محرر FilFan
محرر FilFan تاريخ النشر: الأحد، 19 نوفمبر، 2017 | آخر تحديث:
أحمد زكي

يعد فيلم "الكرنك" بطولة نور الشريف وسعاد حسني أحد أبرز الأفلام المصرية السياسية والذي تم انتاجه عام 1975، لكن في البداية لم يكن نور الشريف هو من سيقوم بتجسيد دور "إسماعيل الشيخ" ضمن أحداث العمل، بل كان مرشحا له أحمد زكي.

الإعلامي عمرو الليثي كشف أسباب عدم اسناد دور البطولة فى فيلم "الكرنك" لأحمد زكي وذلك فى ذكرى ميلاد النجم الأسمر، إذ نشر عبر صفحته بموقع Facebook أسرارا خاصة حول النجم أحمد زكى وأسباب واعطاء الدور إلى نور الشريف ,

وقال الليثي: المنتج رمسيس نجيب اعترض على إعطاء دور البطولة فى فيلم "الكرنك" لأحمد زكى وقال: سعاد حسنى تحب الولد الأسمر ده! ليرد عليه والدى ممدوح الليثى "مش سعاد حسنى يا أستاذ رمسيس، دى زينب دياب بنت المعلم دياب بياع لحمة الراس فى حارة دعبس بالحسينية". ليرد رمسيس نجيب "برضه سعاد حسنى السندريلا بتاعتنا اللى عملت الحب الضايع وبئر الحرمان وزوزو لو ده حصل الفيلم هيسقط سقوطاً شنيعاً والجماهير حتضربكم.. لأنهم مش هيوافقوا إن سعاد تحب الولد ده! .

وأضاف الليثي أن والده حاول اقناع رمسيس نجيب بأن الجميع يتوقع النجاح لأحمد زكى وأنه سيصبح نجما، لكن المنتج قال: عمره ما حيبقى نجم.. بالكتير أوى حايصبح زى فلان"، وذكر اسم ممثل يقوم بأدوار ثانوية. وأسقط فى أيديهم وتبادلوا نظرات الشفقة ممدوح الليثى والمخرج على بدرخان والفنانة سعاد حسنى وابتسم الموزعان.

واستطرد رمسيس نجيب قائلاً: بالنسبة للشاب الثانى (يقصد محمد صبحى) ممكن يأخذ دور شيوعى هو.. وهو شكله شيوعى فعلا.. بس ماتوقعلوش نجاح كبير إنما زى بعضه.. عشان يبقى قدمتم وجهاً جديدا! وكانوا فى حيرة كيف سيبلغون الوجه الجديد أحمد زكى بهذا الاعتذار وكيف سيتلقى الصدمة بعد أن نشرت الصحف مئات الأخبار عن قيامه بهذا الدور! ومن الذى سيقوم بدور أحمد زكى، وبعد نقاش لم يستغرق طويلاً اتفقوا على ترشيح الفنان نور الشريف لدور إسماعيل الشيخ، وتركوا كيفية إبلاغ أحمد زكى بالاعتذار لأبى بصفته منتج الفيلم وقرر بينه وبين نفسه أن يترك هذه المهمة للزمن القريب! لكن أحمد زكى لم يعط الزمن الفرصة، فقد اتصل بأبى وسأله عن موعد بدء تصوير الفيلم لأنه معروض عليه أعمال أخرى وقال له أبى مشفقاً: «لنتقابل فى مكتبى فى السادسة مساء.

وأضاف الليثي: حضر أحمد زكى إلى مكتبه بشارع قصر النيل وسأله "فين كشف الملابس يا أستاذ؟ إيه الأخبار متى سنبدأ التصوير؟ وبدأ أبى حديثه قائلاً : الموزعين اليومين دول يا أحمد بيتحكموا فى السينما المصرية"! سأل بقلق: إزاى؟ مش مكفيهم إن سعاد حسنى فى الفيلم.. عايزين بطل قدامها.. مش فاهم.. ما كمال الشناوى موجود.. وقرأت فى الجرايد إنكم مضيتم مع فريد شوقى دور أبو سعاد!
وهنا أجاب ممدوح الليثي على اسئلة أحمد زكي: الذي يهم الموزعين.. من يقف أمام سعاد.. من الذى ستحبه فى الفيلم. ورد أحمد زكى بعصبية: ما تحب اللى على مزاجها.. هو مال أبوهم.

وذكر عمرو الليثي تفاصيل النقاش بين ذكي ووالده إذ قال ممدوح الليثي إن الموزعين يريدون وجها جديدا واحدا فقط في الفيلم، وأخبره بأنه لن يجسد الدور، وبحركة لا شعورية التقط أحمد زكى الكوب الزجاجى وضرب جبهته، وهو يصرخ وانكسر الكوب وانسابت الدماء من جبهته وهو لا يزال يصرخ.. وتجمهر كل من فى المكتب واشتركوا جميعاً فى إسعاف أحمد زكى وتطييب خاطره وترقرق الدمع فى أعينهم وأعين أبى، إشفاقا على مشاعره وأحضروا الاسعافات الطبية ووضعوها على الجرح وظلوا فترة يحيطون بأحمد زكى بمشاعر الحب والحنان والإشفاق، وفكر أبى جدياً بالعدول عن إنتاج الفيلم وطلب أحمد زكى الانصراف وصمم أبى أن يقوم بتوصيله لمنزله وصحبه فى سيارته وسأله إلى أين؟ أى مكان.

