإضافة للسهرة الغنائية التي قدمها كل من المطرب خالد سليم والمطربة أسماء لمنور التي حملت اسم "حوار مع الكبار"، وكانا بالفعل على مستوى هذا الحوار، واستطاعا أن يعرضا تاريخنا الموسيقي بشكل قوي أجبر الجميع على احترامه وتقبله على الرغم من أن معظم الذين واظبوا على حضور المهرجان كانو من الأجانب، وكانت مشاركة الفنانة اللبنانية هبة القواس مسك ختام المهرجان لكي تثبت أن الابداع الشرقي لا يتوقف، وأننا قادرون على محاكاة جميع أنواع الفنون والتفوق فيها أيضا.

أعتقد أن الساحة العربية اكتسبت مهرجانا قويا ومحترما له أهداف راقية استطاع أن يحقق منها جزءا كبيرا بإثباته تواجده أمام المهرجانات الموسيقية العالمية، ولا يبقى له الآن سوى أن يواصل استقطاب أهم رموز الفن في العالم، لكي يحافظ على هذه المكانة بل ويتصدر المهرجانات العالمية لما يميزه باحتوائه جميع أشكال الفنون.