FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الجمعة، 7 ديسمبر، 2007 | آخر تحديث: الجمعة، 7 ديسمبر، 2007
الرحباني

حوار : محمد ممدوح

مبتسم باستمرار ومقبل على الحياة ، لاتغيب عنه روح المرح والدعابة ولا تفارقه خفة الظل رغم ما يحمله من مرارة لما وصل إليه حال الغناء والموسيقى في عالمنا العربي ، هو إلياس الرحباني الذي يحمل على عاتقه سنوات من الإبداع والكفاح من أجل الارتقاء بالموسيقى العربية.

وهو الأنطباع الذي يتركه لدي الأشخاص بعد حواره معهم ، فلم أكن أتوقع أن شخصية الفنان إلياس الرحباني مليئة وغنية بكل هذه التفاصيل من زمن الفن الجميل مقارنة بزمن الفن المعاصر للأغنية والموسيقي العربية ، وكان هذا الحوار السريع والشيق للرحباني أثناء تواجده في فندق "سفير" بالدقي كرئيس لجنة تحكيم برنامج "سوبر ستار العرب" مع مراسل موقع FilFan.com.

بطاقة تعريف الفنان إلياس الرحباني لأسرة وزوار موقع FilFan.com.
اسمي إلياس حنا الرحباني الشقيق الأصغر للأخوين عاصي ومنصور الرحباني ، من مواليد إنطلياس ببيروت عام 1938 ، درست الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية والمعهد الوطني للموسيقى ، إضافة إلى دروس خاصة لمدة عشر سنوات بإشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى ، وحائز على دكتوراه فخرية من جامعة بارنغتون في واشنطن وأخرى من الجامعة الأمريكية في أستورياس إسبانيا ، إضافة إلى وسام الإعلام المذهب ووسام الأرز برتبة ضابط من الدولة اللبنانية.

وأسست الموجة العالمية للموسيقى والأغاني الفرنسية والإنجليزية ، وذلك بعد إنتاجي لعدد من الحلقات في إذاعة BBC القسم العربي وانتقالي إلي الإذاعة اللبنانية في بداية انطلاقها حيث عملت مخرجا ومستشاراُ موسيقيا طوال عشر سنوات ، ثم غادرت لبنان عام 1976 بسب بالحرب ولكني عدت واستقرت هناك وافتتحت استديو خاص بي في منطقة النقاش عام 1990 بتقنية عالية وأسلوب راق ويتم فيه جميع تسجيلات الألحان والأغاني لعائلة الرحباني حتى الآن.

ما هي المعايير التي تستند عليها لتقدير المواهب والأصوات الجيدة في برنامج "سوبر ستار العرب"؟
من أهم هذه المعايير جودة الصوت ، بالإضافة إلى موهبة المشترك وقدرته على تنميتها ، ومعايير أخرى أشعر بها في المشترك لن يدركها القارئ أو المستمع.

ما هو مدى تأثير منصور وعاصي الرحباني عليك؟
مات أبي وأنا عمري أربع سنوات فأصبح لي أبوين عاصي ومنصور ، ثأثيرهما كان عظيما بالنسبة لي ، فالأخوين الرحباني عظمتهما في الكلمة واللحن والتوزيع فعلماني وشجعاني على دراسة الموسيقى الكلاسيكية لمدة 15 عاما ، وقد فتحت عيني على الحياة وكلها موسيقى وشمس وقمر ونهار وليل ولم أكن أتخيل العالم بدون موسيقى.

ما هو السبب باعتقادك في أن جميع المشتركين يخافوا تقييمك أنت بالأخص عن باقي الأعضاء عند وقوفهم أمام اللجنة؟
الخوف هو شئ طبيعي فالمطرب المشهور والمعروف عندما يوضع في اختبار أيا كان مضمونة فيكون خائفا ، فما بال المطرب الهاوي الذي يقف للمرة الأولى أمام لجنة عليها تحديد مصير حياتة الفنية ، ستصحبه الرهبة في بداية الأمر ولكنه لن يستطيع أن يتخلص من الخوف فهو موجود دائما معنا.

ما أهم الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتك الفنية؟
نلت جوائز عدة في كل من المهرجان الدولي للأغنية في أثينا ، وجائزة للموسيقى الكلاسيكية في مسابقة الشباب الموسيقي ببيروت ، وشهادة السينما في المهرجان الدولي 19 للفيلم الإعلاني (البندقية) ، وجائزة خاصة لأغنية "Oh! Babe" ألمانيا ، والجائزة الثانية (فرانك سيناترا) في مهرجانات لندن الدولية للإعلان ، وأنا مندوب لبنان للأغنية والموسيقى في المهرجانات الدولية للأغنية بكل من اليونان، بلغاريا، البرازيل (مهرجان ريو).

