محمد شميس
محمد شميس تاريخ النشر: الخميس، 28 سبتمبر، 2017 | آخر تحديث:
تامر حسين

يعد تامر حسين أحد أبرز الشعراء الغنائيين الذين لهم حضورا مميزا في نجاح عمرو دياب بالسنوات الأخيرة، فمنذ أول تعاون بينهما في عام 2009 في أغنية "وياه " أفضل أغنية في أفريقيا في العام نفسه، ولا يزال حتى الآن متواجدا في ألبوماته الغنائية.

وشارك في صناعة أغنيات مميزة مع كبار نجوم الغناء في الوطن العربي مثل نانسي عجرم وسميرة سعيد وعامر منير وأصالة وعمرو مصطفى ورامي صبري ومحمد حماقي وغيرهم من الأسماء اللامعة في بورصة الغناء العربي.

من استديو الموزع أحمد وجيه يتحدث تامر حسين لـ"في الفن" في حوار أمتد عن أهم تفاصيل مشروعه الفني، وذلك من خلال سلسلة حوارات يخصصها موقع FilFan.com لعدد من صناع الأغنية الذين لهم عدد كبير من الاسهامات في نجاح ألبومات نجوم الغناء حاليا.


تأثير الإنشاد الديني وصلاح جاهين

أنا خريج كلية الحقوق، وبدأ حبي وشغفي بالغناء عند دراستي في المدرسة، كنت أشارك مع فريق الإنشاد الديني، وكنت أغني في الإذاعة المدرسية، وأثناء المرحلة الثانوية كنت أكتب كلمات أغاني مختلفة على ألحان الأغاني الناجحة والمشهورة في هذا التوقيت مثل "الحب الحقيقي"، و"أكتر واحد بيحبك" وكانت تعجب زملائي في الدراسة وهو ما أكسبني الثقة في كلماتي.

أول مقابل مالي حصلت عليه في حياتي كان 500 جنيه، في أغنية صنعتها عندما كنت طالبًا في الجامعة، فضلًا عن اهتمامي قبل ذلك بأشعار صلاح جاهين وطريقة كتابته للأغاني المبتكرة مثل "الدنيا ربيع"، وتأثري بهذا الفنان الكبير لم يكن متوقفًا فقط على كتابته للأغاني، فكنت أراه مؤلفًا كبيرًا في مجال السينما، وأنا أعمل في الفترة المقبلة على دراسة السيناريو لأقدم أعمال سينمائية وتلفزيونية في الفترة المقبلة.

ومن يركز في تناولي للأغاني الدرامية مثل "حبايب إيه"، و"فوق من اللي أنت فيه"، و"أهي ذكريات"، وما إلى ذلك من هذه النوعية من الأغاني، سيلاحظ أنني أصف حالة مكتملة الأركان، وهو ما اعتزم تقديمه بشكل أكثر تفصيلًا ولكن أتمهل في الدراما التلفزيونية والسينمائية حين الانتهاء من دراسة كتابة السيناريو حتى أكون واقفًا على أرض صلبة.

وبالعودة لفترة البدايات مرة أخرى، فأنا أعتبر انطلاقتي الحقيقة كانت من خلال معرفتي بعمرو مصطفى، ولن أنسى الموقف النبيل لصديقي الشاعر أحمد علي جادو عندما أتصل بي في يوم 21 مارس 2003 وأبلغني بضرورة الذهاب إلى مقر شركة عالم الفن، وعندما ذهبت فوجئت بوجود عمرو مصطفى ومن هنا بدأت رحلتي الحقيقية مع عالم الغناء.

هناك حالة توافق ظهرت في تعاملي مع عمرو مصطفى، خاصة وأنا اكتب بتفعيلات جديدة وبتقطيعات يحبها عمرو مصطفى، فكان أول تعاون بيننا في ألبوم حسام حبيب من خلال أغنية "أجمل قصة حب"، ثم أستمر تعاملي معه في 6 أغنيات من أول ألبوماته الغنائية، ثم قدمني بعد ذلك عمرو مصطفى إلى عمرو دياب، في ألبوم "وياه" ومن هنا بدأت رحلتي معه.

أنا معجب أمام عمرو دياب

العمل مع عمرو دياب مختلف لأنه يعرف جيدًا ما يريده ولا يترك أي أمر للصدفة، وفي الغالب أقدم له أفكار بثلاثة أو أربع أغنيات، يغلب عليهم الطابع الدرامي، ولكن الجمهور لا يعلم أنني لم اقصد في يوم من الأيام أن أشارك معه بـ7 أغنيات في ألبوم واحد، ولكن ما يحدث أن عمرو يكون لديه مجموعة من الألحان ذات سرعات وأرتام موسيقية معينة، فيبدأ بالاستعانة بمجموعة من الشعراء للكتابة على هذه الألحان، ومن ثم يختار كلماتي من بين هذه الأغنيات، ويعود ذلك بسبب معايشتي له وعلمي بنوعية الكلمات التي يفضلها.

أنا أتعامل دائما مع عمرو دياب كـ"معجب" قبل أن أكون شاعرًا مشاركًا في صناعة العمل الفني، أو بمعنى آخر عمرو دياب مؤسسة فنية عملاقة، فهو يشبه فرق كرة القدم الكبرى، فلا يهم من يحرز الهدف طالما يستطيع الفريق الفوز بالمباراة.

