فيلم !mother - عندما تمنح الأرض فرصة جديدة للبشرية بعد انفجارها غاضبة

تاريخ النشر: الاثنين، 30 أكتوبر، 2017 | آخر تحديث:
فيلم !mother

جدل كبير حدث مؤخراً حول فيلم !mother للمخرج دارين آرنوفسكي، وبطولة جينفر لورانس وخافيير بارديم وإد هاريس وميشيل فايفر، وتم اختياره الفيلم لينافس على الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا الـ 74، وعُرض لأول مرة به في الخامس من سبتمبر الماضي.

لا تشعر بأي شئ غريب في الفيلم منذ الوهلة الأولى، فهو يدور حول زوجين يملأ الهدوء حياتهما بشكل رتيب، يخفي الكاتب أسماء الشخصيات ليضعنا في حالة من العمومية والشمولية بعيدة عن أي تخصيص لأفراد بعينهم.

وخلال الأحداث يأخذك آرنوفسكي لسر يدور حول جوهرة تمثل أهمية كبيرة للبطل الذي يعمل كاتباً ويظل هذا السر غامضاً حتى نهاية الفيلم.

وفي لحظة ما يعكر صفو الزوجان ضيفاً غريب يقيم معهما ضد رغبة الزوجة التي تخضع لزوجها، الذي نشعر لوهلة بغرابة أطواره خاصة بعد كشفه لأدق تفاصيل حياته وأسراره للغريب.

ثم يبدأ الفيلم بشد اننتباهك رغم عدم فك الرموز والشفرات، تشعر بالريبة ومحاولة التركيز والفضول خاصة بعد اقتحام زوجة الضيف للمنزل وهو الدور التي تجسده "ميشيل فايفر" الرائعة في خطفك بنظراتها والذي يعتبر دورها في الفيلم واحدا من أهم وأفضل أدوارها.

وتتصاعد الأحداث خاصة بعد فضول زوجة الضيف في اقتحام المنزل غصباً عن مالكته العاشقة لهذا "العش" الذي أعادت بنائه لزوجها من جديد بمفردها.

وتتوالي الفوضى بعد كسر زوجة الضيف للجوهرة وقدوم أبنائها للمنزل وقتل أحدهما للأخر!

وتبدأ من هنا فك بسيط للرمز إذ تأخذك جريمة القتل لفكرة "هابيل وقابيل" وبدايات البشرية.

وتظل صاحبة المنزل "جنيفر لورانس" أو ما تلقب بـ"الأم" في تحذير زوجها الذي رغم عن كل هذه الفوضي يستمر في ضيافة هؤلاء الأغراب ويطالبهم بقدوم أصدقائهم لإقامة "عزاء" لأبنهما.

وفي لحظة من الغضب التي تمتلك المشاهد بسبب سلبية صاحب المنزل، يقتحم الأغراب "عش الزوجة" ويخربون كل ما بنتهـ وتطردهم جميعاً وتعبر عن شحنة الغضب لأول مرة خلال الأحداث.

يحاول الزوج الشاعر تهدئة شحنة غضب زوجته، التي تشعر بداخلها بجنين أو بداية جديدة تلهم الشاعر لكتابة قصته وراويته الحديثة بعد توقف لفترة طويلة عن الإبداع.

وتنجح رواية الكاتب وتنتشر لدرجة تفوق الخيال مما يجعل له أعداد هائلة من المهوسين والمعجبين، وفي لحظة قرار الأم بتنظيم حفل يجمعها بزوجها يقتحم منزله من جديد غرباء لكن بأعداد أكبر وبخراب يفوق الخيال.

يحاصر هؤلاء الأغراب أو المهووسون بيت الكاتب ويفسدون احتفال زوجته ويدمرون المنزل ويقتلون طفلها، الذي حاولت الحفاظ عليه، وطلبت من زوجها أن يأمرهم بالرحيل لكن شعور النرجسية داخله يجعله يرفض بل ويسلم له ابنه.

وفي نهاية الفيلم تقرر الأم حرق المنزل بهؤلاء الأفراد لتنتهي الفوضى ولكنها تعطي قلبها أو جوهرة جديدة للشاعر ليبدأ مرة أخرى.

يعطينا الفيلم درسا بسيطا عن دمار البشر المتمثل في الضيوف وخرابهما وعقائدهم وتعذيبهم لبعض البعض وللأرض "الأم" التى كانت تهتز الحياة من حواها عند صراخها، وتسامح الكاتب الدائم وتصرفاته الغامضة تعطي انطباعين عنه او تصورين له، الأول هو أنه يمثل "الرب" بسبب مثاليته الدائمة، والثانية أنه يجسد "أدم" الأب الأول للبشرية.

الكاميرا خلال الفيلم والموسيقى كانت بارعة من قبل المخرج الذي استخدمهما مستعيناً بالإضاءة الخافتة التى تلعب على الجانب النفسي للمشاهد أثناء متابعته للاحداث.

في النهاية فيلم !mother يفسره كل مشاهد برأي مختلف فهو له عدة مستويات مختلفة في الفهم، ونجح دارين آرنوفسكي أن يخلق هذه الحالة ببراعة.


اقرأ أيضاً


انقسام الآراء حول فيلم !Mother.. لهذه الأسباب أطلق جمهور مهرجان فينسيا صافرات الاستهجان

صورة - جينيفر لورانس ترد بإشارة بذيئة على منتقدي فيلمها !Mother