أمل مجدي
أمل مجدي تاريخ النشر: الاثنين، 27 نوفمبر، 2017 | آخر تحديث:
نتفليكس ومستقبل التوزيع السينمائي

رغم مرور 20 عامًا على تأسيسها، فإن شبكة Netflix الأمريكية توسعت في مجال الإنتاج والتوزيع السينمائي خلال السنوات الاخيرة وفرضت نفسها على صناعة السينما العالمية عن طريق طرح أفلام ومسلسلات مميزة ناطقة بلغات مختلفة.

لذلك أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ندوة تحت عنوان "نتفليكس ومستقبل التوزيع السينمائي"، اليوم الاثنين 27 نوفمبر، ضمن فعاليات الدورة الـ39، أدارها الناقد أسامة عبد الفتاح. وشارك في المناقشة كلا من المنتج المصري عمرو قورة والمنتج والسيناريست المصري محمد حفظي والمخرج الأردني محمود المساد والناقد اللبناني محمد رضا،

وانقسم الحضور حول تأثير تواجد الشبكة الأمريكية على صناعة السينما في الشرق الأوسط، إذ اعتبر البعض أنها ستعلب دورًا مهمًا عن طريق توفير فرص لصناع السينما المستقلة والبديلة، فيما رأى آخرون أنها ستؤثر بالسلب على دور العرض بشكل خاص والفن بشكل عام.

هدف Netflix

تحدث في البداية المنتج عمرو قورة، الذي تعد شركته أول شركة في العالم العربي تتعاون مع شبكة Netflix، قائلًا: "الخطة التي تتبعها الشبكة الأمريكية مختلفة قليلًا عما يظنه البعض، فهدفها الرئيسي إنتاج محتوى عربي يصل إلى العالم الخارجي، وليس إنتاج مواضيع تناقش قضايا حيوية، والمعيار الأساسي هو جودة المحتوى".

وأضاف أن هذا الفكر يزيد من تعاون الشبكة مع صناع السينما صغار السن، الذين يمتلكون أفكارًا تجريبية جديدة، موضحًا: "Netflix يهمها ألا تنخفض نسبة الاشتراكات، وليس أرقام المشاهدة".

وأكد أن هذه السياسة ستؤدي إلى ازدهار صناعة السينما، وتأثيرها على دور العرض لن يكون كبيرًا، لافتًا إلى أن Netflix لا ترفض أن تتفق مع شركات التوزيع، لكنها تعطي الأولوية للمشترك في الشبكة، فمن حقه مشاهدة الأعمال الفنية قبل الجميع.

هكذا ستؤثر Netflix على الدراما العربية

اتفق معه المخرج الأردني محمود المساد، الذي اشترت Netfllix فيلمه "إنشالله استفدت" عقب عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

ولفت إلى أن التعاون من الشبكة يعد أمرًا جيدًا بالنسبة له كصانع أفلام لأنها تفتح بابًا أمام الجمهور العادي كي يتمكن من مشاهدة أعمال لا تعرض سوى في المهرجانات الدولية.

واعتبر أن الشبكة التي تأسست عام 1997 من الممكن أن تكون السبب في نقلة نوعية بالدراما العربية، لافتا إلى أن معظم المسلسلات تقدم محتوى ساذج لا يحترم عقول المشاهدين، فيما تهتم Netflix بنجاز أعمال ذات قيمة فنية.

أزمة دور العرض السينمائية

وأكد الموزع السينمائي طارق صبري أن دور العرض السينمائية لن تتأثر بنشاط الشبكة الأمريكية، لأن الذهاب إلى السينما شيء أساسي عند الجميع، لافتا إلى أن هذه المخاوف والتساؤلات أثيرت مع ظهور أشرطة الفيديو منذ عدة سنوات.

وأشار إلى أن السينما المصرية تستغل فقط خمس طاقة دور العرض المتوفرة، كما أن هناك فجوة بين عدد السينمات في الماضي ووقتنا الحالي، موضحًا أن عدد دور العرض المصرية في الماضي كان 600 قاعة عرض، فيما تمتلك الصناعة الآن حوالي 400 قاعة فقط.

وشدد على أن Netflix ستتعاون مع الشركات الموزعة مع مرور الوقت، لأن هذا أمر حتمي.

صعوبة التأقلم مع السوق المصري

فيما قال المنتج والسيناريست محمد حفظي، إن أزمة الإنتاج والتوزيع في مصر أكبر من شبكة Netflix، لافتا إلى أن تأثيرها على صناعة السينما المصرية لم يظهر بشكل واضح حتى الآن.

وأضاف: "الموضوع معقد، الشبكة لم تستوعب الطريقة التي تعمل بها صناعة السينما المصرية، وبالتالي فإن تأقلمها معنا يعد أمرًا صعبًا خاصة وأنها تبحث عن محتوى مختلف عن السائد".

ولفت إلى الوضع أسهل بالنسية للدراما المصرية، فمن الممكن أن تنجح في إنتاج مسلسلات تحقق انتشارًا واسعًا.

وكشف أن الشبكة الأمريكية تفاوضت معه على شراء حق عرض فيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب، لكن المفاوضات لم تنجح بسبب بند في العقد يشترط ألا يعرض الفيلم في قنوات تليفزيونية لمدة 4 سنوات بعد عرضه في دور السينما، وبالتالي رفض لأن هذا سيؤثر على عائدات الفيلم إجماليًا.

وأوضح أن القنوات التليفزيونية تشتري حق عرض الفيلم المصري برقم كبير مقارنة بشراء الأفلام العربية، ومن المنطقي أن تشتري Netflix الافلام العربية لكن الأمر مختلف بالنسبة للسينما المصرية.

وذكر أن Netflix اشترت حقوق عرض حوالي 5 أفلام عربية منها "زنزانة" و"كتير كبير" و"المختارون"، وتراوح السعر بين 250 إلى 350 ألف دولار أمريكي.

سلبيات Netflix

عدد الناقد محمد رضا، سلبيات الشبكة الأمريكية، معتبرًا أن تدخل ممثلي الشركة في كل تفاصيل العمل الفني يقلل من الحرية التي يتمتع بها المخرج. كما أن فكرة طرح الأفلام على شبكات الإنترنت تؤثر على نظرتنا للسينما، إذ من المفترض مشاهدة العمل السينمائي داخل قاعة عرض وليس أمام شاشة كومبيوتر، لأنها في الأساس فعل جماعي وليس فردي.

كما أن معدل الإقبال على السينما سينخفض مع مرور الوقت، وبالتالي ستتأثر الإيرادات وتتراجع الصناعة في مختلف أنحاء العالم. وبشكل عام، فإن الفن الموجه ناحية مواضيع وأفكار محددة يضر بالصناعة ويحد من التنوع والتحرر.

اقرأ أيضًا:
شركة Netflix تشتري هذه الأفلام العربية.. تعرف على سعرها

شركة Netflix تشتري حقوق بث فيلم اسرائيلي يتناول قصة حياة أشرف مروان