FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الأربعاء، 28 نوفمبر، 2007 | آخر تحديث: الأربعاء، 28 نوفمبر، 2007
النجم محمود عيد العزيز وزوجته الإعلامية بوسي شلبي

تغطية وتصوير : محمد الأمير - محمد ممدوح

امتدت السجادة الحمراء لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الواحدة والثلاثين لمسافة أطول من السنوات الماضية، وبشكل أكبر، وكأنها لسان عملاق خرج من المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية لعله يبتلع مخاوف سوء التنظيم أو العشوائية في التعامل مع ملتقى النجوم المصريين والعرب وبعض الأسماء العالمية اللامعة.

وعلى الرغم من تأخر حفل الافتتاح لساعة عن موعده المقرر في السادسة من مساء الثلاثاء ، إلا أن الظهور غير المتوقع لنجم الكوميديا أحمد حلمي على خشبة المسرح أنسى الجلوس في المسرح الكبير - غير الممتلئ بالصفوف كعادته - أي تأخير ، أضفى حلمي جو من المرح بطريقة تحاكي الأسلوب الشهير لمقدمي حفل توزيع جوائز الأوسكار.

"الله يسامحك يا عزت" ، كانت هذه أولى كلمات حلمي وهو يصف الموقف الرهيب الذي يعيشه ، قبل الانطلاق في قصة عرض رئيس المهرجان الممثل عزت أبو عوف عليه تقديم كلمة بالإنجليزية التي قال حلمي إن مجموعه في الثانوية العامة فيها لم يتعد "16.5 من 50"، إلا أنه أوضح أن موافقته في النهاية على خوض هذه التجربة هي تقديم الرجل الذي يغار الممثل الشاب منه كما يتوقع أن يغار منه كل الرجال ، لأنه الوحيد الذي قال عن "البطاطس بتاتس".

قدم حلمي رئيس شرف المهرجان للعام الثاني على التوالي الفنان العالمي عمر الشريف ، والذي بدا أكثر سعادة عن العام الماضي ، وانعكس هذا على تفاؤله الذي وضح في قوله "إن هذا المهرجان سيكون من أهم المهرجانات في العالم خلال أربع أو خمس سنوات" ، مرحباً بضيوفه العالميين والعرب والمصريين.

واستغل الشريف مكانه للترويج للسياحة في مصر ، داعياً النجوم لزيارة الأهرامات وأسوان والأقصر ، كما انتهز فرصة متابعة العديد من وكالات الأنباء العالمية والمحطات لحفل الافتتاح ليرسل رسالة إلى العالم الغربي بقوله : "نحن لا نقتل ولا نكره أحد ، بل إننا نحب الناس ، ومن كثرة حبنا وحفاوتنا نأخذ أي شخص في أحضاننا ونقبله بمجرد رؤيته حتى لو لم يكن عزيزاً علينا".

وحتى صعود أبو عوف ووزير الثقافة فاروق حسني إلى خشبة المسرح ، سارت الأمور كأفضل ما تكون ، وبدأت الآمال في استمرار حفل منظم في التبدد قليلاً مع صعود الممثلة الصاعدة بشرى وتامر هجرس لتقديم الحفل ، فهجرس من جانبه روج لفيلمه الجديد "عمليات خاصة" من موقعه ، مما دفع البعض للتساؤل ما إذا كان ذلك إعلاناً مدفوع الأجر من جانب الشركة المنتجة.

مع بدء نداء المقدمين على أعضاء لجان التحكيم الثلاث "مسابقة الأفلام الرقمية ، ومسابقة الأفلام العربية ، والمسابقة الدولية" ، لفت نظر الحضور الوقوف الغريب لأربع فتيات اتضح فيما بعد أن وظيفتهن إرشاد النجوم كلاً إلى مكانه ، إلا أن التردد ظهر عليهن وهن يتقدمن الضيوف أحياناً ويتأخرن عنهن تارة أخرى ، وكان واضحاً عدم الترتيب المسبق مع الضيوف لأماكن تواجدهم على المسرح.

بدأت خشبة المسرح في الامتلاء بأسماء لامعة ، وإن كان الاسم صاحب نصيب الأسد في التصفيق والحفاوة لرجل غاب عن الحضور وهو الفنان الكبير "نجيب الريحاني" ، والذي أهدت إدارة المهرجان الدورة الحالية لروحه ، وتسلمت الجائزة ابنته ، التي بكت كثيراً أمام الحفاوة الكبيرة من الحضور ، وبكت أكثر في أحضان الشريف.

توالى صعود النجوم ابتداءً بأعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الرقمية التي ترأسها المخرج المصري محمد عبد العزيز ، وبعدهم أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية التي تقدم جائزتها وزارة الثقافة ومن ضمنهم المخرجة المصرية هالة خليل والفنان سمير فرج والنجم السوري جمال سليمان ، وبعدهم صعد أعضاء تحكيم اللجنة الدولية والتي ضمت في عضويتها النجم المصري هشام سليم والمخرجة المصرية ساندرا نشأت.

لم يكن تردد الفتيات المتشحات بالسواد على المسرح وهن يتقدمن ضيفاً ويتأخرن وراء آخر المظهر الوحيد لغياب التنظيم ، إذ أنه ومع بدء توافد "المكرمين" إلى المسرح وأولهم الموسيقار راجح داوود اتضح عدم وجود أماكن لجلوسهم مثل أعضاء لجان التحكيم أو وقوفهم في المسرح المزدحم بالفعل ، فما كان من داوود إلا أن أفسح مجالاً على درجات السلم للناقد المكرم أحمد صالح ليقف بجواره.

