نهال ناصر
نهال ناصر تاريخ النشر: الاثنين، 1 يناير، 0001 | آخر تحديث:
شادية

"دلوعة السينما" لقب ظلم الفنانة الراحلة شادية كثيرا، نعم هي كانت الدلوعة والجميلة والشقية والمرحة في أفلامها، ولكنها كانت القاسية والمرأة اللعوب والمظلومة والضحية، هي فنانة بمعنى الكلمة.

قدمت شادية في بدايتها الفنية أفلاما تصنف تحت مسمى الكوميدية الرومانسية، فشاركت إسماعيل يس في أفلام عديدة وكانت لها روح دعابة أظهرت الفتاة الشقية الناعمة بداخلها.

استمرت شادية في هذه الأدوار، وبعدها قدمت البطولة فكانت الفتاة الهادئة الرقيقة التي تقع في حب البطل وتقابلهما صراعات الحياة، وهي الفتاة الدلوعة الأنثوية التي يتمنى كل رجل أن تصبح زوجته.

هذه الأفلام وضعت شادية في مكان واحد، إلى أن قررت أن تثبت للجميع أنها فنانة تقدم كل الأدوار، بل هي قادرة على إقناعنا في كل شيء تقدمه.

ليس فيلما واحدا أو اثنين، بل أكثر من فيلم ظهرت فيه شادية بشكل مختلف.

المرأة المجهولة

البداية مع "المرأة المجهولة"، مشاعر الأمومة وفقدان الابن والظلم والانكسار، تحولات في الشخصية جسدتها شادية بكل براعة، هو واحد من أشهر وأنجح أفلامها الذي أكدت فيها قدرتها التمثيلية.

اللص والكلاب

بعيدا عن الرقة والهدوء في أفلامها الأولى، ظهرت شادية في فيلم "اللص والكلاب" لتظهر المرأة اللعوب التي يتعرف عليها البطل في أحد البارات، قدمت هذه الشخصية بأسلوبها وطريقتها.

زقاق المدق

شخصية جديدة ومختلفة لشادية قدمتها في فيلم "زقاق المدق" المأخوذ عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ.

"حميدة" التي تموت في نهاية الفيلم بكل ما تمر به من تغيرات، وبطريقة حديث وسير مختلفة، لتظهر شادية في شكل جديد.


الطريق

المرأة الخائنة التي تخطط وتشارك في قتل زوجها، قامت بدور الخائنة وأقنعت الجمهور به، لم تخش أن يكرهها الجمهور أو يغضب منها بعدما كانت كل أدوارها الفتاة البريئة، لكنها قدمت الدور بطريقتها وأسلوبها لتجبر الجميع على الإشادة بها.

بين كل فيلم والآخر تقدم شادية أدوارها المعتادة الكوميدية، ولكن سريعا تأتي لها الفرصة من جديد وتعود للأدوار الجادة التي لا يمكن أن تنسى.

شيء من الخوف

"جواز فؤادة من عتريس باطل" شخصية فؤادة وما مرت به من طفولتها وعلاقتها بعتريس، الفلاحة التي وقفت أمام الرجل الصارم وفتحت المياه لكي تروي الأرض العطشة، ملامح الخوف والرعب ونظرة الحب التي ترتسم على وجهها في لحظة واحدة.

جسدت شادية الدور في أفضل صورة جعلت الجميع يحترم تنوعها في الاختيارات وما تقدمه.

ميرامار

عادت من جديد شادية للعمل من روايات نجيب محفوظ هذه المرة مع فيلم "ميرامار" "زهرة" التي تعيش في "البانسيون" بعدما هربت من منزل أهلها لرفضها الزواج من شخص أكبر منها، لتقع فريسة لشاب متهور.


نحن لا نزرع الشوك

سريعا بعد فيلم "ميرامار" قدمت شادية فيلم "نحن لا نزرع الشوك" لتجسد الفتاة التي عانت من طفولتها من قسوة والدة الأب والتي مرت بمراحل عديدة في حياتها لتحب شابا تعمل لدى أسرته وتتزوج من آخر، ويموت ابنها إلى أن تنتهي بها الحياة بأن تموت بعدما قامت بتمريض طفل صغير فانتقل إليها المرض.

في كل مرحلة من مراحل الفيلم جسدت شادية ما تمر به الشخصية من معاناة في منزل والدها، إلى عملها في منزل آخر وزواجها من شخص لا تحبه.

لا تسألني من أنا

فضلت شادية أن يكون آخر أفلامها ووداعها للجمهور مختلفا حتى يظل الجميع يتذكرها، وذلك بأداء تمثيلي رائع لا يمكن لأحد أن ينساه.

"لا تسألني من أنا" وقصة الأم التي تبيع ابنتها لأسرة غنية وتعمل لديهم حتى تظل إلى جوارها، إلى أن تكتشف الفتاة ما حدث في الماضي وتواجه والدتها الحقيقة بالأمر.

أدت شادية المشهد ببراعة وجسدت حرقة قلب الأم ومحاولته الدفاع عن نفسها.

شادية التي رحلت بجسدها وستبقى بأعمالها خالدة، فهي قدمت للجمهور كل ما يتمناه من تنوع في الأدوار، سيظل الجميع يتذكرها ويضحك ويبكي معها.

اقرأ أيضا:

شادية حلم الأمومة الذي لم يتحقق

بالصور- يسرا متخفية في جنازة شادية