وسار يومها فى جميع شوارع القاهرة من الهرم إلى أقصى مصر الجديدة.. وأحمد زكى يتطلع أمامه ويهز رأسه بأسى ويزم على شفتيه ويبرطم بجمل وكأنه فيلسوف كبير فى الحياة! كانت لحظة سيئة لدى أبى الذى يحب أحمد زكى ويؤمن به كوجه جديد يريد أن يعطيه فرصة، وبين أحمد ذلك الشاب القادم من الريف يحلم بالسينما.

وأضاف عمرو الليثي: بعد يومين اتصل الشاعر صلاح جاهين بأبى وكانت معه الفنانة سعاد حسنى، وسأله «إيه رأيك يا بطل أنا وسعاد حكمنا عليك بحكم. موافق تنفذه؟ إيه هوه؟ أنت مضيت عقد مع أحمد زكى بمبلغ مائة وخمسين جنيهاً دفعت منها خمسة وعشرين جنيه لا غير. حكمنا عليك تدفع للراجل بقية عقده وفوقهم مائة وخمسين جنيه تعويض كمان ليرد أبى فوراً: موافق.. وذهب أبى إلى منزل صلاح جاهين وقابل أحمد زكى هناك وحرروا اتفاقا بفسخ العقد وسداد مبلغ التعويض المطلوب ودفع المبلغ، ونهض أبى واحتضن أحمد زكى وقبله وقبل أن ينصرف نظر إليه أحمد زكى أمام سعاد حسنى وصلاح جاهين وقال «انتوا اخدتوا برأى رمسيس نجيب عشان ده ملك السينما، ولكم حق، بس أنا باقولك يا أستاذ ممدوح بكرة تندموا وتجروا ورايا وتعرفوا إن زمن رمسيس نجيب انتهى.

ما بعد الكرنك

ربت أبى على كتف أحمد زكى وقبله على جبينه وكان ذلك فى أوائل عام 1975 وظلت هذه الواقعة تشكل حاجزا نفسيا بينه وبين أبى لعدة سنوات، كبر هو خلالها وأصبح من نجوم الصف الأول، وفى عام 1982 جرى فعلا الليثى خلف أحمد زكى ليمثل بطولة فيلم "أنا لا أكذب ولكنى أتجمل"، الذى كتب له السيناريو والحوار عن قصة أستاذنا إحسان عبدالقدوس ثم أسند له البطولة فى سباعية "الرجل الذى فقد ذاكرته مرتين" أمام الراحلة هالة فؤاد والتى أحبها أحمد فى هذا الفيلم وتزوجها بعده، ثم أسند له بطولة فيلم "المدمن" أمام نجوى إبراهيم وخلال تلك السنوات ارتبط أحمد بنا ارتباطاً قوياً وتحول من صداقته لأبى إلى صداقة قوية تجمعنى به، كنت أزوره دائماً فى منزله أمام فندق أطلس بميدان أسوان وكان مولعا بقراءة الأدب خاصة أدب نجيب محفوظ، وأخبرنى أنه يتمنى أن يؤدى شخصية حضرة المحترم، الرواية التى كتبها الأستاذ نجيب بأسلوب رشيق كعادته.

وأذكر فى يوم من الأيام وبحكم صداقتى به اتصل بى وأخبرنى أنه سوف يذهب إلى أحد أطباء الأمراض الباطنية لأن عنده انتفاخا كبيرا فى المعدة، وذهبنا سوياً إلى الدكتور العظيم مصطفى المنيلاوى أستاذ الأمراض الباطنة وعندما شاهد أحمد ببطنه المنتفخ وبعد فحص دقيق سأله الدكتور المنيلاوى «قولى يا أحمد أنت بتصور إيه اليومين دول فرد زكي : بصور فيلم "اسمه زوجة رجل مهم"، فسأله الدكتور احكى لى كده دورك إيه؟ فرد عليه أحمد: دورى ضابط، كان فى الخدمة وبعدين طلعوه على المعاش وهو مش قادر يتحمل ده، فرد الدكتور المنيلاوى بابتسامة خفيفة اللى عندك ده التهاب فى القولون نتيجة الدور.. فأحمد كان من النوعيات النادرة التى تعايش الأدوار بكل أحاسيسها وجوارحها.

اعتاد على أن يتردد على منزلنا دائماً وكما قلت سابقاً كان حريصا على أن يفطر عندنا فى رمضان وحتى بعدما تزوج من هالة فؤاد ابنة أستاذنا المخرج العظيم أحمد فؤاد، كان دائماً يتواصل معنا ولا يترك عيد ميلاد لى أو للمرحوم أخى شريف إلا كان لازم يحضره. وأذكر أنه فى عام 1983 وبعد وفاة شريف أخى فجأة فى مستشفى المعادى كان أحمد زكى أول من حضر إلينا وبكى على شريف بكاءً حاراً كما لو أنه ابن من أبنائه، وظل طيلة فترة العزاء يأتى إلى منزلنا ويصحبنى معه محاولاً أن يخفف عنى آلام الفراق مع شقيقى، وهكذا تحول أحمد زكى إلى فرد من أفراد أسرتنا نعيش معه فى كل تفاصيل حياته، حتى فى خلافاته العائلية كان دائماً يعتبر أمى حكماً يرجع إليه، خاصة أنه كان يتسم بالعصبية، وكان أبى رحمة الله عليه يقول لهالة فؤاد الله يرحمها «خلى بالك ده عصبى» وسقطت نظرية رمسيس نجيب «سعاد حسنى تحب ده» وأصبحت بطلات السينما المشهورات يسعين للتمثيل أمامه.

اقرأ أيضا

الطبيب المعالج لأحمد زكي يكشف أسرارا عن أخر شهرين في حياته: حذرته ولكن

عبد الرحمن أبو زهرة يحكي كواليس اكتشافه لأحمد زكي.. هكذا تنبأ له