ومع تكريم الفنان الكبير نور الشريف وأمام التصفيق الكبير ، تغلب الشريف على إحراج وقوفه بعشوائية على المسرح بالجلوس أرضاً على درجات السلم ، وهو ما فعلته الفنانة المكرمة نبيلة عبيد ، والمخرج البريطاني الكبير هارفي كايتل الذي جلس إلى جوار نبيلة متعجباً ، إلى أن دخل النجم الأمريكي مات ديلون ليستقبل المصير نفسه فوق الترحيب الشديد من الحضور في القاعة.

بعد انتهاء التكريمات حان وقت المفاجأة التي لم يطلع أبو عوف أحداً عليها ، ليعلن عن تكريم منظمة "سي.آي.سي.تي" CICT التابعة لمنظمة اليونسكو لوزير الثقافة ، وصعد رئيس المنظمة جوليو جوردانو إلى المنصة لتسليم الوزير أكبر جائزة تمنحها المنظمة والتى يطلق عليها اسم "جائزة المهنة الخاصة" ، بالإضافة إلى ميدالية اليونسكو الفضية ، ولطرح المزيد من التساؤلات عن عشوائية التنظيم ألقى جوردانو كلمته بالفرنسية من دون ترجمة ، وجامله الوزير بإلقاء كلمة بالفرنسية وهو يتلقى الجائزة.

ومع هذا كله كانت كلمات ضيوف المهرجان تحمل الكثير من الدفئ ، قال كاتيل : "صحيح أنني أزور القاهرة للمرة الأولى ، لكنني أعرفكم جميعاً من أشعاركم وحضارتكم ، وعندما وقفت أمام تمثال أبو الهول ما عدت أعرف الحدود بين ثقافتي وثقافتكم ، أردت أن أعانقه ، تساءلت عن سره وقادني التساؤل إلى أسئلة عن حياتي ومصيري ، إننا نحيا في عالم واحد ، ولنا رب واحد".

ومن جانبه قال ديلون عند خروجه من المسرح الكبير لمراسل FilFan.com : "أنا منبهر بما شاهدته في مصر إلى الآن ، كل شيء ، ومع أنها زيارتي الأولى والتي لم تنته بعد ، إلا أني سأكرر هذه الزيارة كثيراً فيما بعد ، بل أني أفكر جدياً في صناعة فيلم هنا في مصر"، ومع أن ديلون قدم إلى مصر من خلال مهرجان سينمائي إلا أنه اعترف : "لم أشاهد أي من الأفلام المصرية" ، ويبدو أنه لم يعرف من المهرجان إلا الشريف الذي حرص ديلون على التقاط الصور معه.

وبعيداً عن المسرح كان الحضور من النجوم كثيف ، والذين عبروا عن دعمهم للمهرجان ، بداية من الفنانة ليلى علوي ولبلبة وإلهام شاهين ويسرا وغادة عبد الرازق وراندا البحيري وداليا البحيري والراقصة لوسي واللبنانية رزان مغربي التي حرصت على استعراض فستانها أمام العدسات ، إلى جانب الفنانيين محمود عبد العزيز وأحمد السقا والمؤلف تامر حبيب والكوميدي أشرف عبد الباقي ورامي وحيد وشريف رمزي وعمر عبد العزيز وخالد صالح وويوسف الشريف بطلا فيلم "هي فوضى" الذي بدأ عرضه عشية المهرجان.

امتدت حالة الفوضى إلى خارج المسرح الكبير ، فمع وضع المنظمين لطاولة مرتفعة وقف عليها المصورون الصحفيون قرب البساط الأحمر ، كانت إصابة أحدهم بأذرع الكاميرات التليفزيونية الطويلة محتملة ، وهو ما حدث ، وعندما عاتب المصور عامل التليفزيون بادره الأخير بالتهديد بأنه يعمل في "التليفزيون" مما أثار حنق الصحفيين وكادت المشادة تتطور إلى شجار.

وكان للصحفيين وقفة أخرى مع انتهاء الحفل ، إذ اعترض عدد كبير من الحاضرين على عدم توزيع دعوات حضور المهرجان على الصحفيين والمؤسسات الصحفية بالتساوي ، واقتصار الدعوات على رؤساء تحرير بعد المطبوعات ، ورفع الصحفيون لافتات كتبوا علهيا "لا لإهانة الصحفيين" وطالبوا بتفعيل حقهم في تغطية كافة فعاليات المهرجان بشكل عادل ، بعيداً عن أهواء المنظمين أو الرعاة.

ومع تزايد عدد الصحفيين الواقفين على البساط الأحمر حاول رجل أمن الاعتداء عليهم لإجبارهم على فض الاحتجاج ، وهو ما دفع فنانين مثل أشرف عبد الباقي وشادي شامل ورامي وحيد إلى التدخل ، وعندما قالت إحدى المنظمات "دعونا نحتفل بالافتتاح أولاً بشكل جيد فهذه سمعة مصر" رد عبد الباقي "لكن لا تمتد أي يد إلى صحفي ، فهذه سمعة مصر أيضاً"!

شاهد كلمة أحمد حلمي وهو يقدم النجم عمر الشريف