تغطية وتصوير : محمد ممدوح

حدث من أهم الأحداث في تاريخ السينما العربية ، عادل إمام وعمر الشريف ، فيلم ولا حلم ، لا إنه فيلم "حسن ومرقص" الذي يجمع بين قطبين من أقوى وأكبر نجوم السينما المصرية على مدى تاريخها ، زعيم السينما المصرية والعربية النجم عادل إمام ومعه النجم العربي الوحيد الذي استطاع أن يصل إلى العالمية منذ بداياته النجم عمر الشريف ، ليقدما معا فكرة الترابط بين المسلم والمسيحي في مصر وتعاونهما ضد أي خطر يحدق بالبلاد من خلال "حسن ومرقص".

ولا تتوقف شركة "جودنيوز جروب" للإنتاج السينمائي عن تقديم المفأجات السينمائية كل عام منذ بدايتها ، فبعد أن جمعت نجوم مصر في أول إنتاج لها فيلم "عمارة يعقوبيان" ثم فيلم الإسطورة الغنائية عبد الحليم حافظ في فيلم "حليم" ثم فيلم "مرجان أحمد مرجان" للزعيم عادل إمام ، وبعدهم جمعت نجوم العالم العربي في فيلمها القادم "ليلة البيبي دول" ، تأتي أقوى مفاجأتها في 2008 "حسن ومرقص" عادل إمام وعمر الشريف.

وعقدت الشركة مؤتمرا صحفيا كبيرا بقاعة عرض "جودنيوز" في فندق "جراند حياة" مساء الأربعاء بحضور النجمين الكبار عمر الشريف وعادل إمام وكاتب السيناريو يوسف معاطي والمخرج الشاب رامي إمام ، وأبطال الفيلم لبلبة ومحمد متولي ويوسف داوود وهناء الشوربجي وحسن مصطفى وزينب وهبي وضياء الميرغني والوجوه الشابه على رأسهم الشاب محمد إمام وضياء عبد الخالق وعباس أبو الحسن وراندا البحيري وشيرين عادل وأحمد مكي وإدوارد ومحمد شرف ، كما حضر المنتج الكبير عماد الدين أديب والمنتج والموزع محمد حسن رمزي.

وفي بداية المؤتمر أوضح الزعيم عادل إمام في كلمته قائلا : "إن هذا الفيلم هو كوميدي جدا ونتحدث فيه عن وحدتنا الوطنية وعن العلاقة بين المسلم والمسيحي ، والحقيقة أننا خلال كتابة السيناريو كنا نمشي على الأشواك ، وفي البداية ذهبت إلى قداسة البابا لكي أساله في تفاصيل العقيدة المسيحية حتى لا أرتكب أخطاءً تمس العقيدة المسيحية ، وأنا سعيد جدا جدا ولم أكن سعيداً هكذا في أي يوم من الأيام من قبل لأنني سأمثل مع النجم الكبير العظيم الأستاذ عمر الشريف".

ولكن المفارقة الكوميدية في تقديم الزعيم للعالمي عمر الشريف عندما صعد الشريف إلى المسرح قائلا : "الأستاذ عادل إمام يقدمني على أساس أني وجه جديد والحقيقة أنه يوجد وجه جديد عجوز ، وأنا أشعر فعلا أني وجه جديد اليوم لأني ظللت أعمل في السينما لمده 54 عاماً وعمري ما تحمست لفيلم مثلما تحمست لهذا الفيلم ، فعندما قرأت هذا السيناريو وأنا أجلس أضحك لوحدي في كل ركن في منزلي ، وأريد أن أهنئ الأستاذ يوسف على هذا المجهود وهذه العبقرية في السيناريو والحقيقة لا أستطيع أن أقول أكثر من هذا أشعر أني طائر".

