جوهانسبرج (رويترز) - لم يشاهد معظم الأفارقة حفلات "لايف 8" العامرة بالنجوم والتي تهدف إلى تسليط الضوء على معاناتهم ، إلا أن كثيرين قالوا يوم الأحد أهلاً بأي مسعى لتخفيف حدة الفقر حتى لو كان حفلات موسيقية تقام في أماكن بعيدة من أجل أثرياء بيض.
وشاهد قرابة ملياري نسمة من خلال التليفزيون حفلات "لايف 8" التي أقيمت يوم السبت في أربع قارات للمساعدة في جذب الإنتباه للفقر في أفريقيا والضغط على قادة أغنى الدول في العالم لإلغاء الديون المستحقة على أفريقيا وزيادة المساعدات وإزالة من الحواجز الجمركية غير العادلة.
أما في أفريقيا نفسها حيث يمنع الفقر المدقع غالبية الناس من امتلاك جهاز تليفزيون فلم يشاهد تلك الحفلات التي وصفت بأنها أكبر حفلات موسيقية في العالم سوى قلة ممن أقيمت من أجلهم ، واحتار من شاهدوها في لقطات لا تنتهي لأشخاص بيض يمسكون بآلات الجيتار.
وقال إدوارد روموكي في وسط مدينة جوهانسبرج عندما سئل عن رأيه في الرجل الذي قاد الجهود لتنظيم الحفلات: "لا أعرف من هو بوب جيلدوف ، إلا ان الحضور كانوا يتحدثون عن الفقر وهو أمر متفش في أفريقيا... ربما تؤدي حفلة مثل هذه إلى وضع أفريقيا في دائرة الأخبار وتغيير الأوضاع الحالية".
وقال ماكسويل شيريما- 25 عاماً- الذي يجني قرابة خمسة دولارات يومياً من بيع البرتقال على جانب الطريق في تنزانيا إنه لا يعلم بتنظيم أي حفلات لمساعدة أفريقيا ، وأضاف: "لم أسمع شيئاً عن ذلك ، لكن لا بأس بأي شىء لمساعدتنا".
أما الأفارقة الذين علموا بأمر الحفلات فأعربوا عن اعتقادهم بأنها فكرة جيدة ، إلا أنهم أبدوا استغرابهم لاستبعاد موسيقييهم من المشاركة وهو انتقاد دفع منظمي الحفلات لإضافة حفلة في جوهانسبرج في اللحظة الأخيرة وكانت أصغر الحفلات.
وتساءلت سوزان أوتا وهي طالبة في نيروبي: "ماذا يعرف الفنانون المشاركون عن أفريقيا؟ وكيف لنا أن نعرف إن كان نصفهم زاروا أي دولة افريقية".
وفي الحفل الذي أقيم في جوهانسبرج يوم السبت حدق ثمانية آلاف شخص بذهول إلى شاشة عملاقة تعرض على الهواء مباشرة مشاهد لفريق "u2" وغيره من الفرق الغنائية غير المعروفة في أفريقيا مذاعة من الحفلات الأكثر بريقاً في الدول الغنية.
وقال الفنانون إنهم كانوا يفضلون المشاركة بالغناء على المسرح مع النجوم العالميين من أمثال بيورك وبونو ، إلا أنهم يرون أن الحفلة التي أقيمت في البلاد وفرت فرصة لتثقيف الشبان في أفريقيا بشأن القضايا الكامنة وراء معاناتهم اليومية.
وقال زولا ملك موسيقى كوايتو وهي نوع من موسيقى الهيب هوب ظهرت في معازل السود السابقة في جنوب أفريقيا: "باعتباري شاباً أفريقياً فإن هذا يمنحني الفرصة للتحدث مع غيري من الشبان الأفارقة عن القضايا التي تمنعهم من التحرر".
وعلى الرغم من تشكك كثير من الأفارقة في إمكان أن تغير مجموعة من نجوم الروك حياتهم فهم يأملون في أن يسفر اجتماع مجموعة الدول الثماني الغنية الذي سيعقد الأسبوع المقبل عن نتائج في هذا الصدد.
وقال عيسى ملامبو وهو عاطل عمره 21 عاماً في جوهانسبرج: "آمل ان تجد مجموعة الدول الثماني حلاً لمشاكلنا.. انهم دائما ما يقدمون الوعود لكن آمل أن يتحركوا هذه المرة".