وعلى سبيل المثال في الألبوم الأخير أنا قدمت 3 أغنيات فقط، وكنت حريصا جدًا على تقديم أسماء جديدة لتشارك في صناعة الألبوم، وعندما كان يسألني عمرو عن أسماء جديدة فكنت أرشح له أسماء شابه مثل أحمد المالكي وصابر كمال وأحمد الجندي، ليس هذا فحسب بل أنني أريد أن أوجه التحية من خلال "في الفن" إلى الشاعر أيمن بهجت قمر الذي تحدث عني بشكل محترم في أحد البرامج التلفزيونية، فأنا كنت أسعى لتواجده في الألبوم الأخير، وكنت أعمل على ازالة أي خلافات تخص أزمته السابقة وأبلغته عندما قدم اعتذاره للفنان عمرو دياب بأنني أكتب الأن على أحد الألحان التي ستكون متواجدة في الألبوم، وعرضت عليه أن يكتب على هذا اللحن بدلًا مني، ولكنه رفض وشاءت الأقدار أن يتواجد في الألبوم بأغنية "نغمة الحرمان".

كواليس ألبوم "معدي الناس"

ألبوم "معدي الناس" استغرق وقتًا ومجهودًا كبيرًا للغاية، والفنان عمرو دياب أختار اغنيات الألبوم من أصل 17 أغنية مسجلة وتم الانتهاء من العمل فيها، ودائمًا أرشح له شباب جديد للمشاركة في الألبوم كالفنان محمد رضا ملحن "جنب حبيبي" الذي قدمه عمرو دياب لأول مرة عمل غنائي مهم.

عمرو له فلسفته الخاصة في طريقة اختيار للأغاني، فهو يحدد سرعات الألبوم قبل البدء في تنفيذها، ومن ثم يبدأ في اختيار الأغاني بناء على هذه السرعات الموسيقية، ايضًا هو لا يأخذ أي أغنية كاملة، أو بمعنى آخر يستمع إلى الأغنية كلمات وألحان فقط دون موسيقى عكس الكثير من المطربين الذين يستمعون إلى الأغنية كاملة بالكلمات واللحن والتوزيع وإذا أعجب بها المغنى، يركب صوته على العمل مع اجراء بعض التعديلات البسيطة، أما عمرو دياب فهو يبدأ في تخيل الشكل الموسيقي للأغنية بعد أن يكون استمع إلى كلماتها وألحانها فقط وبعد ذلك ينفذها مع الموزع الموسيقي بناء على التصور الموسيقي المطروح من قبل عمرو دياب نفسه، هذه سياسته في تنفيذ أغانيه واختياره للشكل الموسيقي للألبوم، ولذلك نجد دائمًا عبارة "الرؤية الفنية: عمرو دياب" في كل أغلفة ألبوماته الغنائية، فهو من يضع التصور الكامل لكل تفاصيل العمل ويكون الشعراء والملحنين والموزعين والعازفين أدوات تعمل لصالح هذه الرؤية الموضوعة مسبقًا، فمن المستحيل أن يأخذ عمرو دياب أغنية كاملة بكلمات وألحان وتوزيع.

المشوار مع منير وفؤاد ومحيي

العمل مع عمرو دياب أتاح لي فرص كثيرة للتعامل مع فنانين آخرين عكس ما يشاع دائما، فعلى سبيل المثال مؤخرًا صدر لي أغنية مع أصالة وأيضًا أغنية مع محمد عساف، وكذلك 4 أغنيات مع رامي صبري، وقبل ذلك مع نانسي عجرم، ومن يستمع إلى أغنياتي مع هؤلاء النجوم سيلاحظ اختلاف الكلمات والأفكار بين ما قدمته معهم وما قدمته مع عمرو دياب.

وسأتعاون مع محمد حماقي في ألبومه الجديد، علما بأنه قد سبق لي قبل ذلك التعاون معه في أغنيتين "سينجل"، ولدي أيضًا أعمال غنائية أخرى مع صديق عمري الملحن عمرو مصطفى في ألبومه الجديد، وأيضًا أحمد جمال والفنانة ورنا سماحة ونيهال نبيل.

العمل مع محمد منير يتيح لي أفكار مختلفة ومواضيع أوسع من التي أكتبها، وقد سبق لي التعامل معه قبل ذلك في أغنية "القاهرة" مع عمرو دياب، ومن الصعب أن نجد أمثلة ونماذج غنائية بكل هذا الكم من النجاح والاستمرارية مثل دياب ومنير.

وبصفة شخصية أحب أصوات محمد فؤاد والفنان محمد محيي، فهذه الأصوات جميلة وأعشقها وأحب نوعية الأغاني التي يقدمونها.

انتظروا الجزء الثاني من حوار تامر حسين

اقرأ أيضا

تامر حسين يتحدث عن مصير استبعاد 4 أغنيات له من ألبوم عمرو دياب

لماذا عمرو دياب؟ 10 أسباب لتربعه على عرش الغناء أكثر من٣٠ عاما في رأي الشاعر تامر حسين