كرئيس لجنة تحكيم برنامج "سوبر ستار" ، لماذا نجد أن الأصوات خريجة البرنامج لم تلق نفس شهرة أو أصوات برامج "ستار أكاديمي" و"ستار ميكر"؟ هل هي قلة الدعم المادي أم تقصير إعلامي من البرنامج؟
هذة المسألة ترجع لخريجي البرنامج ، فبعد نجاحهم وخروجهم من البرنامج لا يتقبلون النصيحة ويتملكهم العجرفة والغرور ويعتقدون أنهم أصبحوا نجوم ، وأن شركات الإنتاج ستتكاثف على أبوابهم يوميا ، مما يؤدي إلى سقوطهم في هاوية النسيان السريع ، وهي ليست قلة دعم مادي أو تقصير إعلامي للبرنامج ، بل بالعكس البرنامج يشهده العديد من البلاد العربية ، ومشهور بقوة في اختيار الأصوات الجيدة جدا.

هل تحب أغاني الفنانة فيروز التي لحنها شقيقك وزوجها عاصي الرحباني أم التي لحنها ابنها زياد الرحباني؟ ، وهل كان لك تعاون مع فيروز في الموسيقى؟
أقول بدون تعصب أني أشعر بالأغاني مع فيروز القديمة ، فأنا تربيت على فيروز والأخوين الرحباني وعلى نمط السمو في الكلمة واللحن والمعالجة الموسيقية ، أما ابنها زياد الرحباني فيحق له تقديم جديد مثلما قدم مع فيروز ، وأخر تعاون لي مع فيروز كان عام 1998 عندما قدمت لها أغنية من كلماتي وألحاني باسم "معك" وغنتها في بعلبك ولكنها لم تطرح في الأسواق.

أين مصر في مسرح الرحباني بعد انقطاعه عنها منذ فترة كبيرة؟
لا يوجد عندي أسباب معلنة عن عدم تواجد مسرح الرحباني في مصر ولكني أتمنى أن يشارك المواطن المصرى أخيه اللبناني فيما يقدمه من فن ، خاصة وأن المشاهد والمستمع المصرى من أرقى المستمعين العرب ، فهو يعرف معنى اللحن والكلمة ويشعر بها ، ومازال مسرح الرحباني مستمرا ، فقدمنا مسرحية "الأندلس جوهرة العالم" في قطر ضمن فاعليات حفل العشاء الخيري السنوي السادس الذي تنظمه دار الإنماء الاجتماعي تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرة صاحب السمو المفدي أمير البلاد ، وهي من بطولة عدد كبير جدا من الممثلين ومطربة من أقوى الأصوات في القطر الغربي اسمها عبير نعمى وتغنت بها باللغة الإنجليزية كأفضل المطربين الغربيين.

وتتحدث المسرحية عن أيام الأندلس الزاهرة وبالأخص مدينة قرطبة التي سماها الغربيون «جوهرة العالم» كونها آخر موقع سقط من تلك الحضارة الماضية ، وما كانت تحتويه من منازل وقصور وشوارع مرصوفة مضاءة ، ومياه يسهل الحصول عليها للمنازل والحدائق اضافة إلى المدارس الكثيرة ، والتعليم للبنين والبنات مما أهل لوجود جامعة قرطبة.

وقدمنا قبلها مسرحية "زنوبيا ملكة تدمر" ويأتي هذا العمل من حيث فراسة القصة وعمق معالجتها لينفتح على ضخامة موسيقية ومشهدية من غناء ورقص وتمثيل وأزياء غنية وديكورات وحشود وجيوش يعيد إلى الحاضر مرحلة رائعة من أيامنا ، ووجه امرأة عربية ، قاومت أكبر إمبراطورية في التاريخ ، وهي من بطولة كارول سماحة وغسان صليبة ويوسف الخال ، من تأليف وتلحين منصور الرحباني وشاركت في التوزيع والألحان مع غدى ومروان وأسامة الرحباني.

ما هو رأيك في حال الموسيقى والأغاني العربية في وقتنا؟
ما يقدم في زماننا هذا ما هو إلا تخريب للعقل البشري ، ففي الماضي كان من الصعب الموافقة على بعض الأغاني لإذاعتها في أي من الإذاعات العربية ، منذ أن أدخلت بعض الشركات المنتجة السياسية الغربية لعرض الفيديو كليب والذي يعتمد على الجسد والعري أفسدت العقول ، وكلنا نحب العروض الجسدية ولكن ليس بتداخلها في الموسيقى بهذا الشكل ، فهو عيب على التليفزيون العربي ، فهو يسلي ويدمر لا يبني ويثمر.