ولكن لم يجد الكاتب الساخر يوسف ما يقال بعد كلام كل من قطبي السينما المصرية زعيم الكوميديا عادل إمام والعربي العالمي عمر الشريف ، ولكنه أبدى سعادته لسيناريو "حسن ومرقص" ويعتبر نفسه "كوهين" الطرف الثالث عن الفيلم القديم "حسن ومرقص وكوهين" الذي قدم عام 1954 ومشاركته قطبي السينما المصرية والعالمية إمام والشريف.

ورداً على إحدى الأسئلة قال إمام عن مشاركة إبنيه رامي ومحمد في الفيلم : "هما ما كنوش عايزين أنا إتحايلت على محمد شهرين علشان يقبل الدور وإتضح في الآخر إن الأفندي عباس أبو الحسن كان عايزه معاه في فيلم كاتبه ، وطبعا عملية نفسيات بقى ، وتخيل بقى كل يوم الصبح أتحايل عليه علشان يدخل الفيلم وصعب أوي إن واحد يقعد في بيت فيه ممثل ومخرج " ، فإنفجرت القاعة ضحكاً.

وعلق أحد الصحفيين الكبار على الشريف وإمام قائلاً : "زمان اجتمع عبد الوهاب وأم كلثوم وقالوا لقاء السحاب ، واليوم يجتمع عادل إمام وعمر الشريف وهو أيضا لقاء السحاب والذي يطمئننا أكثر أن الكاتب هو الحريف والمحترف يوسف معاطي وأيضا الذي ينتج ويديه سخية عماد الدين أديب " ، فرد عليه الشريف قائلا : " أنا موافق على لقاء السحاب مع عادل إمام ولكن بشرط ان أكون أنا عبد الوهاب وعادل أم كلثوم" ، فإنفجرت القاعة ضاحكة مرة أخرى.

وقال الزعيم عن مشاركة نجله رامي إمام في الفيلم : "عندما عملت معه في الفيلم الأول "طيور الظلام" كنت أصيح فيه وعادة عندما أصيح بأي مخرج يخاف ولكن رامي لا يخاف لأنني أبوه ، وأنا خائف أن أضغط عليه لأنه ابني فعذبني ، فكنت أذهب شاكياً لأمه فقالت لي أمه "بص أنا واقفه في صف إبني" ، ثم صاح باحثاً عن زوجته "هى فين أمه .. تعالي يا هالة" ، فعندما وقفت والدة رامي وسط الجمهور إنقلبت القاعة تصفيقا وتحيةً لوالدة رامي ومحمد وزوجة الزعيم.

وأكد العالمي الشريف لفريق العمل والصحفيين أن هذا العمل سينال جوائز عديدة وسيدخل مهرجانات عدة وسيتم عرضه إن شاء الله في باريس وغيرها لأنه على درايه تامة بالسوق الأوربي والغربي ، وأكد إمام لأحد الصحفيين أنه يتم تغيير شخصيته في أحداث الفيلم من قسيس إلى رجل تعليم دين مسيحي لأنه اكتشف من قداسة البابا أنه لا يمكن للقس أن يخلع ملابسه مهما كانت الظروف وقصة الفيلم تجبر بطله على تغيير شكله من وقت لآخر ، فقرروا أن يجعلوه رجل تعليم المسيحية.

وردا على أحد الصحفيين العراقيين قال إمام : "إن الشعب العراقي هو أكثر الشعوب حاجة لمثل هذا العمل ، على أمل أن يوحد بينهم ، فأنا لا أعرف أن الشعب العراقي لآبد أن يسترجعوا وطنكم ثم تعاركوا مع بعضكم كما يحلو لكم ، فقد رأيت إمراة عراقية ذات مرة تريد أن تربي ولدها في سلام ولكنه غير موجود في العراق".

وانتهى المؤتمر الصحفي نظرا لطول فترة وقوف أبطال الفيلم على المسرح ، ليقف الجميع ليتم إلتقاط صورا تذكارية لكل أبطال أثوى أفلام عام 2008.

شاهد جزئين من مؤتمر "حسن ومرقص"