أمل مجدي
أمل مجدي تاريخ النشر: الاثنين، 9 أكتوبر، 2017 | آخر تحديث:
هارفي وينستين

بعد أيام قليلة من نشر صحيفة The New York Times تقريرا يرصد اتهامات التحرش الجنسي التي يواجهها المنتج ذائع الصيت هارفي وينستين، استنادا على شهادات ممثلات وعاملات في مجال صناعة الترفيه، من بينهن آشلي جاد، وروز ماكجوان. أعلنت شركة The Weinstein Company عن إقالته بسبب سوء سلوكه، وعدم التزامه بالمعايير الأخلاقية.

وجاء في البيان الصادر عن الشركة: "في ضوء المعلومات التي توافرت خلال الأيام الماضية، حول سوء سلوك المنتج هارفي وينستين، قرر مديرو الشركة إنهاء التعاقد معه على الفور، وتمّ إبلاغه بهذا القرار".

ويأتي هذا القرار، بعد استقالة ما يقرب من ثلث مجلس إدارة الشركة يوم الجمعة الماضي، إلى جانب استقالة محامية وينستن ليزا بلوم، ومستشاره الخاص لاني ديفيس، أول أمس السبت 7 أكتوبر، وفقا لما ذكرته مجلة Variety.

أبرز الاتهامات
أجرت الصحيفة الأمريكية تحقيقا موسعا في اتهامات التحرش الجنسي، التي واجهها وينستين، على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود، واعتمدت على مواد موثقة تتضمّن مقابلات مع موظفين حاليين وسابقين في مجال صناعة السينما، إلى جانب تسجيلات قانونية، ورسائل البريد الإلكتروني، ومستندات سرية حصلت عليها من شركتي Miramax، وWeinstein.

وبعد مواجهته بالادعاءات التي تتضمّن إتباع أساليب ملتوية لإرغام النساء على إقامة علاقة جنسية، تمكن من التوصل لتسوية مادية مع 8 سيدات على الأقل، بناء على تصريحات مصادر داخلية من شركة Weinstein فضّلت عدم ذكر اسمها.

ومن بين الاتهامات الموجهة ضد المنتج الشهير، أنه يُجبر النساء على تدليكه، ومشاهدته عاريا أثناء الاستحمام، مقابل الوعد بإتاحة فرصة في عالم الشهرة والأضواء.

وعلى الرغم من نفيه لعدد من هذه الاتهامات، إلا أن المنتج البالغ من العمر 65 عاما، اعتذر قائلا: "الطريقة التي تعاملت بها مع زملائي في السابق، تسببت في الكثير من الألم، أعتذر بصدق عما بدر مني".

فيما شددت محامية وينستين السابقة، أنه تعلم من أخطاء الماضي، موضحة: "أنه يقرأ الكتب حاليا، ويذهب إلى جلسات علاج نفسي".

تأثير الاتهامات على موسم الجوائز

الأزمة التي يواجهها هارفي وينستين، لن تؤثر على حياته الشخصية ومستقبله المهني فقط، ولكن بالتأكيد ستطول صناعة السينما في هوليوود، وبالتحديد موسم الجوائز الحالي. خاصة وأنه للمرة الأولى منذ حوالي 30 عاما، سيغيب المنتج الحائز على جائزة الأوسكار عن الموسم الذي طالما سيطر عليه.

وبحسب تقرير منشور على موقع the Hollywood Reporter، فإن شركته كانت دوما من بين الشركات الرئيسية التي تنافس على جائزة أفضل فيلم في سباق الأوسكار، وفي بعض السنوات، تمكن المنتج الشهير من المنافسة على الجائزة الأهم بأكثر من فيلم، متفوقا على الجميع. من بينها عام 2003، عندما اختارت "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة"، ثلاثة من أفلامه للمنافسة على الفئة التي كانت مكونة من 5 أفلام فقط حينها.

وتجدر الإشارة إلى أن 5 من الأفلام التي تولى إنتاجها، حازت على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وهي: The English Patient عام 1997، وShakespeare in Love عام 1999، وChicago عام 2003، وThe King's Speech عام 2011، وThe Artist عام 2012.

ومع ذلك، فإن شركة Weinstein تعاني من مشاكل إنتاجية منذ إخفاق فيلم The Hateful Eight الصادر عام 2015، في تحقيق إيرادات عالية عند طرحه في شباك التذاكر.

وفي العام الماضي، حاولت الشركة أن توحّد جهودها، وتختار فيلما واحدا من بين أفلامها لشنّ حملة ترويجية تضمن ترشحه لجوائز الأوسكار، نظرا إلى عدم قدرتها على دعم أكثر من فيلم. وانتهى الأمر بتجاهل أفلام The Founder، و Sing Street، وGold لصالح دعم Lion الذي نجح في الترشح لـ 6 جوائز أوسكار.

الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام تؤكد أن الفضل يرجع إلى وينستين، فيما يخص ابتداع فكرة حملات ترويجية لدعم أفلام محددة في سباق الأوسكار وموسم الجوائز بشكل عام. وذلك عن طريق تأسيس شبكة علاقات قوية مع الصحفيين المؤثرين في الرأي العام، والنقاد، إلى جانب الدخول في مشادات ونزاعات مع رابطة السينما الأمريكية على تقييمات أفلامه. تجعل الأمر يبدو كأن أعماله ذات أهمية اجتماعية، ولا يصح ألا تحصل على تصويت أو تأييد.

وفي الموسم الحالي، لا يوجد أمام الشركة المنتجة سوى فيلم Wind River، الذي يصلح للدعم في سباق أوسكار 2018. فقد حصل على 86% على موقع Rotten Tomatoes المتخصص في رصد وتجميع الآراء النقدية، بالإضافة إلى أنه حقق إيرادات مرتفعة مقارنة بميزانيته التي تقدّر بـ 11 مليون دولار.

ولكن تشير المؤشرات إلى أن فرصة فيلم Wind River ضعيفة في اللحاق بموسم الجوائز، خصوصا وأن هناك عدد من الأفلام المميزة المرتقب صدورها خلال الفترة المقبلة، بعد مشاركتها في عدد من المهرجانات المهمة، وحصولها على تقييمات مرتفعة من قبل المتخصصين. إلى جانب غياب وينستين نفسه عن تحريك الحملة الترويجية الخاصة بالفيلم.

إقرأ أيضا:

شبكة Fox تفسخ تعاقدها مع مذيع أمريكي شهير بسبب التحرش الجنسي.. صديق ترامب

للمرة الرابعة- المخرج رومان بولانسكي متهم بالاعتداء الجنسي على ممثلة